خبز الصاج.. مذاق التراث و رائحة البلاد

بثوبها الفلسطيني المطرز بألوان الوطن ورائحة الخبز التي تملأ أرجاء المكان، تجلس على طاولتها الدائرية لتبدأ رحلة المتعة مع خبز الصاج الفلسطيني.
وعلى ربوع أرضهم القريبة من الشريط الحدودي، تبدأ الأربعينية سامية أبو دقة من بلدة عبسان الكبيرة شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، صناعة خبز الصاج.
وبخفة ومهارة عالية، يدور رغيف الخبز بين يديها مثل قمر صغير تتصاعد رائحته كلما ازداد احمرارًا، لتضع بعده بعضًا من الأعواد من أجل تسخين الصاج وتهيئته للعمل.
وأمام لوح حديدي أطلق هذا النوع من الخبز على اسمه، تبدأ أبو دقة بتقليب الخبز بسرعة لتكمل مهمتها بعمل رقائق الخبز على طاولتها؛ مستعينة بما يعرف بـ”الشوبك” (وهو قطعة أسطوانية من الخشب لتسهيل مهمة فرد الرغيف).
وعُرف هذا النوع من الخبز بهذا الاسم نسبة إلى وجود صفيحة حديدية محدبة تنقل الحرارة من الموقد المشتعل إلى العجين لإتمام عملية الخبيز.

null
خبز تراثي
ويعدّ خبز الصاج من أهم أساسيات العيش لدى الفلسطينيين منذ آلاف السنين؛ حيث كانوا يصنعونه ويخبزونه عند كل وجبة طعام، ويتناولونه في نفس الوقت.
وببعض من الزعتر البلدي وزيت الزيتون تصنع الفلسطينية أم محمد ما يعرف بـ”مناقيش الزعتر”، وهى أكلة فلسطينية يشتهر بها الفلسطينيون، وخاصة مع وجبة الفطور.

null
وحول طريقة صناعتها تقول أبو دقة لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “في البداية نخلط بعضًا من الزعتر مع زيت الزيتون في إناء مجوف، ومن ثم نضعه على ظهر الرغيف الموجود على الصاج بعد أن ينضج قليلاً، ومن ثم يتم تقديمه بطريقة مميزة عبر لفه بشكل أسطواني”.
وتكثر صناعة هذا النوع من الخبز في الأعياد، وخاصة عيد الأضحى المبارك؛ حيث تبدأ النساء بتجهيزه لعمل “الفتة” باللحم.

null
ويصنع خبز الصاج، حسب أم محمد، من الدقيق، بإضافة الملح والماء الفاتر للدقيق، ثم يتم عجنه حتى يصبح لين ولزج بما يكفي ليتم تقطيعه لكرات بحجم كفة اليد، ويرش عليها بعض الدقيق الجاف لمنعه من الالتصاق باليدين، ثم تستمر بفرده كالورقة، ثم بتقليب العجينة بيديها حتى يأخذ شكلاً كبيرًا، فتضعه على الصفيح.
وبالرغم من وجود أصناف أخرى من الخبز قد تكون أسهل في التجهيز؛ إلا أن الفلسطينيين لا يزالون يواظبون على صنعه بالطرق التقليدية، فهو بالنسبة لهم يحمل رائحة البلاد والأجداد.

null
ويعد خبز الصاج والطابون، تراثًا فلسطينيًّا ما زال حيًّا يتداوله الناس في طعامهم، خصوصًا تلك الأكلات الفلسطينية كـ”المسخن الفلسطيني” و”الفتة” وعدد من الأكلات المختلفة.
ونظرًا لرواج هذا الخبز في قطاع غزة باستخدام الأفران الخاصة، إلا أن الكثير من الفلسطينيات، ما زلن يتمسكن بصناعته في البيوت، كما اعتادت أمهاتهن أو جداتهن.

null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...

أنصار الله: الملاحة في المطارات الإسرائيلية غير آمنة
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية "أنصار الله"، أن الملاحة الجوية في المطارات الإسرائيلية باتت غير آمنة، مشيرة إلى أن...

جيش الاحتلال يقصف مطار صنعاء الدولي ومصنعا للإسمنت ومحطة كهرباء مركزيّة
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام شنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ، اليوم الثلاثاء، هجوما استهدف من خلاله مطار صنعاء الدوليّ، ومصنعا للإسمنت في منطقة...