الثلاثاء 06/مايو/2025

دير هيلاريون .. حصار غزة حرمه نفحة الروح

دير هيلاريون .. حصار غزة حرمه نفحة الروح

عندما زرته في الشتاء الماضي والتقطت بعض الصور كانت لوحات (الفسيفساء) بحالة أفضل، لكنني عندما عدت له قبل أيام وجدت الألوان قد خاصمت صفحة (الفيسفساء) وقد نمت الأعشاب الضارّة في جنبات الدير.

ومنذ أيام بدأت أعمال صيانة جديدة لدير القديس (هيلاريون) الذي يعد من أهم الأماكن التاريخية في جنوب فلسطين منذ القرن الرابع الميلادي، وقد جرى اكتشافه رسميًّا عام 1997، لكنه لم ينل القسط الكافي من الاهتمام.

ويؤكد فضل العطل، المختص في الأماكن الأثرية بغزة، أن المشروع الجاري حاليًّا هو حماية المكان، ومقدم كمنحة من المركز الثقافي البريطاني بعد أن تقدمت به الإغاثة الأولية الدولية، ونحن في المرحلة الأولى نعتني بتنظيف الموقع وتهيئة المكان للزوار.
 
ويضيف “العطل” لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أما المرحلة الثانية فهي صيانة المكان بالكامل، وتتلخّص في ترميم فعلي، ثم إنشاء جدران ورفع لوحات الفسيفساء وأرضيات المكان كاملة، لأن الدير تضرر بعد اشتداد الحصار”.
 


null

اكتشاف الموقع جرى عام 1997 ونقبت البعثة الفرنسية فيه ثم رفعته معماريًّا ووضعت الدراسات والمخططات له، وهو مسجل على قائمة اليونسكو المؤقتة للتراث.
 
السنوات مرت صعبة بسبب اشتداد الانتفاضة والحصار وعدم وصول البعثة الفرنسية والمختصين لهذا الدير بعد عام 2001؛ حيث كان العمل متواصل 1997-2000.
 
ويتابع: “هو من أهم المواقع الأثرية بالشرق الأوسط.. مقسم لثلاثة أقسام، قسم العبادات، وقسم الحمام، وقسم الفندق، وتاريخه يعود للقرن الرابع الميلادي، وفي نهاية العهد السابع جاء الأمويون للمكان، وتجسّد التسامح الإسلامي – المسيحي، كما أن مساحة البنية الأثرية هنا كبيرة ومهمة” .
 
تنظيف الدير

في الجزء الشرقي من الدير قرب حوض التعميد ينحني خمسة عمال فوق الأرضية الترابية والأخرى الصخرية لتنظيفها من الأعشاب وترحيلها خارج الدير.

المتجول في الدير بإمكانه التعرف من الحراس على بقايا حجرات كانت تستخدم فيها معصرة زيت الزيتون ومطحنة القمح، إضافة إلى حوض التعميد الذي لا زال ماثلاً، وحالته جيدة.

منذ عشرين سنة ارتبط فخري العصار، حارس الدير المكلّف من وزارة السياحة والآثار، بالمكان حتى إنه في يوم إجازته يقضي جزءًا من وقته في دير القديس (هيلاريون).
 
يقول العصار لمراسلنا: “من عام 2012 لم يقم أحد بالاهتمام أو تنظيف المكان ولا يوجد إمكانات مادية لدى الوزارة للاهتمام به، قديمًا كان الزوار الأجانب باستمرار هنا، وكذلك الرحلات المدرسية والعلمية، والآن أتمنى أن يبنى جدار للحماية حتى يعود الدير للحيوية”.
 


null

موقع مميز

ويرجع د. أيمن حسونة، أستاذ التاريخ وعلم الآثار بغزة، أهمية دير القديس (هيلاريون) إلى جانبين، أولهما الأهمية التاريخية؛ فهو أقدم دير في فلسطين، وصاحبه هو القديس (هيلاريون) الذي يعد أول من أدخل الرهبنة لفلسطين.
 
ويضيف لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “بدأ الدير منتصف القرن الرابع الميلادي، واستمر حتى منتصف القرن الثامن، حتى حصل زلزال مدمّر، كان مزارًا للحجاج المسيحيين تلك الفترة، وبعد وفاته أصبح محط أنظارهم ومزارًا لهم، ثم توسّع لينسجم مع الإقبال على المكان”.

أما الأهمية الأثرية فتكمن بأنه من العناصر المعمارية، خاصة الكنيسة المركزية التي اكتشفت على ثلاث مراحل حتى وصلت للمرحلة الحالية وفيها (الديماس) الكنسي تحت أرضية الكنيسة.

ويتابع: “الديماس المظلم أسفل الكنيسة فيه قبر هيلاريون، وقد تبقى جزء من غطاء التابوت؛ حيث بني على شكل مصلّب، وهو تخطيط من أقدم الاكتشافات المعمارية في فلسطين، كما وجد في الدير حمام بخاري بنظام بيزنطي ورماني، وهو الدير الوحيد الذي امتاز بالحمام”.
 
ويشير الخبير حسونة إلى أن حصار غزة الذي بدأ عام 2005 أضرّ بالدير الذي اعتمد منذ اكتشافه على المساعدات والمنح، وأنه بحاجة لترميم لإظهار العناصر المعمارية كافة للمشاهد، وأهمها إيجاد سور للحماية وخدمات للزوار، مشددًا على أن هناك لوحات فسيفساء مطمورة بالرمال تترقب مشروع ترميم ليتم كشفها.


null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...