معسكر سالم الإسرائيلي.. مصيدة الأطفال

تحولت قاعة محكمة سالم الواقعة في معسكر سالم الصهيوني غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية إلى مصيدة للفتية مع تكرار حالات الاعتقال فيها بشكل متكرر ولافت.

وباتت بوابات المعسكر الذي يضم الإدارة المدنية، ومقر الطابو، ومركزا لشرطة الاحتلال، ومقرا للمحكمة العسكرية والارتباط العسكري، شاهدة على اعتقالات متتالية تتم لأسباب غير واضحة.

فبعد عناء بحث يوم كامل أُخبر والدا الفتيين محمد شامي يوسف شامي (17عاماً)، وعبد الله هلال عبد الحليم (17عاماً) من مدينة جنين في العشرين من الشهر الماضي، بأنهما اعتقلا داخل قاعة محكمة سالم خلال توجههما لحضور محاكمة صديق لهما.

وتكرر الأمر مع الفتى عمر عبد الكريم جرار، لتفاجأ عائلته بأنه اعتقل داخل قاعة محكمة سالم في اليوم السابق دون تفاصيل.

ويشير الناشط الحقوقي محمد كمنجي إلى أن اعتقال الفتية من داخل محكمة سالم أو على مدخل المعسكر أمر مقلق، وهي ظاهرة تعاني منها المناطق القريبة من معسكرات الاحتلال ومستوطناته حيث ترتفع معدلات اعتقال الفتية وطلبة المدارس بشكل ملفت.

وأضاف لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “هناك حالات كثيرة لطلبة مدارس وفي عمر متقارب بين الخامسة والسابعة عشرة اعتقلوا قرب معسكر سالم، وأحيانا يكون الاعتقال بسبب رشق حجارة، وأحيانا يكون لمجرد الاشتباه، فبالنسبة لجيش الاحتلال، رصد أي فتى بكاميرات المعسكر وهو قريب منه، يعني أنه متهم حتى تثبت براءته وليس العكس”.

ويعود إقامة معسكر سالم لعام 1948، حيث أقيم على حدود جنين الغربية مع أراضي قرية سالم بأراضي 48. ومنذ إقامته وهو يشكل مصدر توتر لسكان البلدات المجاورة سيما بلدتي رمانة وزبوبة.

وجبات من التنكيل
وغدا “سالم” مكانا للتنكيل بنظر أطفال بلدة زبوبة وأهاليها، فلم يشفع للأطفال؛ الشقيقين أحمد وعلي نياز جرادات، ونور فؤاد جرادات، ومحمد سعيد جرادات طفولتهم ليتم مداهمة البلدة من جنود المعسكر واقتيادهم لداخله، والتنكيل بهم وتهديدهم.

ويشير الأطفال في حديث لمراسلنا إلى أن مجرد اللعب في الأراضي القريبة من المعسكر والتابعة للبلدة تعدّ تهمة قد تعرضك لخروج قوة من المعسكر واعتقالك وتهديدك وضربك أحيانا، حيث يسعى الجنود إلى زرع الرعب في نفوس الفتية والأطفال بالمنطقة.

ويتساءل المواطن علي صبيحات من سكان رمانة القريبة من معسكر سالم: “ماذا يعني تحرك قوة من جيش الاحتلال لاعتقال طفل ألقى  حجرا على برج معسكر سالم بشكل بريء وعفوي، وهل يتطلب مثل هذا الفعل ردة فعل بهذه الطريقة!”.

وأضاف: “العلة في وجود المعسكر أمام عيون الأطفال أنهم يشاهدونه صباح مساء، ويكبرون يوما وبعد يوم ويعرفون أنه سبب نكبتهم”.