الإثنين 12/مايو/2025

بعد هزيمته في سوريا والعراق.. داعش إلى أين؟

بعد هزيمته في سوريا والعراق.. داعش إلى أين؟

أعلنت وسائل إعلام النظام السوري، أمسالأربعاء، عن سيطرته على مدينة البوكمال، المحاذية للحدود مع العراق، آخر معاقلتنظيم “داعش” في البلاد، وبذا يتبقى له فلول في جبال البلعاسوريف محافظة حمص (وسط)، وأخرى في جنوب غربي البلاد.


وبذلك يخسر التنظيم، الذي شغل توسعه السريعوالصادم العالم على مدار السنوات الثلاث الماضية، أغلب مساحات سيطرته في سورياوالعراق، ليزداد الإلحاح على السؤال حول مصيره، مع استبعاد أغلب المراقبين التمكنمن القضاء عليه بشكل كامل.


وبالتزامن مع تلك الأحداث، يزداد الاستنفارفي الدول الغربية إزاء عودة عدد من عناصر التنظيم الذين يحملون جنسياتها، حيث أشارمركز “صوفان” الأمريكي للدراسات الأمنية، نهاية أكتوبر/تشرين أولالماضي، إلى عودة نحو 5600 مقاتل أجنبي بالفعل إلى بلدانهم، وأهمها دول في أوروباوشمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا، من أصل أكثر من 40 ألف مقاتل أجنبي.


ومع تفوق الدول الأوروبية من الناحيةالأمنية، وظهور دعوات لمنع المقاتلين، بل وأبنائهم، من العودة إلى البلاد، بحسب ماكشف تقرير لصحيفة “الغاردين” البريطانية مؤخرًا، فإن مراقبين يرجحونانتقالهم إلى مناطق رخوة أمنيًّا ويمتلك التنظيم فيها موطئ قدم بالفعل، وهو ما ظهرتإرهاصاته في تصاعد العمليات الإرهابية في مصر، وعودة تنامي وجود التنظيم في ليبيا،ولكن هذه المرة في جنوبها، بالإضافة إلى دول أخرى في الغرب الإفريقي.


كما أن الصومال قد تكون وجهة محبذة لعناصرالتنظيم، خصوصًا إذا تمكن من الاتفاق مع حركة “الشباب” ذات النشاطالكبير في البلاد، وبالفعل فقد حذر تقرير للأمم المتحدة، قبل أيام من تمدد التنظيمفي البلد المضطرب، وأشار إلى أن عدد عناصره ازداد من عشرات، العام الماضي، إلى نحو 200هذا العام، محذرة من إمكانية تهديد ذلك منطقة القرن الإفريقي برمتها.


إضافة إلى ذلك، فإن أفغانستان، التي لم تسمحفيها حركة “طالبان” والقوات الحكومية بتوسع نشاط التنظيم، بالرغم منمساحات البلاد الشاسعة وضعفها الأمني، على مدار السنوات الماضية، قد تشهد انتعاشةله، مع قدوم المزيد من العناصر إليها، ومع تنامي حالة السخط الشعبي إزاء عملياتالتحالف الذي تقوده واشنطن، التي سقط فيها عشرات المدنيين مؤخرًا، مع اتخاذ الرئيسالأمريكي دونالد ترمب، قرارًا بالحفاظ على وجود بلاده العسكري هناك، بل وتعزيزهبالآلاف من الجنود.


ومن غير المستعد كذلك أن يشهد اليمن ودول فيجنوب شرق آسيا تناميًا لعمليات التنظيم، مع ترجيح أغلب المراقبين أن يختار”داعش” مناطق أكثر ضعفًا من حيث القبضة الأمنية، وأكثر غنىً بالمواردالطبيعية أو مصادر التمويل، كتهريب المهاجرين، وأقل اكتظاظًا بالمنافسين، ساحةأساسية لنشاطه الجديد، وهو ما يرجح اختياره للجنوب الليبي والصحراء الإفريقية.


وعلى أي حال؛ فإن التنظيم لن يعود بالزخمالذي كان يمتلكه في سوريا والعراق، وسيتحول نشاطه إلى صراع بقاء، لخسارته المبررات”العقدية” التي كان يحفز من خلالها المقاتلين على الانضمام إليه، وهو ماقد يجعله أكثر عرضة للتوجيه من القوى الاستخباراتية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....