الأحد 04/مايو/2025

تنكيل واحتجاز .. روتين الدراسة اليومي تحت وطأة الاحتلال

تنكيل واحتجاز .. روتين الدراسة اليومي تحت وطأة الاحتلال

وثق تقرير لمؤسسة “بتسيلم” الحقوقية العاملة داخل الأراضي المحتلة، تنكيل قوات الاحتلال بالطلاب والمعلمين الفلسطينيين، مؤكدا أن التهديد والتنكيل والاحتجاز وقنابل الغاز هو روتين يومي للدراسة تحت وطأة الاحتلال في مدينة الخليل.

وأوضح التقرير الذي نشر اليوم الاثنين أنه خلال شهرَي تشرين الأوّل وتشرين الثاني 2017 وحدهما، وثّقت أربع حالات بارزة نكّل فيها جنود الاحتلال بطلّاب مدرسة زياد حمّودة جابر الابتدائية – بنون، الواقعة في حيّ وادي النصارى في الخليل.

وأشار إلى أنه لأجل الوصول إلى المدرسة، على الطلّاب والمعلّمين عبور بوّابة حديديّة منصوبة على بُعد نحو ثلاثين مترًا من المدرسة، تفصل بين حيّ وادي النصارى وحيّ جابر، على شارع “طريق المصلّين” – يؤدّي من مستوطنة كريات أربع إلى الحرم الإبراهيمي، لافتا إلى أن العبور من البوّابة مسموح للمشاة فقط، ويُحظر عبور السيارات منها، وبشكل غير منتظم، يقف في المكان جنود يفتّشون المارّة.

 

حقائق ميدانية

وروى التقرير تفاصيل يوم (16-10-2017)، قائلا إنه قرابة الساعة 12:30، أنهى جزء من طلّاب المدرسة دوامهم المدرسيّ وخرجوا إلى بيوتهم. بعد مضيّ بضعة دقائق، عاد بعضهم راكضًا وأخبر المعلّمين أنّ جنديّين ومستوطنًا يركضون خلفهم ويصوّرونهم.

الباحثة الميدانية من بتسيلم، منال الجعبري، استمعت إلى إفادة أ. ج (12 عامًا) طالب في الصف السابع، حيث وصف كما يلي: “في لحظة عبورنا بوّابة الحديد رأينا نحو ستّة جنود، وبجانبهم مستوطن. أخذ هذا يصوّرنا بواسطة هاتفه النقّال. قلت له: “لماذا تصوّرنا؟”، وفجأة هجم عليّ جندي. كان عصبيًّا وأمسك في يده زجاجة لا أعرف ماذا احتوت داخلها، قد يكون عصير أو شيء من هذا القبيل. لطمني على مؤخّرة رقبتي”.

وتابع “عندها تدخّل جنديّ آخر ودفعني تجاه الحائط. بعد ذلك، تدخّل جنديّ ثالث، أبعدهم عنّي وسمح لي بمغادرة المكان… منذ ذلك الحين أخاف الذهاب إلى المدرسة وحدي. أحيانًا ترافقني والدتي إلى الحاجز، وأحيانًا أضطرّ لعبوره وحيدًا. أيضًا بقيّة الطلّاب يخافون مغادرة المدرسة عند الظهر، بسبب تنكيل الجنود”.

مهنّد الزعتري (35 عامًا، متزوّج وأب لأربعة) أحد المعلّمين في المدرسة، قال في شهادته أيضا: “في السنوات الأخيرة، دخل الجنود إلى المدرسة مرّات كثيرة. إنّهم يبعثون الخوف والهلع في قلوب الطلّاب، وهذا يؤثّر على تحصيلهم الدراسي وحالتهم النفسية. وفي أحيان كثيرة يجري تفتيش حقائب الطلّاب، بل واعتقالهم”.

وأضاف “نحن أيضًا، الهيئة التدريسيّة، نعاني إجراءات التفتيش، وحصل في الماضي عدّة مرّات أن جرى احتجازنا حين وصولنا إلى البوّابة المؤدّية للمدرسة. هذا كلّه أثر أيضًا على عدد المتسجّلين للمدرسة، لأنّ الأسَر تفضّل أن تجنّب أولادها كلّ هذا”.

في حادثتين أخريين وثّقتهما بتسيلم، جرت كلتاهما بعد ذلك بأيّام معدودة، طارد جنود طلّاب المدرسة وهم في طريقهم إلى بيوتهم بعد نهاية الدوام المدرسي. 
في الحالتين احتجز الجنود معلّمًا كان يرافق الطلّاب، وفي إحداهما احتجزوه طيلة ساعة كاملة، ومنعوا خلالها السكّان من عبور البوّابة.

روتين يومي وترانسفير

وتقول بتسيلم إن تلك الأحداث تظهر سهولة قيام الجنود بتهديد وترهيب العشرات من طلّاب المدرسة وبعضًا من معلّميها، وتشويش مجرى التعليم، حيث يمسّ وجود الجنود بقدرة الطلّاب على التعلّم، ويؤثّر على تحصيلهم الدراسي ويمنع أيّة إمكانية لإدارة مجرى دراسيّ معقول في المدرسة.

وتابعت “ليست هذه أحداث شاذّة أو استثنائية، وإنّما هي جزء لا يتجزّأ من روتين الحياة في الخليل، حيث أقامت “إسرائيل” بضعة نقاط استيطانيّة في قلب المناطق السكنيّة الفلسطينية.

وتضيف “تطبّق قوات الاحتلال في المدينة سياسة فصل معلنة، باسمها منع الجنود الفلسطينيين من عبور شوارع رئيسية في المدينة وأغلق مئات المحالّ التجارية”.

وأكدت أن “هذه السياسة، التي ما زال الاحتلال يطبّقها إلى اليوم، أدّت إلى نزوح فلسطينيّ مكثّف وإلى انهيار اقتصاد وسط البلد، هكذا تسعى الدولة في تنفيذ “ترانفسير هادئ” يلغي الوجود الفلسطيني في منطقة وسط البلد”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات