عزبة أبو البصل.. مقاومة من الطين والصفيح

كعادته في كل صباح، ذهب حسن بلاسمة “أبو معاذ”، إلى أرضه في عزبة أبو البصل، قرب مصانع مستوطنة “اريئيل” غرب سلفيت، يوم الجمعة (1-12-20017) ليزرعها ويعتني بها، وإذا به يفاجأ بوجود إخطار فوق أحد الحجارة، يعلمه بقرار “إخلاء وهدم”.
مراسلنا في سلفيت، تحدث مع “أبو معاذ” بعد يوم من القرار، فيما لا يزال وقع الصدمة باديا عليه، يقول “أبو معاذ”: “الإخطار صادر عن لجنة التنظيم العليا للبناء، التابع للإدارة المدنية، والحجة، بأن العزبة جرى فيها ترميم وتصليح يخالف قوانين البناء، مع أن وجودنا في العزبة كان قبل عام 67، وقبل بناء مصانع تتبع لمستوطنة اريئيل”.
وتعود تسمية العزبة بـ”أبو البصل”، لاشتهارها بزراعة البصل، حيث التربة الحمراء المناسبة الغنية بالمواد الطبيعية، بحسب “أبو حسن”.
طرد مكرر
وتقول أسماء بلاسمة، والدة حسن، لمراسلنا: “للأسف تزامن ذكرى إخطارنا بالهدم، مع ذكرى رحيل زوجي (عثمان بلاسمة) الرابعة”، وتتابع: “توفي زوجي عن عمر يناهز (80 عاما)، وكان قد طرد من قرية كفر سابا في الأراضي المحتلة عام 48، ونصب خيمة، وبنى بيتا من طين في عزبة أبو البصل، بعد النكبة على أمل العودة”.
“لقد حوّل الاحتلال أرض زوجي في الأراضي المحلتة عام 48، إلى مستشفى “مئير”، بعد أن غير اسم قريته إلى “كفار سافا”، قبل أن تتابع بحسرة: “الاحتلال طردنا وهجرنا من أراضينا، وما زال يلاحقنا حتى اللحظة في عزبة أبو البصل”، تستجمع قواها قليلا: “ولكننا لن نستسلم له بالرغم من كل التضييق والطرد والتهويد، ولن نكرر النكبة مرة أخرى”.
الحصاد المبارك
وتتنهد “أم حسن” وهي تتحدث عن ذكريات الحصاد: “الحصاد والقطاف في عزبة أبو البصل من أجمل اللحظات، فمع كل موسم حصاد لحقول القمح والشعير أتذكر البساتين والحقول وأنواع الأشجار المثمرة مثل الخروب، وأحيانا أبكي لما آل إليه حالنا من هوان”.
وتتذكر “أم حسن” بدايات الاستيطان في سلفيت، وتقول: “كنا في حالة ترقب وتوتر بعد زيارة الرئيس المصري أنور السادات للكنيست الصهيوني وتوقيعه على اتفاقية كامب ديفيد في العام (1978م)، فقد شيد الاحتلال مباشرة مستوطنة “أريئيل”، والتي بدأت بسرقة ونهب أراضي المحافظة، وبناء المنطقة الصناعية المسماة مصانع “بركان”، ووقعت عزبة أبو البصل في الأراضي المصادرة وداخل الجدار المفترض”.
ابنها الشهيد
ولم تغب تفاصيل يوم الجمعة (7- 8- 2005)، عن ذاكرة “أم حسن”، يومها جرفت آليات الاحتلال جزءا من العزبة، وبعد ساعة قتلت وبدم بارد ابنها الشهيد “محمد”، زاعمة أنه التلميذ السادس للشهيد المهندس يحيى عياش.
تؤكد “أم حسن” بثقة مطلقة، “لن نترك العزبة، وسنبقى صامدين فوقها”، وهي تستمد قوتها من كلمات زوجها، يوم قال: “إنه لن يترك العزبة، وأوفى بوعده، فقد بقي فيها حتى مماته”، وتختم حديثها: “أرض رويت بدم الشهداء لن تترك للأعداء، وسنبقى صامدين ما دام الزعتر والزيتون”.

null

null

null

null

null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...