صراع دامٍ بين الفرنسية والإنجليزية في الكاميرون

تشهد دولة الكاميرون، على الساحل الغربي للقارة الإفريقية، صراعًا داميًا بين الناطقين الأقلية الناطقة بالإنجليزية والأغلبية الناطقة بالفرنسية، أدت إلى اليوم لمقتل العشرات، وإلى توتر في البلاد، التي تعد نموذجًا للدول الإفريقية الصاعدة اقتصاديًّا وتنمويًّا.

وفي تقرير لها، صدر قبل أيام، حذرت مجموعة الأزمات الدولية (غير حكومية)، من تصاعد العنف في البلاد، إثر تنامي المطالبات باستقلال منطقتي الجنوب الغربي والشمال الغربي، والتي يطلق عليها المطالبون بالانفصال “جمهورية أمبازونيا”.

والأربعاء، نفذت مجموعة انفصالية مسلحة هجومًا على نقطة أمنية، أسفرت عن مقتل عنصري أمن بحسب وسائل إعلام محلية، ضمن سلسلة من الهجمات المماثلة، أعقبت قمع السلطات مظاهرات نظمها الآلاف في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إثر إعلان انفصال “رمزي” مطلع ذلك الشهر، أسفرت عن مقتل 8 أشخاص، بحسب وكالة الأنباء النيجيرية الرسمية.

وأعلن والي إقليم الجنوب الغربي، بيرنارد أوكاليا بيليا، أنّ الحدود البرية والبحرية مع المحيط الأطلسي ونيجيريا، أغلقت تمامًا، وأن السلطات فرضت حظرا على سير الدراجات النارية التي تعمل بالأجرة داخل المدن في المنطقة، ووسائط النقل بين المدن، وفرضت إغلاق النوادي الليلية والحانات عدة أيام، مع إعلان منع التجوال في عدد من المدن الرئيسة.

وتعود جذور الأزمة، بحسب تقرير لموقع شبكة “بي بي سي” البريطانية، إلى مدّة نهاية الحرب العالمية الأولى، عندما قسمت “عصبة الأمم” البلاد، التي كانت خاضعة للاستعمار الألماني، بين بريطانيا وفرنسا، قبل انضمام المناطق الخاضعة لبريطانيا إلى الجزء الفرانكفوني في استفتاء أجري عام 1961، عقب نيلهما الاستقلال.

إلا أن مزاعم بالتهميش بدأت بالظهور عقب الوحدة، وتنامت في السنوات الأخيرة، وخصوصًا منذ مطلع عام 2008، الأمر الذي فاقمه قمع السلطات للمحتجين، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مؤخرًا، إلى التعبير عن قلقه من التوتر في المنطقة، ودعوته الحكومة إلى معالجة مشاكل السكان الأنغلوفون، واتخاذ خطوات لتحقيق المصالحة الوطنية، قبل تفجر الأوضاع ولجوء المزيد منهم إلى حمل السلاح.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية؛ يشكل الناطقون بالإنجليزية نحو 20% من مجموع السكان البالغ 22 مليونًا.