الأربعاء 07/مايو/2025

شهيد القدس والجيوش العاجزة!!

عماد الإفرنجي

ألهذه الدرجة يا إبراهيم تحب القدس ..، تحبها وتدفع روحك ثمنا لحبك؟ يا ثائر غزة ألم يكفهم قطع ساقيك؟ من أي طينة أنت؟ وكأنك تقول لنا من يحب القدس وفلسطين عليه إثبات ذلك ولو بدمه!!، وكأنك تريد إقناع من يعيشون أوهام السلام أن لا سلام مع المحتلين القتلة!!.

غدروك وأنت شرق البريج بقصف إسرائيلي ماكر في 11-4-2008 فاستشهد أصدقاؤك وتطايرت أطرافك السفلى لكنك لم تستسلم، ولم يتمكنوا من أن يحولوك إلى عاجز، فعملت بكل عزة وكرامة تأكل من عرق جبينك، تحمل جسدك على كرسيك المتحرك، ومعك معداتك البسيطة لغسيل السيارات.

إبراهيم أبو ثريا ابن مخيم الشاطئ، أقام الحجة على كل العرب المسلمين حكاما ومحكومين، ما الذي فعلتموه من أجل القدس وغزة وفلسطين؟ وأنا ابن غزة المحاصرة المظلومة قدمت دمي لأجل القدس، فماذا تنتظرون؟!!

غزة مخزون الثورة الذي لا ينضب، تؤكد يوما بعد يوم نوعية الرجال الذي يعيشون فيها، رجال من نوع فريد لا يؤمن بالصمت والخنوع حتى لو كان بلا قدمين أو يدين؟ رجال يدافعون عن القدس وأرضهم بينما جيوش العرب تعاني العجز والهوان؟ شباب يثبتون أن القدس أغلى من الأرواح والدماء ومستقبل الزوجة والمنزل وفرص العمل.

إبراهيم درس جديد تعطيه غزة في الرجولة والوطنية وحب القدس، وما أكثر الدروس التي سطرتها غزة في الصمود والشجاعة وقهر الجيش الذي كان لا يقهر، درس من إبراهيم لكل قائد عربي ومسلم، ولكل جيش أصاب سلاحه الصدأ دون أن يوجهه نحو تحرير القدس وفلسطين، درس في حب قبلة الأنبياء وبوابة السماء، درس بالدم أن القدس عربية إسلامية، ولن تكون لبني صهيون، دم أشرف وأطهر من علماء السلطان الذي يتعامون عما يجري للقدس، يخافون على أعناقهم وأرزاقهم التي لا يملكها إلا الله.

لم يكن إبراهيم قعيد الهمة أو النخوة أو الكرامة، بل كان شجاعا مقداما، حتى قتله المجرمون قنصا وغدرا، خافوا من مواجهته، سلاحه فقط علم فلسطيني، وشارة النصر، وأصوات التكبير، وصرخات القدس.

تدفقت دماء إبراهيم وهي ترد على مسؤول عربي يقول إن الإدارة الأمريكية وسيط نزيه لعملية السلام، ومسئول أمريكي يقول إن حائط البراق ملك لإسرائيل، دماؤه شطبت مزاعمهم، وكتبت أن الحر لا يموت!.

إبراهيم قصة بطولة وحكاية مقاومة ونموذج شباب لا يعرف المستحيل، هو ممثل شرعي حقيقي للشعب الفلسطيني، يؤكد أن للقدس رجالها ودونها الأرواح، وشعبنا لا يحني هاماته إلا لله، نعم لقد ارتقى إبراهيم .. لكنه أسقط الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات