السبت 03/مايو/2025

الصيافة.. تقليد يعزز الاقتصاد المنزلي في ريف الضفة

الصيافة.. تقليد يعزز الاقتصاد المنزلي في ريف الضفة

استيقظت السيدة معزوزة أحمد “أم خليل” من قرية قراوة بني زيد شمال رام الله مبكرا، وكانت وجهتها حقول الزيتون لجمع ما تبقى وما تركه المزارعون خلفهم من حبات الزيتون القليلة، لتجمع عدة كيلو غرامات في آخر النهار.

وبرغم مشقة البحث عن الثمار وطول ساعاتها وقلة ما تجده إلا أنها تقول: “صحيح أنني أجمع القليل، ولكن مع الأيام يكون كثير بحمد الله، فكل يوم تقريبا أجمع اثنين كيلو غرام من ثمار الزيتون الناضج من الـ”مملوح” حيث أبيع الكيلو الواحد ب 20 شيكلا، وهناك طلب كبير عليه لقلته”.

الصيافة أو البعارة

ويستغل الكثير من فقراء الضفة  خاصة من النساء في الأرياف انتهاء موسم الزيتون في القرى والبلدات في القيام بما يعرف عندهم بـ”الصيافة”، أو “البعارة”؛ التي هي عبارة عن جمع ما تركه المزارعون من ثمار الزيتون خلفهم.

تقول ميساء مصطفى من بلدة عقربا جنوب نابلس، إن الصيافة فيها دخل وفير بالنسبة للفقراء وميسوري الحال، كون ثمار الزيتون تكون وفيرة أيضا مما تركه المزارعون خلفهم، نتيجة الأشواك، أو الأعشاب، أو صعوبة الوصول إليه بسبب الجدران العالية، أو ارتفاع أغصان الزيتون، مضيفة: “أنا أجمع كل نهاية موسم تقريبا 1000 دينار عدا عن “مونة” الدار من الزيت الطازج.

مصدر دخل

ويرى محمود جاد الله أحد المزارعين في قرية عورتا جنوب نابلس أن نهاية موسم الزيتون يشكل مصدر دخل لا بأس به للكثير من العائلات خاصة الفقيرة منها، حتى إن بعض العائلات تكون تنتظر موسم الصيافة “البعارة”،  بدل شراء زيت الزيتون.

وعن قيامها بالصيافة كل عام، تقول خديجة بركات من سلفيت إنها لا تملك حقول زيتون، وزوجها عامل بشكل متقطع، وتقوم بالصيافة لتسديد الديون، وتجميع “مونة” المنزل من الزيت على مدار العام.

وتتابع: “كل يوم تقريبا أجني أنا وطفلي منجد (11 عاما) حوالي 30 كيلو غرام من حب الزيتون، وأنا أجمع كذلك حب “المملوح” وأبيعه بسعر 15 شيكلا إلى 20 شيكلا  للكيلو غرام الواحد.

رحلة جميلة

وعند انتهاء يوم شاق من جمع ثمار الزيتون، ترتسم الفرحة على الوجوه، حيث تقول بركات: “نشعر بالفرحة وبالسعادة رغم التعب، فما جمعناه سيخفف عنا من آثار الفقر، ونسدد بعض ديوننا، والصيافة هي رحلة جميلة بين الأشجار وأصوات العصافير والهواء النقي المنعش، لكن ما ينغص علينا هو زحف المستوطنات ومنع الصيافة خلف الجدار حيث حقول زيتون كثيرة وفيرة المحصول”.

وعلى أحر من الجمر ينتظر ناصر عبد الله من ياسوف شرف سلفيت نهاية الموسم كل عام حتى يجمع ثمار الزيتون، حيث بذلك يوفر شراء الزيت طوال العام، ويبيع ما يزيد عن حاجته بسعر 25 شيكلا للكيلو غرام الواحد من الزيت.

ويستغل الطفل محمود مشارقة من حوارة عطلة الجمعة والسبت من أجل القيام بالصيافة، فيجمع ما ثمنه من ثمار الزيتون من 20 الى 40 شيكلا، وهو ما يوفر مصروف المدارس ويخفف عن والده مصاريف البيت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات