الأربعاء 26/يونيو/2024

إسرائيل تحكم بالمؤبد على عيون دويكات

إسرائيل تحكم بالمؤبد على عيون دويكات

“لم أكن أعلم بأن الإرهاق، الذي بدا ظاهرًا على جسدك وعيونك تحديدا، يخفي وراءه ألم يصل إلى هذا الحد، وأنها آخر مرة ستراني بها”، بهذه الكلمات تصف والدة الأسير محمد دويكات من مخيم بلاطة في نابلس، آخر لقاء لها مع نجلها خلف قضبان الاحتلال.

أمام شح المعلومات، لم تترك والدة الأسير “أم محمد دويكات” شبرا في بيتها إلا وداسته، حيث حالة القلق على فلذة كبدها تحرق قلبها، وتسيطر بشكل لا إرادي على كل خطواتها، تعيش على النزر اليسير مما يرشح من معلومات، حتى جاء الخبر الصادم: “لقد فقد محمد بصره في سجون الاحتلال”، انهارت الأم، فيما لا ينفك لسانها يردد: “وحيدي ما عانى يوماً من ضعف أو وجع في عينيه، وعندما اعتقل كان بصره على أحسن ما يرام”.

تصمت برهة، قبل أن تردد مستحضرة قصيد “أمل دنقل” الشهيرة: “أكل العيون كعيونك يا حبيبي محمد، أترى حين يفقأ الاحتلال عينيك، ويثبت جوهرتين مكانهما..هل ترى”.. قبل أن تعلوا نبرة صوتها بقوة من جديد..”والله لن أصالح”. 

الزيارة الأخيرة
تتذكر أدق تفاصيل الزيارة الأخيرة، تقول أم محمد، وعيونها مغرورقة بالدموع، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “لقد كانت زيارتي الأخيرة لمحمد في 24 تشرين ثاني الماضي، آنذاك كانت عيونه شديدة الاحمرار ووجهه ممتقع بالاصفرار، ولقد سألته عما أصاب عيونه؟ فقال: إنه يشعر بحكة فيهما وحسب، فطلبت منه التوجه لعيادة السجن ليأخذ دواء مناسباً لهما، ولم أدر ما حصل معه بعدها”.

تضيف “أم محمد”: “بتاريخ 9/11 كان لديه موعد بالمحكمة، للنظر في قضيته كونه ما زال موقوفاً، لكنها تأجلت، وفي 15 من الشهر الحالي كان له زيارة، وتفاجأنا بإلغائها لنا وحدنا دون بقية الأسرى، وبعد متابعة حثيثة من والده مع المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى والمحامي، كان الخبر الصاعق عن فقدان محمد البصر ونقله إلى مستشفى العفولة”.

الاحتلال هو المسؤول

ويقول والد الأسير الدويكات، في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “بعد التقصي والبحث، رشحت لنا معلومات موثوقة من رفاق محمد في الأسر، عن إعطاء الاحتلال مرهماً له، أدى إلى مضاعفات في الشبكية والقرنية، وسبب له فقدان البصر”.

ويؤكد الوالد: “أن الاحتلال هو المسؤول الأول والأخير عما أصاب محمد، وبالتحديد إدارة سجن جلبوع”، ويطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية والرسمية التدخل لنقله هو وزوجته (أم محمد) لرؤية نجلهم والاطمئنان عليه، وتشكيل لجنة لفحص حقيقي لنجله، وإخراج التقارير الطبية عن حالته لمعرفة من المتسبب في إعطاء نجله الدواء الخاطئ، والعمل على تدارك العلاج بأسرع وقت”.

ويضرب كفا على كف، متأسفا على حال نجله: “ما عانى ابني محمد يوماً من أية مشكلات في عينيه، ولا حتى ضعفاً في البصر، لكن عشرين يوماً من الإهمال الطبي بسجون الاحتلال، كانت كفيلة بفقدانه النظر”.

صابرون محتسبون

تقول خطيبته المكلومة “آلاء عصيدة”، لمراسلنا: “لقد ارتبطت بمحمد في 20/11/2016، وقد اعتقل بعدها بأسبوعين، وها أنا اليوم احتفل بمرور عام على خطبتنا، لكن الاحتلال سرق هذه الفرحة منا، باعتقاله أولاً، وبما أصابه من مرض في السجن ثانياً”، وتضيف: “نحن صابرون ومحتسبون، وهذا تمحيص لنا، والحمد لله رب العالمين”.

وبعد أن حمدت الله، واسترجعت شيئا من قواها، تقول والدة محمد: “إن نجلي محمد، وحيدي من الذكور، ولدي بنتان غيره”، تضيف: “لقد عاش حياته صالحاً مستقيماً، والجميع في مخيمنا يكنون له الاحترام والتقدير، لقد كان يسير على خطى والده الداعية ورجل الإصلاح، وكنت دائماً أراه يصنع على عين الله، وجاء اليوم مرضه، ليمحصنا ويختبر صبرنا على البلاء”.

سياسة متبعة

وتؤكد الصحفية المختصة بشؤون الأسرى، إكرام أبو عيشة، في حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أن أغلب إصابات الأسرى في سجون الاحتلال، تمت إما عند اعتقالهم نتيجة إصابتهم بالرصاص، أو خلال تواجدهم في السجن وتركهم بلا علاج، وقد وصل عدد المرضى منهم إلى 1500”.

وتتابع: “لقد فارق الحياة ما يزيد على 200 أسير في سجون الاحتلال نتيجة أمراضهم ومعاناتهم، وهو ما يسعى له الاحتلال، إذ ينتهج سياسة القتل البطيء بحقهم”، وتضيف: “إن الاحتلال يعتمد سياسة المماطلة في تقديم العلاج حتى يستشري المرض في جسد الأسرى”.

وتطالب أبوعيشة: “جميع المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتحرك العاجل، للضغط على الاحتلال لتقديم علاج حقيقي للمرضى من الأسرى يوازي معاناتهم، وفق ما أقرته اتفاقية جنيف، وعدم ترك الاحتلال يتعامل بسادية مع آلام وأوجاع الأسرى”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 21 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...