الإثنين 24/يونيو/2024

عزبة أبو البصل.. مقاومة من الطين والصفيح

عزبة أبو البصل.. مقاومة من الطين والصفيح

كعادته في كل صباح، ذهب حسن بلاسمة “أبو معاذ”، إلى أرضه في عزبة أبو البصل، قرب مصانع مستوطنة “اريئيل” غرب سلفيت، يوم الجمعة (1-12-20017) ليزرعها ويعتني بها، وإذا به يفاجأ بوجود إخطار فوق أحد الحجارة، يعلمه بقرار “إخلاء وهدم”.

مراسلنا في سلفيت، تحدث مع “أبو معاذ” بعد يوم من القرار، فيما لا يزال وقع الصدمة باديا عليه، يقول “أبو معاذ”: “الإخطار صادر عن لجنة التنظيم العليا للبناء، التابع للإدارة المدنية، والحجة، بأن العزبة جرى فيها ترميم وتصليح يخالف قوانين البناء، مع أن وجودنا في العزبة كان قبل عام 67، وقبل بناء مصانع تتبع لمستوطنة اريئيل”.

وتعود تسمية العزبة بـ”أبو البصل”، لاشتهارها بزراعة البصل، حيث التربة الحمراء المناسبة الغنية بالمواد الطبيعية، بحسب “أبو حسن”.

طرد مكرر

وتقول أسماء بلاسمة، والدة حسن، لمراسلنا: “للأسف تزامن ذكرى إخطارنا بالهدم، مع ذكرى رحيل زوجي (عثمان بلاسمة) الرابعة”، وتتابع: “توفي زوجي عن عمر يناهز (80 عاما)، وكان قد طرد من قرية كفر سابا في الأراضي المحتلة عام 48، ونصب خيمة، وبنى بيتا من طين في عزبة أبو البصل، بعد النكبة على أمل العودة”.

“لقد حوّل الاحتلال أرض زوجي في الأراضي المحلتة عام 48، إلى مستشفى “مئير”، بعد أن غير اسم قريته إلى “كفار سافا”، قبل أن تتابع بحسرة: “الاحتلال طردنا وهجرنا من أراضينا، وما زال يلاحقنا حتى اللحظة في عزبة أبو البصل”، تستجمع قواها قليلا: “ولكننا لن نستسلم له بالرغم من كل التضييق والطرد والتهويد، ولن نكرر النكبة مرة أخرى”.

  الحصاد المبارك

وتتنهد “أم حسن” وهي تتحدث عن ذكريات الحصاد: “الحصاد والقطاف في عزبة أبو البصل من أجمل اللحظات، فمع كل موسم حصاد لحقول القمح والشعير أتذكر البساتين والحقول وأنواع الأشجار المثمرة مثل الخروب، وأحيانا أبكي لما آل إليه حالنا من هوان”.

وتتذكر “أم حسن” بدايات الاستيطان في سلفيت، وتقول: “كنا في حالة ترقب وتوتر بعد زيارة الرئيس المصري أنور السادات للكنيست الصهيوني وتوقيعه على اتفاقية كامب ديفيد في العام (1978م)، فقد شيد الاحتلال مباشرة مستوطنة “أريئيل”، والتي بدأت بسرقة ونهب أراضي المحافظة، وبناء المنطقة الصناعية المسماة مصانع “بركان”، ووقعت عزبة أبو البصل في الأراضي المصادرة وداخل الجدار المفترض”.

ابنها الشهيد

ولم تغب تفاصيل يوم الجمعة (7- 8- 2005)، عن ذاكرة “أم حسن”، يومها جرفت آليات الاحتلال جزءا من العزبة، وبعد ساعة قتلت وبدم بارد ابنها الشهيد “محمد”، زاعمة أنه التلميذ السادس للشهيد المهندس يحيى عياش.

تؤكد “أم حسن” بثقة مطلقة، “لن نترك العزبة، وسنبقى صامدين فوقها”، وهي تستمد قوتها من كلمات زوجها، يوم قال: “إنه لن يترك العزبة، وأوفى بوعده، فقد بقي فيها حتى مماته”، وتختم حديثها: “أرض رويت بدم الشهداء لن تترك للأعداء، وسنبقى صامدين ما دام الزعتر والزيتون”.


null

null

null

null

null

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات