الأربعاء 26/يونيو/2024

الجولاني: 6 ملفات تسعى حماس لترتيبها بعلاقتها الإقليمية

الجولاني: 6 ملفات تسعى حماس لترتيبها بعلاقتها الإقليمية

يرى رئيس تحرير صحيفة السبيل الأردنية، عاطف الجولاني، أن الاتصال الذي أجراه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خطوة مهمة ورسالة إيجابية للغاية.

وعدّ أنه يأتي في توقيت له مغزى ملفت، إذ يؤشر إلى أن السياسة الأردنية تتجه في الآونة الأخيرة، صوب مزيد من المرونة السياسية والنشاط الدبلوماسي ليس على صعيد الدول فحسب، بل أيضا على صعيد الحركات وكيانات ما دون الدولة.

وعلى صعيد علاقات “حماس” بما كان يطلق عليه “محور الممانعة”، “فالأمر يشير إلى توجه الطرفين لاستعادة التحالف”، ويستدرك الجولاني بالقول: “لكن بعيدا عن الدخول في مواجهات محاور إقليمية، فمن الواضح أن حركة حماس معنية بتطوير علاقات إيجابية متوازية مع جميع الأطراف، دون أن تكون أي علاقة على حساب العلاقة مع طرف آخر”.

وفي حواره الخاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، يستعرض الجولاني 6 ملفات حساسة تسعى حركة حماس لترتيبها في علاقتها الإقليمية، لتشكل مرتكزا لها في تعزيز القضية الفلسطينية على الصعد كافة.

ويرجح المحلل السياسي، أنه لو أجريت انتخابات تشريعية فلسطينية جديدة، فإن حركة حماس ستشارك فيها بفاعلية، لكن دون سعي لتحقيق أغلبية مطلقة، فهي معنية بحضور مؤثر في معادلة الحكم والسلطة لحماية مشروعها المقاوم، لكن بالشراكة مع الآخرين وليس على أرضية الانفراد بالحكم.
 
ويحذر “الجولاني” من أن أي تصعيد وتوتر إقليمي سينعكس بشكل سلبي على القضية الفلسطينية، “فهو يحرف الأنظار عن جرائم الاحتلال، لصالح الدخول في مواجهات عربية وإسلامية تستنزف جهود الجميع، والمستفيد الوحيد منها الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى لاستثمار تلك الخلافات والمواجهات لفتح قنوات تطبيع ساخنة على المستوى الرسمي”.

وفيما يلي نص الحوار:.

– هل تعتقد أن حماس في طريقها لاسترداد علاقاتها مع ما كان يطلق عليه “محور الممانعة”؟

اللقاءات الأخيرة لقيادات وازنة من حماس مع كبار المسؤولين الإيرانيين كشفت عن تطور ملحوظ في العلاقة، يشير إلى توجه الطرفين بالفعل لاستعادة ما كان يسمى “محور ممانعة”

من الواضح أن هناك رغبة متبادلة لدى الطرفين بتجاوز أزمة العلاقات التي حصلت في السنوات الماضية على خلفية الموقف من الوضع في سوريا، واللقاءات الأخيرة لقيادات وازنة من حماس مع كبار المسؤولين الإيرانيين كشفت عن تطور ملحوظ في العلاقة، يشير إلى توجه الطرفين بالفعل لاستعادة ما كان يسمى “محور ممانعة” أو “محور مقاومة”، القاسم المشترك الأساس فيه الموقف من القضية الفلسطينية ومن مواجهة الاحتلال “الإسرائيلي”، لكن بعيدا عن الدخول في مواجهات محاور إقليمية، فمن الواضح أن حركة حماس معنية بتطوير علاقات إيجابية متوازية مع جميع الأطراف دون أن تكون أي علاقة على حساب العلاقة مع طرف آخر.

– وهل سيقتصر التطور في العلاقات على حماس وإيران، أم يمكن أن يشمل بقية أطراف المحور، كحزب الله مثلا؟
علاقة حماس مع حزب الله كما هو واضح ومعلن، شهدت تطورا لافتا منذ وقت مبكر سبق التواصلات الساخنة بين حماس وطهران، فهناك لقاءات متواصلة بين قيادتي الحركة والحزب، ويبدو أن العلاقة بينهما تتجه للعودة إلى سابق عهدها.

– هل تتوقع أن يشمل التحسن في العلاقات العراق أيضا؟
 نعم، لا أعتقد أن هناك معوقات تحول دون انفتاح العلاقات بين حماس والحكومة العراقية، ويبدو أن الرغبة قائمة لدى الطرفين للتواصل ولبناء علاقات سياسية، وقد تترجم هذه الرغبة قريبا إلى زيارات ولقاءات سياسية تدشن لمرحلة جديدة من التعاون بين الطرفين على أرضية الموقف من القضية الفلسطينية.

– وماذا عن سوريا، هل سيشملها التحسن في العلاقات كذلك، أم أن هناك حسابات أخرى؟
أعتقد أن لدى الجانب السوري رغبة باستعادة العلاقة مع حماس رغم القطيعة والتوتر في العلاقة خلال السنوات الماضية، وقد تكون هناك رغبة مماثلة لدى حماس بإعادة النظر في طبيعة العلاقة في ضوء المتغيرات التي طرأت على الوضع السوري خلال الأشهر الأخيرة، لكن أرجح في ظل الحساسيات القائمة إقليميا، أن يأخذ الأمر بعض الوقت قبل حصول انفتاح جدي في العلاقة.

– وفقا لما نشره الإعلام العبري، أبدى الأردن عدم ارتياحه لحراك المصالحة بالطريقة الذي تم بها، ما مدى صحة ذلك برأيكم؟

 أعتقد أن الأردن من حيث المبدأ مع تحقيق مصالحة فلسطينية، غير أنه يشعر بحالة من عدم الرضا والارتياح إزاء محاولات تجاهله وتهميش دوره 

 أعتقد أن الأردن من حيث المبدأ مع تحقيق مصالحة فلسطينية، ومع تجاوز حالة الانقسام السياسي والجغرافي في الساحة الفلسطينية، غير أنه يشعر بحالة من عدم الرضا والارتياح إزاء محاولات تجاهله وتهميش دوره تجاه القضية الفلسطينية وتجاه العديد من الملفات الإقليمية، هذا التجاهل والتهميش الذي يراه كثيرون في الأردن متعمدا، يثير مشاعر عدم ارتياح لدى العديد من الأوساط الأردنية وليس لدى الجانب الرسمي فحسب.

يحدث ذلك في ظل توتر ملحوظ في العلاقة بين الأردن الرسمي وبين حكومة نتنياهو التي تصر على إحراج الأردن والإساءة إليه وإلى دوره، سواء تعلّق الأمر بالإجراءات “الإسرائيلية” التي تستهدف المسجد الأقصى وتحرج الأردن الذي يشرف رسميا على المقدسات، أو تعلق الأمر بالموقف الإسرائيلي المستفز إزاء جريمة موظف السفارة الإسرائيلية الذي كافأه نتنياهو ويرفض اتخاذ إجراءات قانونية بحقه.

– هل تعتقد أن حماس عبر اتصال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، استطاعت تقديم رسالة إيجابية قد تؤثر في شكل العلاقة بين الأردن والحركة؟
هذا صحيح، الاتصال خطوة مهمة، تأتي في توقيت له مغزى ملفت، وهي رسالة إيجابية مهمة، في تقديري أن حركة حماس كانت طيلة السنوات الماضية معنية بتطوير العلاقة مع الجانب الرسمي في الأردن وبتوجيه رسائل إيجابية، لكن الموقف الرسمي الأردني كان يركز على الطابع الرسمي للعلاقة الأردنية الفلسطينية، وكان يؤكد على أن العلاقة تتم عبر السلطة الفلسطينية. 

لكن أظن أن السياسة الأردنية تتجه في الآونة الأخيرة صوب مزيد من المرونة السياسية والنشاط الدبلوماسي ليس على صعيد الدول فحسب، بل أيضا على صعيد الحركات وكيانات ما دون الدولة، شاهدنا ذلك في اتصال هنية بالملك عبد الله الثاني، وشاهدناه كذلك في استقبال الأردن لزعيم تيار الصدر في العراق مقتدى الصدر. 

وأعتقد أن من مصلحة الأردن أن ينفتح في العلاقات على جميع الأطراف المؤثرة، وأن يقيم علاقات فاعلة ومتوازنة تخدم مصالحه بالدرجة الأولى، وتزيد من حضوره الإيجابي ودوره الفاعل في ملفات مهمة تمس مصالحه العليا بصورة مباشرة.

– فيما يتعلق باتفاق المصالحة بين حماس وفتح، البعض يرى أن حركة حماس تبدو راغبة بالتخلي عن الحكم وبالعودة إلى مربع المعارضة، كيف تقرأ ذلك؟

السياسة الأردنية تتجه في الآونة الأخيرة صوب مزيد من المرونة السياسية والنشاط الدبلوماسي ليس على صعيد الدول فحسب، بل أيضا على صعيد الحركات

حركة حماس تقدّم نفسها كحركة مقاومة، وهي تعلن أن وجودها في المواقع المختلفة هدفه حماية مشروع المقاومة، وأعتقد أن مرونتها التي أفضت لتوقيع اتفاق المصالحة بصورته الأولية تعبّر عن رغبة بالخروج من حالة الانقسام التي يبدو أن الحركة تدرك أنها تلحق ضررا بالغا بمشروع المقاومة. 

صحيح أن الحركة تخلت عن إدارة قطاع غزة وعن إدارة معبر رفح من أجل فتح الطريق أمام إنجاز اتفاق المصالحة، لكن لا أعتقد أن ذلك يعبر عن توجه لدى الحركة للذهاب إلى موقع المعارضة، بل إن اتفاقات القاهرة التي تم التوصل إلى تفاهم المصالحة على أساسها، تتحدث عن تشكيل حكومة تضم الجميع ولا تستثني أحدا بما في ذلك حركة حماس.

مواقف حماس توضح بأنها معنية بحضور مؤثر في معادلة الحكم والسلطة لحماية مشروعها المقاوم، لكن بالشراكة مع الآخرين وليس على أرضية الانفراد بالحكم، لذا حتى لو أجريت انتخابات تشريعية جديدة، أرجح أن الحركة ستشارك فيها بفاعلية لكن دون سعي لتحقيق أغلبية مطلقة، وأرجح كذلك أن تشارك مشاركة مؤثرة في مؤسسات السلطة بالشراكة مع الآخرين.

– كيف يمكن أن تنعكس التطورات الأخيرة في المنطقة خصوصا ما يتعلق بالتصعيد بين السعودية وكل من إيران وحزب الله على القضية الفلسطينية؟
أي تصعيد وتوتر إقليمي ينعكس للأسف بشكل سلبي على القضية الفلسطينية ويكون على حسابها، فهو يحرف الأنظار عن جرائم الاحتلال لصالح الدخول في مواجهات عربية وإسلامية تستنزف جهود الجميع ويكون المستفيد الوحيد منها الاحتلال “الإسرائيلي”، الذي يسعى لاستثمار تلك الخلافات والمواجهات لفتح قنوات تطبيع ساخنة على المستوى الرسمي.

– وهل ترى أن المتغيرات على الساحة اللبنانية بعد استقالة الحريري وما رافقها من تداعيات، يمكن أن تنعكس على الوجود الفلسطيني في لبنان؟
 أعتقد أن الوعي يتزايد لدى الفلسطينيين في مختلف الساحات بضرورة النأي بأنفسهم عن الخلافات العربية، وبعدم التدخل في مشكلات لا شأن لهم بها، قد يحاول البعض الزج بالفلسطينيين في أتون بعض التجاذبات في الساحة اللبنانية، وأعتقد أن المصلحة الفلسطينية تكمن في رفض تلك المحاولات، وفي الإصرار على التزام الحياد وعدم التورط في أي خلافات سياسية في الساحة اللبنانية أو في غيرها من الساحات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 21 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...