الأحد 04/مايو/2025

لا هوادة … حملة أخرى لأجل القدس!

د. أسامة الأشقر

وكالعادة نختلف في قراءة التسريبات شبه الرسمية بقرب نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، وننتظر القرار الأمريكي، فيما نستعد لرد الفعل المعتاد بجملة من الإجراءات مستعينين بدليل الإجراءات المعتادة منذ دهور: اعتصامات ورسائل ووقفات وتحذيرات ومطالبات ومناشدات وحركة دبلوماسية وحملات إعلامية رقمية ثم ماذا: ( أوسعتُهم سبّاً وعادوا بالإبلْ)… .

ليس تقليلاً من أي فعل، فكل عملٍ إيجابيّ ينبغي أن نقوم به مهما بدا صغيراً، لكن انتقادي هنا في مربعين: مربع الزمن الخطأ ومربع المستوى.

أما الزمان فإن حِراك الناس يبدأ بعد صدور القرار الأمريكي وليس قبله، فالقرار إذا صدر من دولة بحجم الولايات المتحدة فقد يكون من المستحيل التراجع عنه لأنه لم يكن قد صدر إلا بعد استعدادات سياسية كبيرة وقرار استراتيجي بتحمّل الأضرار الكبيرة الناشئة عنه، لذا فإن قرارنا يجب أن يكون بمنع صدور هذا القرار الخطير الذي سيفتح بوابة استراتيجية لاعتراف دولي متدرج سيضعنا في زاوية سياسية حرجة ويضيق علينا العمل السياسي والإعلامي والجماهيري لصالح فلسطين. 

في مربع المستوى فإننا نحذر هنا مجدداً من أسلوبنا البارد في التعامل مع هذه الملفات الخطيرة الكبيرة وكأن الأمر لن يحصل، ونبرر لأنفسنا بأن الأمر لم يحصل بعدُ، وربما تحْدث هناك مفاجآت، ونمنّي أنفسنا بموقف أوروبي أو روسي أو عربي هنا وهناك، ونحن نعلم أن كل ما سيصدر عنهم هو مجرد مواقف تكتب وتسجّل، ولن تؤثر على خط القرار إذا لم تمسّ مصالحهم الحيوية المباشرة.

يجب المبادرة فوراً بإطلاق كل ما لدينا لمواجهة قرار الإدارة الأمريكية القادم، وأن نتعامل معه كواقع، وأن يكون هدفُنا منعَ صدوره، وأن يكون في أهدافنا محاولة التأثير في العقل الأمريكي بالتوضيح بأن هذا القرار إذا صدر فسيكون بمثابة انتحار سياسي لترامب ستتحمله أمريكا وليس ترامب وحده، وأن الغضب الذي ستواجهه الولايات المتحدة – والذي سيضر بسمعتها كثيراً ويفتح عليها موجة غضب هي في غنى عنه – سينعكس على حليفتها (إسرائيل) وأن هذا بالضرورة قرار لا يخدم أمن (إسرائيل) ولا مصالحها الاستراتيجية في البقاء رغم أنه يدغدغ أحلام اليهود (الإسرائيليين) ولكنها أحلام عاطفية ستجتاحهم.

يجب أن تركز حملتنا على أنه لا حدود للغضب وأن أحداً لا يستطيع توقع أبعاده وتأثيراته، وسيؤدي حتماً إلى دخول عناصر جديدة في المعادلة لم يحسب السياسيون لها حساباً، وأن سياقات تحركات المجتمعات غير متوقعة وأنها إذا تحركت فستكون أشبه بحركة الصفائح الأرضية التي ينتج عنها الزلزال الكبير لاسيما أن المنطقة تعيش في حالة هشاشة سياسية فيما تشتعل النار في جوانبها.

في الوقت ذاته يجب أن تشتعل كل نقطة وبؤرة قادرة على التعبير بأي شيء ممكن وفي كل مكان وأركّز هنا على الحشود الكبيرة التي ستتوجه كل يوم إلى سفارات واشنطن في العالم مشفوعة بحملة سياسية وشعبية منظمة هائلة تقوم بها كل الجهات بتنسيق أو بغير تنسيق فالوقت لا يساعد أحداً الآن.

الأهم من ذلك كله أن الرد الفلسطيني يجب أن يكون كبيراً ولا أجد ردّاً أقوى من مواجهة شاملة مع المحتل وبكل الأدوات المتاحة بحيث يشعر صانع القرار الأمريكي أن حليفتهم (إسرائيل) في خطر حقيقي وأنه لا ينبغي الانجرار وراء عواطفها (الدينية المجنونة)، وأظن أنه يجب التفاهم مع قيادات وطنية داخل حركة فتح أن تغطية سياسة محمود عباس جريمة وطنية وأخلاقية تقترب من الخيانة، وأنه لا موقف مقبول منه الآن سوى الانسحاب الكامل من عملية التسوية بعد ثبوت خيانة الراعي الأمريكي، وأنه لا جدوى من هذه العملية التي طالت ربع قرن بلاجدوى، ويجب أن يستعد الفتحاويون لمواسم نضالية تليق بتاريخهم.  

آخر كلمة: كان يمكننا أن نكتب عريضة طويلة فيما يمكن عمله لكنني كتبت هنا هذا الموجز لأؤكد مجدداً أنه لا وقت لدينا، ولا عذر في التأخر، فاستدعُوا الناس لمشاورات عاجلة، أو اركبوا الموجة بقرارات فردية أو مشاورات هاتفية ولا تنتظروا رد أحد ما زال يحسب ويفكر أو لم يفتح عينيه بعد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضربات المباركة التي تنفّذها “أنصار الله” والجيش اليمني في عمق الكيان الصهيوني....