الإثنين 24/يونيو/2024

انتفاضة حرية القدس.. هل تتدحرج كرة النار؟!

انتفاضة حرية القدس.. هل تتدحرج كرة النار؟!

شهد قطاع غزة عصر اليوم الجمعة ارتقاء أول شهيد في انتفاضة حرية القدس، فيما شهدت محافظات الوطن كافة وقوع أكثر من 300 إصابة بجراحٍ مختلفة، فيما تبدو الأوضاع الميدانية حسب مشاهدات مراسلي “المركز الفلسطيني للإعلام” متصاعدة أكثر فأكثر في ظل تدافع الشباب الفلسطيني نحو خطوط التماس مع العدو الصهيوني.

وتوقع مراقبون ومحللون سياسيون في حديثهم لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن تتصاعد الانتفاضة الشعبية جراء قرار الرئيس الأمريكي ترمب الذي عدّ فيه أنّ مدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني.

ودعت الفصائل الفلسطينية إلى جعل الجمعة “يوم غضب” فلسطينيا، حيث طالب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بـ”إطلاق شرارة انتفاضة فلسطينية جديدة وشاملة في وجه الاحتلال”.

رد طبيعيّ
واتفق المحللون الثلاثة صلاح الدين العواودة، وهاني البسوس، وأيمن الرفاتي، أنّ الغضب الشعبي العارم هو رد فعل طبيعي نتيجة للشعور بالقهر السياسي من الاحتلال الصهيوني ومن خلفه الإدارة الأمريكية التي كشفت عن سياساتها المنحازة للاحتلال.

وعدّ الرفاتي، أنّ تداعيات الهبة ستكون خطيرة على الاحتلال حال تطورها لعمل فلسطيني مقاوم منظم مدعوم من جميع الأطراف الفلسطينية، فيما عدّ العواودة أنّ هذه الهبة إذا ما قدّر لها أن تستمر فلا شكّ أنها الفرصة الأخيرة للفلسطينيين وللمسلمين عامة لحماية القدس والمسجد الأقصى، وهذه ليس مجرد شعارات.

فيما توقّع الأكاديمي البسوس، أنّ تتوسع الانتفاضة بأشكال مختلفة، مبيناً أنّ القرار الأمريكي يمثل اعتداء على القدس وفلسطين وعلى الأمة الإسلامية، “بل هو بمنزلة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني”، كما قال.

تطور الانتفاضة
ويعد العواودة، أنّ تطور الانتفاضة بالأمل ألا تقف بوجهها قوى محلية وإقليمية، مبيناً أنّ العدو الصهيوني ومستوطنيه لا يستطيعون العيش وسط شعب منتفض.

وقال: “المستوطنات فرغت من المستوطنين أثناء الانتفاضات، وتحولت لثكنات عسكرية وساحة حرب، ما أجبر العدو على سحب مستوطنيه من قطاع غزة وبعض مستوطنات الضفة، وهذا ينطبق على القدس وكل الضفة الغربية”.

فيما يذهب الرفاتي للتأكيد أنّ تطور الهبة مرتبط بالضفة الغربية بدرجة أساسية وبتفاعل الفلسطينيين معها بقوة؛ نظرا لما تشكله الضفة من تهديد أمني للاحتلال، مبيناً أنّ عملية واحدة مُحكمة داخل المدن المحتلة سيكون لها صدى إشعاليّ كبير لجذوة روح العمل المقاوم لدى الفلسطينيين.

ويضيف الرفاتي: “يمكن للهبة أن تتطور لتصبح انتفاضة عارمة في حال مشاركة جميع القوى الفلسطينية فيها دون تحوير لها؛ بحيث تكون ممثلة لكل المكونات الفلسطينية، وبصبغة شعبية وطنية”.

ضمان الاستمرار
وفيما يعد البسوس، أنّ الدعم الدولي والإسلامي والعربي للهبة الشعبية الفلسطينية محور مهم لاستمرار هذه الانتفاضة، يؤكّد نظيره العواودة أنّ حقيقة قرار استمرار الانتفاضة وقرار مصير القدس والمسجد الأقصى في يد رئيس السلطة محمود عباس.

ويضيف: “إذا أصر على الاستمرار بقمع الشعب الفلسطيني فإما أن يثور عليه الفلسطينيون، وإما أن يخلي بين الشعب الفلسطيني وقضيته، فالشعب ومن خلفه جماهير الأمة الإسلامية قادرون على نسف الجبال ونسف الكيان الصهيوني ومن خلفه”.

ويشير الرفاتي إلى أنّ سرّ استمرار الانتفاضة يكمن في البعد الوطني وشعور الفرد بعجز المنظومة السياسية الفلسطينية بعد أوسلو التي حولت القضية الفلسطينية لقضية معيشية حياتية فقط.

ويعود العواودة للتأكيد أنّ الهبّة الشعبية تحتاج إلى وحدة وطنية أولاً، ثم إلى قيادة حكيمة لا تكبر حجرها ولا تغامر على غير هدى، “يجب أن تحصر أهدافها بالقدس والمستوطنات، وتسعى لتجميع المؤيدين وتجنب خلق أعداء جدد للشعب الفلسطيني”.

وأضاف: “تحرير فلسطين وإزالة الاحتلال نهائياً ليست الانتفاضة ما تقوم به، بل على الفلسطينيين أن يتفقوا على الأهداف والوسائل، وأن يعملوا معاً لتحقيقها، فلن يحك جلدهم مثل ظفرهم”، كما قال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات