السبت 10/مايو/2025

هل تعزز الانتفاضة خيار المصالحة ؟!

هل تعزز الانتفاضة خيار المصالحة ؟!

“هل يصمد رئيس السلطة محمود عباس في قراره رفض استقبال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس؟!”.. هذا ما ستكون الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عليه، خاصة إذا ما قررت فتح والسلطة فعلياً الانحياز للخيار الشعبي والفصائلي بإشعال انتفاضة جديدة؛ رفضاً لقرار أمريكا عدَّ مدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني.

وأجمع المحللون ناجي شراب، وإبراهيم حبيب، وإبراهيم المدهون، في أحاديثهم المنفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الانتفاضة يمكن أن تساهم بشكل جيد في دعم المصالحة كما يمكن أن تشكل المصالحة أمراً مسانداً للانتفاضة التي تحتاج إلى وحدة الموقف والجهد العام.

دعم المصالحة
الأكاديمي شراب، أكد أنّ الاختبار الحقيقي للمصالحة هو الانتفاضة، وقال: “يجب الاتفاق على طبيعة الانتفاضة وماهيتها وأدواتها”، وعدّها خياراً يعني أنّ المصالحة تسير بالاتجاه الصحيح، وأنّ حماس وفتح أو السلطة باتوا يدركون أنّ الانتفاضة خيار مهم في ظل ما يجرى.

هذا الرأي دعمه المحلل حبيب، الذي أكّد ضرورة أن تكون الانتفاضة دافعاً قوياً للمصالحة، وأن يعزز كلٌّ منهما الآخر، مبيناً أنّ الانتفاضة تحتاج إلى جهد الجميع، والمصالحة يمكن أن تلعب هذا الدور بامتياز.

وهذا ما أشار إليه المدهون بقوله: “لاشك أنّ الانتفاضة ستدعم المصالحة فالشعب الفلسطيني على مدار تاريخه، المقاومة والانتفاضة توحده”، مؤكّداً ضرورة دخول الانتفاضة بقرار موحد، والمصالحة مطلب أساسي من أجل ذلك.

محددات سياسية
ورغم حالة الدعم الشعبية لقيام انتفاضة، إلا أنّ الأكاديمي شراب، عبّر عن خشيته أن تقف المحددات السياسية للسلطة أمام الدخول في انتفاضة حقيقية.

وقال: “من السابق لأوانه أن نقول هذه انتفاضة، فهذا لا تزال حراكا شعبيا تم بدعوة صريحة من حماس والفصائل الفلسطينية تدعم هذا الاتجاه، ولكن أعتقد على مستوى السلطة ليس هناك قرار واضح”.

ويؤكّد شراب أنّ خيار الانتفاضة يعني التحول من مرحلة سياسية إلى مرحلة أخرى، مبيناً أنّ صانع القرار الذي يتحكم بالمحددات السياسية الإقليمية والداخلية السياسية يختلف عن غيره، وقال: “هذا ما يفسر لنا إمكانية عدم امتداد الحراك، لأنّه لا يحظى بدعم حقيقي، من الأطراف المترددة في ذلك، كالسلطة مثلاً”.

إلا أنّ المدهون، عدّ أنّ ما وصفها بـ”الخديعة والطعنة” التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية لظهر السلطة، يدفع السلطة إلى حالة من النضال الاضطراري بمشاركة الكل الفلسطيني.

خيار المصالحة
ويشير المحلل حبيب، إلى أنّ قابل الأيام ستكون الفيصل في خيار المصالحة، وقال: “هذا سيكون واضحاً إن كان لدى السلطة نية حقيقية للمصالحة، فعليها على الأقل أن تفسح المجال للمقاومة بالضفة للعمل ضد جنود ومستوطني الاحتلال”.

ويؤكّد حبيب أن النية الحقيقية للسلطة تتمثل في اتخاذ إجراءات عملية تجاه قطاع غزة والدخول في إجراءات عملية تتمثل برفع العقوبات وتشكيل الإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير ليتخذ القرارات المناسبة لمواجهة قرار أمريكا.

ويقول المدهون: “لا خيار لنا اليوم إلا المصالحة من جهة، والانتفاضة من جهةٍ أخرى، طالما أنّ هناك وحدة وثورة وانتفاضة، سيوحدنا الميدان”.

وأضاف: “هذا ما نفتقده في لحظة من اللحظات عندما يدخل فريق السلطة في عملية هلامية كعملية التسوية”، مؤكّدا أنّ على الجميع أن يدرك أنّ الحل الوحيد هو الوحدة السياسية والميدانية؛ لأنّ الشارع الفلسطيني غاضب، وهذه فرصة فلسطينية حقيقية لتعزيز الوحدة والضغط على الاحتلال وأمريكا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات