الثلاثاء 02/يوليو/2024

الخسفة.. غموض وغرابة لم تنج من غول الاستيطان

الخسفة.. غموض وغرابة لم تنج من غول الاستيطان

تعد الخسفة وهي حفرة ضخمة في سفح جبل سليمان الفارسي الذي يطل على بلدتي عصيرة القبلية ومادما جنوب نابلس، من الأماكن التي تثير الكثير من الروايات والأساطير حولها، فيما أضحى الوصول إليها حاليا محفوفا بالمخاطر لسيطرة المستوطنين على ما تبقى من الجبل.

وينقل حافظ صالح، رئيس مجلس قروي عصيرة القبلية، روايات عديدة حول وجود الخسفة، ومنها ما يقال عنها إنها فوهة بركان، ويدعم ذلك وجود الصخور البركانية لبوابتها والوادي الملاصق عليها، الذي يعد مكانًا لسيل بركاني، وآخرون يقولون إنها نتيجة برق أو صعقة أدت إلى حفرة كبيرة. 

ويشير إلى أنها تعدّ مجمعًا للحمام والطيور، منبّها إلى أنها كانت تستقطب زوارًا من السائحين حتى وقعت فيها عملية فدائية أوقعت إصابات في مجموعة من المستوطنين.


null

null

روايات
ويرى محمود البيراوي، مدير دائرة حماية آثار نابلس، أنه لا تفسيرات تاريخية للموقع، وإنما ما يتناقله الباحثون، وبخاصة ما جرى في العهد البريطاني، حيث فحصت الخسفة وتبين أن عمقها آنذاك 45 مترا، وفي ظل الاحتلال الاسرائيلي كانت هناك مجموعات سياحية تزور المنطقة حتى قدوم السلطة الفلسطينية، وتراجعت الزيارات، ثم انقطعت عندما وقعت عملية تفجير بالمكان.

ويقول رئيس مجلس قروي عصيرة القبلية: إن المنطقة التي تقع فيها الخسفة لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن مستوطنة يتسهار، وبالتالي هناك مخاطر وملاحقة لأي مواطن يصل إليها، وهناك أطماع من المستوطنين للسيطرة عليها، علما بأنها كانت تزرع بالحبوب والأشجار حتى سيطرة الاحتلال عليها بالكامل وعدّها منطقة مغلقة ومصادرتها، رغم أنها في البداية كانت منطقة مصنفة “ب”. 

وأشار إلى أن جبل سليمان الذي أقيمت عليه مستوطنة يتسهار كان ملاذا للأهالي للتنزه حتى العام 1980، عندما وضعت أول بؤرة استيطانية عليه، عندها توسعت المستوطنة، وامتدت على أكثر من نصف أراضي البلدة والبلدات المجاورة.

وحسب ما يروي الباحث كمال مخلوف، من سكان البلدة؛ فإن “الخسفة” موقع سياحي أجرد يسكنه الغربان وطير الحمام بين أراضي قريتي عصيرة القبلية ومادما جنوب غرب مدينة نابلس، وتقع على تلة منحدرة تتوسطها حفرة عميقة جدا ومتسعة الهوة.

احتلال
وتُتناقل الروايات بأن السلطات الإسرائيلية حاولت فحص الموقع واستكشافه بإنزال كلب في سلة وإخراجه بعد دقائق قليلة منها؛ نظرا لعمقها الشديد وفقدان الأكسجين.

والخسفة -كما يقول بدران- خطيرة جدا؛ لموقعها المائل بشدة، حيث يروي الحاج حسن عبد اللطيف ياسين (أبو حافظ، 80 عاما) من سكان عصيرة القبلية، أن حراثا مع بقراته وقع فيها مع أحداث أخرى مشابهة.

ومنذ القدم كان البعض يضرب الحجارة على الحمام والغربان على جنباتها، فيما يلقي آخرون الأتربة والأحجار بكمياتٍ داخلها.

ومؤخرا أصبح الوصول إلى تلك المنطقة من المغامرات والتحدي التي يلجأ إليها الشبان والفتية والمجموعات السياحية وتجوالات شبابية، بعضها بغرض المعرفة، وأخرى من باب الفضول، ومنها فريق تجوال أصداء، بسبب مراقبة ورصد الاحتلال تلك المنطقة على مدار الساعة عبر بؤرة مراقبة على قمة جبل سليمان، وأخرى مقابلة على جبال بلدة تل.

 ويقول جواد عصايرة، أحد سكان بلدة عصيرة القبلية: إن اقتراب أي شخص من الخسفة يقابله قدوم دوريات الاحتلال العسكرية وجيب أمن المستوطنة.


null

null

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار قرب نابلس

مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار قرب نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام قتل مستوطن بعملية إطلاق نار -الثلاثاء- بالقرب من مستوطنة "هار براخ" المقامة عنوة على أراضي المواطنين في قريتي بورين...