أخبار | تقارير | مختارات

سرقة الأغوار .. الأرض ترفض تغيير جلدها

الأحد 19/نوفمبر/2017 الساعة 6:36 صباحًا

من أدنى الأرض في البحر الميّت، حتى جنوب سهول بيسان، وعلى طول 120 كيلومترًا تمتد الأغوار الفلسطينية (سلة غذاء فلسطين)، التي تُشكل أكثر من رُبع أراضي الضفة الغربية، إلا أنها بقيت مُهمشة لفترة طويلة ولم يلتفت إليها أحد، كما اليهود الذين تسابقوا على نهب أراضيها وخيراتها، حتى وصلت أطماعهم إلى مصاردة آلاف الدونمات من أراضيها وانتزاعها من قلب فلسطين.

المواطن عليان دراغمة، تلقى صدمة كبيرة، بعد قرار الاحتلال مصادرة أراضي منطقتي “أم الجمال” و”عين الحلوة” في الأغوار الشمالية، والطلب من سكانهما الرحيل عن أراضيهم خلال عدة أيام.. وللأبد، وقال مستهجناً: “أنا أسكن هنا منذ ثلاثين عاماً، وأملك 120 رأساً من الأبقار، ولقد هدم الاحتلال منزلي ثلاث مرات سابقة بحجة أن المنطقة عسكرية، لكن كل هذا لن يثنينا عن البقاء في أراضينا، فالأرض تأبى أن تغير جلدها”.

وكانت قوات الاحتلال أخطرت، بإغلاق ووضع اليد على (550) دونما في الأغوار الشمالية، وتشمل منطقتي عين الحلوة وأم الجمال، للبدء ببناء مستوطنات عليها، متذرعة بأنها منطقة عسكرية.

مستنكرا المزاعم الصهيونية، يؤكد دراغمة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أن هذه المنطقة سكنية بامتياز وتقطنها عشرات العائلات التي تعمل في رعي الأغنام”، مؤكدا: “أن الاحتلال يأتي إلى مناطق تجمع الفلسطينيين ويضع على مشارف مساكنهم علامات المنطقة العسكرية لمصادرتها”.

وعدّ دراغمة (له سبعة من الأبناء والبنات): “أن الاحتلال يسعى إلى إفراغ الأغوار الفلسطينية من المواطنين الأصليين أصحاب الأرض، بعمليات الهدم المتكررة التي نتعرض لها”.

وتعدّ الأغوار الشمالية سلة الغذاء الفلسطيني، لما تتميز به من أرض خصبة، ووفرة مياه، وتربة غنية بالمعادن والثروات، وتشكّل الأغوار ما نسبته 75% من مساحة محافظة طوباس، وتبلغ مساحتها أكثر من 300 كيلومتر، وتمتد حتى ضفاف نهر الأردن.

سرقة للأرض والممتلكات

وأفاد مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس، معتز بشارات لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أن هذا القرار سيؤدي إلى ترحيل320 مواطناً، موزعين على 40 عائلة تسكن المنطقتين، إضافة إلى خسارتهم ما يقتاتون عليه من المواشي، وتبلغ 2500 رأس من الأغنام، و700 رأس من الأبقار، و120 رأسا من الجمال”.

ويرى بشارات: أن “الأخطر في هذا القرار هو وضع اليد على المضارب البدوية في المنطقة، والتي حافظ أهلها على هويتها الفلسطينية رغم كثافة المضايقات خلال العقود الماضية”، مشيراً: “أن تجمع منطقة عين الحلوة يضم 65 منشأة ما بين خيم للنوم وبيوت من الصفيح لإيواء المواشي”.

وتضمّن الأمر العسكري الصهيوني تهديد سكانهما بمصادرة جميع ممتلكاتهم، في حال لم يغادروا المنطقة خلال ثمانية أيام، انتهت مساء الجمعة الماضية”.

مضاعفة الاستيطان

ويشير عارف دراغمة، الخبير في شؤون الاستيطان في منطقة الأغوار، لمراسلنا، إلى أن القرار هدفه توسعة المعسكرات الصهيونية والمستوطنات، إذ تقع المنطقة المصادرة على مقربة من مستوطنتين هما “روتم”، شمالاً، و”مسكيوت” جنوباً، إضافة لوجود ثمانية مستوطنات في المنطقة هي: ميحولا، وشتموت ميحولا، وبروش، وروتم، ومسكيوت، وحمدات، وروعيه.

ويضيف: “الاحتلال يسعى إلى مضاعفة عدد المستوطنين في الأغوار من (6000 إلى 12000)، تبعاً للخطة التي أعلن عنها وزير البناء والإسكان الصهيوني، يوءاف غالانت، وتهدف في مرحلتها الأولى، لتدعيم المشروع الاستيطاني في الأغوار، على أن يتم من خلال المشروع مضاعفة أعداد المستوطنين وجذب المزيد منهم للمنطقة”.

وحسب خطة الوزير “الإسرائيلي”، فان حكومة الاحتلال ستقدم موازنات وامتيازات وتسهيلات للمستوطنات، التي تبدي استعدادها لاستيعاب عائلات مستوطنين جديدة، إضافة لتمويل حملة تسويقية لدفع المستوطنين للعيش والبناء في الأغوار، من خلال تعاون مشترك مع عدد من الوزارات للسيطرة على ما تبقى من الأغوار الفلسطينية.

ويقول الوزير: “هناك إجماع إسرائيلي على أن غور الأردن، سيبقى جزءا لا يتجزأ من إسرائيل، في أية تسوية مقبلة”.