هكذا يمكن للأسرى إعادة تدوير المخلفات

لم تكن زاوية معروضات تدوير مخلفات البيئة في معرض الزيتون الأول بنابلس ملاذا  للمختصين فقط، بل استقطبت فئات عديدة من زوار المعرض، إضافة إلى الوفود الطلابية والشبابية، التي تقاطرت للاطلاع على زواياه المختلفة.

وبدا أيمن عبد ربه من سلطة حماية البيئة الفلسطينية منسق هذا الجناح متمكنا ومستمتعا، وهو يعرض للزوار أهمية هذه الأعمال في حماية البيئة من كل المخلفات، وتحويلها من الضرر إلى فوائد ومجالات استفادة متعددة.

ويقول عبد ربه، وهو من سكان قرية قوصين غرب نابلس، إنه انخرط في هذه الأعمال منذ العام 2008، بعدما عاين كميات المخلفات التي تلقى بالبيئة، وربط ذلك بمدى استفادة الأسرى منها أثناء وجودهم بالأسر.

ويضيف “منذ طفولتي أعشق تدوير الأشياء والرسم والخياطة والأشغال اليدوية، ثم تطورت موهبتي وأنا بالأسر، ولاحقا بعد عملي في سلطة حماية البيئة”.

ويستذكر كيف كان ينجز تحفا ومسابح من عجم الزيتون بالسجن، وكم كانت قيمتها عندما يهديها لأسير آخر او لقريب له خارج السجن.

وما أن وصلت مجموعة من طلبة المدارس حتى انهمك في شرح نموذج تعليمي للطلاب عن كيفية عصره الزيتون بعصارة قديمة، قائلا “يتم عمل أواني خاصة داخلها حجران دائريان ويوضع الزيتون فيها، ثم يلف الدولاب حتى يتم درس الزيتون، ثم توضع مياه ساخنة لتسهيل عملية الخلط”، عادّا إياها نموذجا تعليميا هاما للجيل الناشئ.

وكانت أكثر النماذج إثارة لانتباه الزوار مجسم لشجرة زيتون تعانقها مسنة فلسطينية في إشارة إلى الصورة الشهيرة للمسنة محفوظة اشتيه التي انتشرت في العام 2005، حيث تم التقاط مئات الصور لها ونشرها على حسابات الزائرين والمجموعات الافتراضية.

كما أثار وجود مجسم حقيقي على شكل معصرة قديمة وتمارس دورها، انتباه الكثير من الزوار، فيما طلب البعض منهم شراء نموذج منها، خاصة من مؤسسات ريفية تعنى بالزيتون.

ويقول ضرار أبو عمر مدير مكتب الإغاثة الزراعية في نابلس، والمشرف على المعرض، أن زاوية تدوير مخلفات البيئة مرتبطة كثيرا بموسم الزيتون والحافظ على البيئة معا، كما أنها تعطي مؤشرا على أهمية الاستفادة من مخلفات تقليم الشجر والجفت الناجم عن عصر الزيتون.