السبت 10/مايو/2025

الشهيد المصري: نموت واقفين كالشجر وبالدم نجود

الشهيد المصري: نموت واقفين كالشجر وبالدم نجود

“لو متنا عشاق شهادة مثل الشجر بأرض بلادى بنموت وإحنا واقفين”، “إحنا عشاق البارود وباسمك نعلي الراس دونها يا رصاص دونها واحكي للأسود إحنا بالدم نجود”، آخر ما كتبه الشهيد محمود المصري على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

في منزلهم الكائن بمنطقة الشيخ ناصر شرق محافظة خان يونس، جلست الوالدة أم سالم تستقبل مهنئيها باستشهاد نجلها محمود. وكغيرها من نساء فلسطين علقت الوالدة على مخطوطات ولدها قائلة: “الله يرضى عليك يا ابني.. الله يرحم روحك، وربنا يرفع شأنك كما رفعت رؤوسنا على طريق القدس”.

شهيد القدس.. لقب ناله محمود ابن الـ28 ربيعا، بعد أن هبّ برفقه الشباب الغاضبين على مناطق التماس، نصرة للقدس ورفضا للقرار الجائر الذي أصدره الرئيس الأمريكي ترمب بحق المدينة المقدسة.

القدس أغلى
“نعم ابني غالي عليا، لكن  القدس أغلى من كل شيء وتحتاج منا الكثير”، بكلمات واثقة قالت أم الشهيد.

وارتقى المصري كأول شهيد في انتفاضة حرية القدس التي اشتعلت الجمعة (8/12) في مناطق التماس مع الاحتلال في أرجاء فلسطين، لتكون دماؤه الطاهرة سراجا تنار به قباب المسجد الأقصى السليب.

وأبدت والدة الشهيد خلال حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، استعدادها لتقديم أبنائها الستة فداءً للقدس، مفتخرة أن نجلها محمود هو أول شهيد ارتقى في هذه الانتفاضة المباركة.

وبعد أن أخذت نفسا عميقا وكأن طيف نجلها قد مر من أمامها قالت الوالدة: “ابني الله يرضى عليه، كان صاحب خلق ودين، وابتسامته لا تكاد تفارق وجهه، ولا يوجد له أعداء”.

وعرف عن الشهيد التزامه في مسجد الإسلام القريب من منزلهم، حيث أمضى رمضان الماضي في المسجد معتكفا برفقه رواد المسجد، متقدما الصفوف الأولى مع المصلين.

وجب النفيرأما والده الذي يقف مستقبلا جموع المهنئين، فتحدث بكلمات قليلة بعد أن مسح دموع الحزن على فراق نجله: “أحتسب ابني شهيدا عند الله، ومش خسارة في ربه، واسأل الله له الرحمة والقبول”.

وطالب والد الشهيد العالم أجمع بالانتفاض من أجل القدس والأقصى ومن أجل استردادها، قائلا: “إن القدس ليست للفلسطينيين فقط، وإنما هي وقف لجميع الأمة، فوجب النفير لأجلها من جميع أنحاء العالم”.

“عاش حياته محبوبا بين أصدقائه وأبناء منطقته، ولم يعرف عنه سوى الخلق الطيب والالتزام بالمساجد”، بهذه الكلمات بدأ ابن خاله جهاد وصفه.

وأشار ألى أن محمود كان يطلب الشهادة منذ زمن، ونال ما يتمني، مؤكدا أن الأرواح ترخص من أجل القدس والأقصى.

وارتقي المصري برصاصة من قناص غادر، في إحدى مناطق التماس شرق محافظة خان يونس خلال المواجهات التى اندلعت مساء جمعة الغضب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات