لهذه الأسباب يكثف الاحتلال اعتقالاته في صفوف حماس بالضفة

لا يمكن النظر إلى حملة الاعتقالات التي شهدتها مدن الضفة المحتلة فجر الأربعاء (13-12) والتي شملت أكثر من 35 مواطنا، بمعزل عن حملات الاعتقال التي جرت خلال الأيام الماضية.
وفي الأيام الأخيرة الماضية، صعّد الجيش الصهيوني حملات الاعتقال، بالتوازي مع تصاعد الغضب الشعبي من القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني.
وما ميّز الاعتقالات الأخيرة، هو تركيزها على القيادات والكوادر المؤثرة في الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتهم قيادات حركة حماس وأبرزهم الشيخ حسن يوسف.
ولئن اعتاد قادة ونشطاء حركة حماس تصاعد عمليات الاعتقال بحقهم مع اقتراب الذكرى الثلاثين لانطلاقة الحركة، فإن هذا لا يبدو سببا كافيا لتفسير هذه الهجمة التي تستهدفهم بشكل لافت في هذه الذكرى هذا العام أكثر من الأعوام الأخيرة.
ويرى الكاتب والصحفي علاء الريماوي أن ثلاثة عوامل جعلت الاعتقالات تتركز في صفوف حركة حماس أكثر من غيرها من القوى الفلسطينية.
وتتمثل هذه العوامل -وفق الريماوي في حديث لـ”المركز“- في سعي الاحتلال لمنع إحياء العمل التنظيمي لحماس في الضفة مرة أخرى، ومنع مشاركة الحركة بفاعلية في المواجهات بما يفضي لتحولها إلى حالة شعبية، بالإضافة إلى أنها تأتي في سياق سلوك احتلالي متوقع مع اقتراب المناسبات الوطنية.
وأعلنت حماس اعتزامها إقامة مهرجانات مركزية بمختلف محافظات الضفة؛ لإحياء ذكرى انطلاقتها، ويُتوقع أن تشهد هذه المهرجانات في مدنٍ كنابلس شمال الضفة، مشاركة كبيرة وواسعة.
ويؤكد الريماوي أن الاحتلال يتحسب من انتقال الأحداث الحالية وتحولها من موسمية إلى انتفاضة منظمة.
كما يخشى من دخول حماس وتعافيها، في ظل إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية على الأرض، وتراجع الملاحقة من أجهزة السلطة، ووجود بيئة قائمة على الارتفاع في شكل المواجهة.
وبالنظر إلى الأسماء التي تم استهدافها بالاعتقالات الأخيرة، يُلاحظ أن هناك ملاحقة شرسة للكادر المؤثر في حركة حماس، مثل الشيخ حسن يوسف، والكوادر الوسيطة المسؤولة عن النشاط الميداني، والتي تتركز في القطاع الطلابي للحركة، وهو الكتلة الإسلامية.
تجربة سابقة
ورغم عشر سنوات من الانقسام تعرضت خلاله حماس لاستهداف مباشر ومركّز من الاحتلال وأجهزة السلطة أصاب نشاطها التنظيمي بالشلل، تأتي هذه الاعتقالات لتكشف أن حركة حماس لا تزال تشكل الهاجس الأكبر للاحتلال.
ويقول الريماوي: إن الاحتلال يدرك أن قدرة حماس السائلة، والتي خبِرتْها في انتفاضة الأقصى التي جاءت بعد اعتقال كل كوادر حماس لدى الاحتلال وأجهزة السلطة، ثم ما لبثت أن عادت حماس بعد تحول الأوضاع، لتقود المشهد المقاوم وبقوة في الضفة.
ويرى أن الاحتلال يتوجس من شكل ونوعية تعاطي حماس مع الأحداث، وهو يعلم أن حماس لا تزال تمتلك خزانا شعبيا كبيرا، وهو ما كشفته نتائج الانتخابات الطلابية في الجامعات، والتي حققت فيها الحركة نتائج متقاربة مع حركة فتح.
ومع تواصل الحراك الشعبي الرافض لـ”قرار ترمب”، يخشى الاحتلال اليوم عودة قوة حماس وتحولها إلى قوة منظمة قادرة على الحشد والتعبئة ووضع متغيرات لا يمكن تجاوزها في الضفة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...