عاجل

الأحد 04/مايو/2025

مهرجان حماس … مشهدية إعجازية

عامر المصري

ثمة هاجس يلازم الوحدات السياسية بمختلف أنماطها – النظموالأحزاب – يهددها وجوديا أو يشكل رافعة لها في المشهد السياسي الذي تسعى جاهدةلتسيده، ويتمثل هذا الهاجس بـ” الحاضنة الشعبية”.

ولعل الحاضنةالشعبية كانت دائما على علاقة جدلية بالوحدات السياسية، فهي من جانب تشكل عامل ضبطصارم لمخرجاتها، وأيضا تقع في جوهر برامجها، لما لها من أهمية محورية. تلكالأهمية النابعة من أثر الاجتماع على السياسة بقاء واستمرارية.

وفي ضوء ذلك، وعنداستعراض 10 سنوات من تجربة حماس في حكم غزة، نجد أن الحاضنة الشعبية كانت رهانالمتآمرين على الحركة والأعداء على حد سواء، والأمل في القضاء عليها وإزاحتها منالمشهد السياسي والاجتماعي الفلسطيني.

لكن مهرجان انطلاقةالحركة الـ30، جاء صادما لكل المتربصين والمتآمرين عليها، ، وهذا ما عبر عنه الإعلامالصهيوني جليا ، والذي عدّ “الحضور الضخم” دليلا على فشل الحصار فيتأليب الغزيين وإسقاط حماس.

فكان المهرجان بحقدرسا سياسيا – اجتماعيا بليغا، ينبغي أن يقف عليه المراقبون طويلا ، فنحن هنا أماممشهدية إعجازية بحق … حركة تحريرية عانت من حصار طويل وتآمر صارخ وجغرافياظالمة، استطاعت تخطي كل ذلك والحفاظ على حاضنتها محصنة

لكن السؤال “كيفاستطاعت حماس فعل  ذلك؟؟!”، والجواب هنا يحمل في طياته عوامل فكريةوسلوكية … 

أولا: قدمت الحركةإلى حد كبير وحدة عضوية بين فكرها وممارستها العملية، وهذا ما عبرت عنه بشكل صارخفي ثلاث حروب خاضتها ضد العدو الصهيوني، بحيث تكرست المقاومة كأداة استراتيجية،ليس فقط بالتشديد عليها في الايدولوجيا والخطاب السياسي بل على الأرض وباستمراريةتصاعدية .

ثانيا: السقوطالمدوي للبرامج المنافسة لبرنامج الحركة، بحيث تكرس إيمان الاجتماع السياسي الغزيبنهج الحركة وخطها السياسي

ثالثا: سلوكالاحتلال الصهيوني والذي اكتسى طابعا إحلاليا – عدوانيا، الأمر الذي وضع الاجتماعالسياسي أمام معادلة مركبة، يكمن حلها بالمقاومة فقط

رابعا: النموذجالاقتصادي – الاجتماعي للسلطة في الضفة والذي أسهم إلى حد كبير في تدمير الوعيالجمعي الضفي، وتقويض مقوماته الوطنية وعوامل صموده في وجه المخطط الصهيوني.

خامسا: انكشافالمخطط الأمريكي حيال المنطقة، والاصطفافات الحادة في الإقليم ، مضافا إليها فجورأدوات أمريكا ومحاباتها للكيان الصهيوني في مقابل عدائها للفلسطينيين

سادسا: انكشاف نواياالسلطة في الضفة حيال قطاع غزة واجتماعها، حيث اتضح للغزيين أن القطاع لم يكن سوىورقة ضغط وابتزاز سياسي لخصوم السلطة في تجاهل فاضح لاحتياجات اجتماعه وضروراتبقائه، الأمر الذي أصاب الغزيين بغضب تمثل في تحلقهم أكثر حول حماس ونهجها

لكن على الحركةأخيرا ألا تعدّ ما حصل في انطلاقتها الـ30 نهاية المطاف، فالاجتماع البشري يحملخصائص منها، الذاكرة المثقوبة وعوامل

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات