الإثنين 05/مايو/2025

الحاج الرجوب.. الحرية المسلوبة منذ 25 عاما

الحاج الرجوب.. الحرية المسلوبة منذ 25 عاما

قبيل صلاة عصر يوم السابع عشر من شهر أيار (مايو) من عام 1996م استوقف حاجز عسكري مفاجئ لجيش الاحتلال الصهيوني سيارة شحن كانت محملة بالحبوب في منطقة بئر الحمص على مدخل حارة الشيخ في قلب مدينة الخليل.. طوق جنود الاحتلال السيارة، وتم اعتقال السائق، فيما تمكن من الفرار شخص آخر كان بجوار السائق، إلا أن قوات الاحتلال أطلقت النار عليه، فأصيب برصاصة في بطنه، لكنه استمر بالانسحاب من المكان، ودمه ينزف حتى أغمي عليه.

ونقله المواطنون الفلسطينيون إلى مستشفى الأميرة عالية الحكومي في المدينة.. وما هي إلا لحظات حتى طوقت سلطات الاحتلال المستشفى، وألقت القبض على أخطر جريح في تاريخ المقاومة الفلسطينية، ونقلته بطائرة مروحية إلى المستشفيات الصهيونية، ليتبين أن هذا الجريح هو القائد حسن سلامة الذي حكم بالسجن 1175 عامًا.

أما سائق سيارة الشاحنة المحملة بالحبوب، والذي أخضع إلى شتى صنوف العذاب طيلة 96 يومًا متواصلة، فكان الحاج رزق الرجوب (60 عامًا) والذي حكم عليه بعد هذا الاعتقال بالسجن الفعلي لمدة عشر سنوات متواصلة، ومنذ أن أفرج عن الأسير الرجوب من السجن بعد قضاء محكوميته تلك، لم يمر عليه عام واحد ومتكامل وهو في منزله وبين أفراد أسرته؛ إلا عاجلته سلطات الاحتلال بمداهمة منزله وتفتيشه وتدمير محتوياته واعتقاله.

25 عامًا من الاعتقال

واستمر الوضع على هذا الحال حتى قضى الحاج رزق الرجوب 25 عامًا متقطعة في الاعتقال، تعرض خلالها إلى ألوان من العذاب والشتات عن أسرته وأهله وذويه؛ حيث تعدّه سلطات الاحتلال قياديًّا بارزًا في كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس).

تقول زوجته أم أحمد: “منذ أن أفرج عن الحاج رزق بعد قضاء مدة حكمه السابقة والبالغة عشر سنوات، لم نذق طعم الراحة، فالمداهمات والتفتيشات والاعتقالات مستمرة لأسرتنا؛ حيث يحتجزنا جنود الاحتلال في غرفة، ويمكثون الساعات وهم يعيثون فسادًا داخل المنزل، ويسرقون كل شيء ثمين من ذهب وأموال وبلفونات وكمبيوترات، وأخيرًا السيارات.. سيارة زوجي وابني!”.

وتضيف أم أحمد في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “قبل هذا الاعتقال وفي ليلة 17 أيار (مايو) من هذا العام، اقتحم مئات الجنود (وأقول مئات وليس عشرات) منطقة “أكريسة”؛ حيث منزلنا.. دخلت المنطقة عشرات السيارات العسكرية، واعتلى الجنود المنازل المجاورة، وأخرجونا من المنزل في العراء.. الجنود كانوا فريقين، أحدهما من الرجال، والآخر من النساء؛ حيث بدأت عملية التفتيش والحفر والتخريب.. فتشت المجندات الصهيونيات النساء والفتيات تفتيشًا دقيقًا، وفتش الجنود الرجال والشباب”.

تنكيل وتعذيب

وواصلت أم أحمد حديثها وهي تتفطر ألمًا: “لم يكن هذا التفتيش طبيعيًّا.. استمر نحو عشر ساعات حتى بعد صلاة الظهر، تخيلوا؛ فرغوا الآبار من المياه وثقبوها وخربوها.. حفروا الجدران.. حطموا بلاط الحمامات، واقتلعوا البلاط الأرضي.. حرثوا الحقول والأراضي المجاورة، وبعد رحلة العذاب هذه حمّل الضابط المسؤول عن الحملة الحاج رزق رسالة كانت واضحة صريحة “بدناش إياك في البلد!!.. اختر البلد التي تريدها، ونحن نساعدك في الخروج.. اخرج وعش حياتك بعيدًا عنا.. وإلا لن تبقى حيًّا.. فيما كان رد أبو أحمد واضحًا صريحًا (لن أخرج من وطني وأرضي.. اصنعوا ما شئتم)”!.

ويعدّ النائب الشيخ نايف الرجوب عضو المجلس التشريعي الفلسطيني أن المحنة التي تعرض لها الأسير رزق الرجوب لم يتعرض لها أحد من قبل، فاعتقاله بهذه الطريقة ممنهج، ويقصد به تهجيره من أرضه ووطنه.

ويضيف النائب الرجوب لمراسلنا: “سلطات الاحتلال تمارس قمة العنصرية ضد الأسير الرجوب وأسرته، ولم تفسح له المجال أن يتنفس، فإذا ما أطلق سراحه من السجن، تعتقل سلطات الاحتلال ابنه الوحيد أحمد في نفس الليلة، وسبق وأن أطلق سراح ابنه ليلة عيد الأضحى، فيما تم اعتقال الشيخ رزق والده في نفس الليلة.. ناهيك عن عمليات التخريب الممنهج الذي لم يجر لبيت أسير من قبل”.

وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد داهمت منزل الحاج رزق الرجوب فجر السابع والعشرين من شهر تشرين ثاني (نوفمبر) 2017م فعاثت فيه فسادًا، وصادرت سيارته وسيارة نجله، وانتهت عملية الاقتحام باعتقال الحاج رزق ونجله الوحيد أحمد، ليبدأ الأسير الرجوب مرحلة جديدة من الاعتقال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات