عبد الحكيم مفيد.. فارس الإعلام وحامل هم فلسطينيي48

برع في رسالته الإعلامية كما هو انتماؤه لهويته الفلسطينية، رافضا أن ينأي بنفسه عما يتعرض له فلسطينيو 48 من تهديد ووعيد ومحاولات طمس تمارسها المؤسسة الصهيونية، إلى أن رحل في أوج عطائه.

الصحفي والإعلامي، عبد الحكيم مفيد (55 عاماً)، لم تسعفه الدنيا بمزيد من العطاء بعدما باغتته نوبة قلبية حادة أسفرت عن وفاته بشكل مباشر وسريع، ليترك فراغا لم يعتد عليه فلسطينيو 48، كما لم يعتادوا عن غيابة عبر شاشات التلفاز مدافعا عما يتعرضون له من انتهاكات..

الراحل مفيد الذي كان يشغل عضوية المكتب السياسي للحركة الإسلاميّة – الجناح الشمالي، وعضوية لجنة المتابعة لشؤون الجماهير العربية داخل الأراضي المحتلة عام 48، باغتته نوبة قلبية حادة خلال تواجده في مهمة شعبية في منطقة عكا، ونقل إلى مستشفى نهاريا حيث فارق الحياة هناك.

حامل الهموم
وعُرف الصحفي والقيادي عبد الحكيم مفيد “أبو عمر” بين أبناء شعبه في الداخل المحتل بأنّه حامل هموم المنكوبين والمكلومين، حيث برز كأحد القيادات في الحركة الإسلاميّة الشمالية، قبل أن يتم حظرها، كما رشّح لرئاسة لجنة المتابعة على ملف الأسرى من شفا عمرو، في أعقاب المجزرة التي نفذها المتطرف ناتان زادة، والمعروفة باسم “مجزرة شفا عمرو”.

درّس مفيد الإعلام، كما شارك في تأليف كتب مختلفة في تاريخ النكبة، وخط قلمه مئات المقالات التي نشرت في صحف ومواقع مختلفة منها عرب 48، خاصة في صحيفة الحركة الإسلامية الممنوعة “صوت الحق والحرية”، التي كان سكرتير تحرير فيها في وقت سابق.

وكان المرحوم حتى وفاته، عضوا في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وناشطا معروفا على الساحة المحلية، وكان قد تحمل عبء العديد من ملفات لجنة المتابعة الخاصة بالوسط العربي.

ولم يتخلف مفيد عن حمل ملف المعتقلين بمدينة شفا عمر، إذ وقف على رأس حملة جابت البلاد بطولها وعرضها، دعما للأسرى معنويا وماديا، في ظل المعاناة التي عاشوها، كما كانت قضايا الأوقاف والمقدسات في حيفا، على سلم أولوياته في السنوات الأخيرة.

فارس الإعلام
وقد وصفته الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ حماد أبو دعابس، بأنّه كان “فارس الإعلام الإسلامي والعربي”.

وقالت في بيان نعيه: “الشيخ عبد الحكيم مفيد كان فارس الإعلام الإسلامي والعربي، أفنى عمره في خدمة دعوة الإسلام والمنافحة عنها، وخدمة القضية الفلسطينية والدفاع عنها، كان رجلا حرّا صادقا مجاهدا بقلمه وفكره، جزاه الله عن الإسلام خيرا، وجزاه الله عن فلسطين خيراً”.

ومن آخر ما كتبه الراحل الحكيم مفيد : “في العقيدة يا – فلان –  لا مجال للتفاهم، ولا لأنصاف الحلول، ولا لنيل الإعجاب، هذا أغلى ما نملك، وبدونه سنصير إمعات على شبكات التواصل، نبني أوهاما، ولا ننال احتراماً”.

قياديًّا مخلصاً
بدورها، نعت الحركة العربية للتغيير القيادي عبد الحكيم مفيد، ابن قرية مصمص في وادي عارة، وعضو لجنة المتابعة العليا وأحد أبرز قيادات الحركة الإسلامية.

وقالت: “بفقدان الأستاذ الفاضل عبد الحكيم مفيد يكون شعبنا قد خسر قيادياً مخلصاً عمل على وحدة شعبنا قولاً وفعلاً، وساهم في تعزيز الانتماء والوفاء لمجتمعنا وقضاياه العادلة بقلمه وفكره”.