الصيافة.. تقليد يعزز الاقتصاد المنزلي في ريف الضفة

استيقظت السيدة معزوزة أحمد “أم خليل” من قرية قراوة بني زيد شمال رام الله مبكرا، وكانت وجهتها حقول الزيتون لجمع ما تبقى وما تركه المزارعون خلفهم من حبات الزيتون القليلة، لتجمع عدة كيلو غرامات في آخر النهار.
وبرغم مشقة البحث عن الثمار وطول ساعاتها وقلة ما تجده إلا أنها تقول: “صحيح أنني أجمع القليل، ولكن مع الأيام يكون كثير بحمد الله، فكل يوم تقريبا أجمع اثنين كيلو غرام من ثمار الزيتون الناضج من الـ”مملوح” حيث أبيع الكيلو الواحد ب 20 شيكلا، وهناك طلب كبير عليه لقلته”.
الصيافة أو البعارة
ويستغل الكثير من فقراء الضفة خاصة من النساء في الأرياف انتهاء موسم الزيتون في القرى والبلدات في القيام بما يعرف عندهم بـ”الصيافة”، أو “البعارة”؛ التي هي عبارة عن جمع ما تركه المزارعون من ثمار الزيتون خلفهم.
تقول ميساء مصطفى من بلدة عقربا جنوب نابلس، إن الصيافة فيها دخل وفير بالنسبة للفقراء وميسوري الحال، كون ثمار الزيتون تكون وفيرة أيضا مما تركه المزارعون خلفهم، نتيجة الأشواك، أو الأعشاب، أو صعوبة الوصول إليه بسبب الجدران العالية، أو ارتفاع أغصان الزيتون، مضيفة: “أنا أجمع كل نهاية موسم تقريبا 1000 دينار عدا عن “مونة” الدار من الزيت الطازج.
مصدر دخل
ويرى محمود جاد الله أحد المزارعين في قرية عورتا جنوب نابلس أن نهاية موسم الزيتون يشكل مصدر دخل لا بأس به للكثير من العائلات خاصة الفقيرة منها، حتى إن بعض العائلات تكون تنتظر موسم الصيافة “البعارة”، بدل شراء زيت الزيتون.
وعن قيامها بالصيافة كل عام، تقول خديجة بركات من سلفيت إنها لا تملك حقول زيتون، وزوجها عامل بشكل متقطع، وتقوم بالصيافة لتسديد الديون، وتجميع “مونة” المنزل من الزيت على مدار العام.
وتتابع: “كل يوم تقريبا أجني أنا وطفلي منجد (11 عاما) حوالي 30 كيلو غرام من حب الزيتون، وأنا أجمع كذلك حب “المملوح” وأبيعه بسعر 15 شيكلا إلى 20 شيكلا للكيلو غرام الواحد.
رحلة جميلة
وعند انتهاء يوم شاق من جمع ثمار الزيتون، ترتسم الفرحة على الوجوه، حيث تقول بركات: “نشعر بالفرحة وبالسعادة رغم التعب، فما جمعناه سيخفف عنا من آثار الفقر، ونسدد بعض ديوننا، والصيافة هي رحلة جميلة بين الأشجار وأصوات العصافير والهواء النقي المنعش، لكن ما ينغص علينا هو زحف المستوطنات ومنع الصيافة خلف الجدار حيث حقول زيتون كثيرة وفيرة المحصول”.
وعلى أحر من الجمر ينتظر ناصر عبد الله من ياسوف شرف سلفيت نهاية الموسم كل عام حتى يجمع ثمار الزيتون، حيث بذلك يوفر شراء الزيت طوال العام، ويبيع ما يزيد عن حاجته بسعر 25 شيكلا للكيلو غرام الواحد من الزيت.
ويستغل الطفل محمود مشارقة من حوارة عطلة الجمعة والسبت من أجل القيام بالصيافة، فيجمع ما ثمنه من ثمار الزيتون من 20 الى 40 شيكلا، وهو ما يوفر مصروف المدارس ويخفف عن والده مصاريف البيت.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الداخلية بغزة تتوعد العملاء والعابثين بالأمن “بيد من حديد مهما كلف الثمن”
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام توعدت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، عملاء الاحتلال الإسرائيلي ومن يهدد أمن المواطنين وممتلكاتهم بالضرب بيد من...

الإعلام الحكومي: صحفيو غزة يحيون اليوم العالمي لحركة الصحافة بالدماء والدموع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن صحفيي القطاع يحيون اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من مايو/...

الطيران الحربي الإسرائيلي يشن غارات عنيفة على سوريا
دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت الطائرات الحربية الإسرائيلي مساء الجمعة- السبت سلسلة غارات جوية واسعة في محيط العاصمة دمشق وفي حماة وسط سورية...

الاحتلال يستهدف مجموعات شرطية أثناء ملاحقتها عصابات لصوص بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد وأصيب عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية، مساء اليوم الجمعة، إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة...

أجبره الاحتلال على هدم منزله في العيسوية فجعل منه محرابا
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أجبرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي، المقدسي محمود عبد عليان على هدم منزله في حي المدارس بقرية العيسوية بالقدس المحتلة...

المظاهرات تعمّ المدن المغربية للمطالبة برفع الحصار عن غزة
الرباط – المركز الفلسطيني للإعلام طالب آلاف المغاربة، الجمعة، وللأسبوع الـ74 على التوالي برفع الحصار عن غزة وفتح كافة المعابر لدخول المساعدات...

حماس: الاحتلال يسعى لكسر إرادة شعبنا بكل السبل وسط غياب الضمير العالمي
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عبد الرحمن شديد، الجمعة، إن قطاع غزة يواجه اليوم واحدة من أسوأ...