الأربعاء 30/أبريل/2025

دولة بلا حدود .. رؤية نتنياهو لفلسطين هل تنجيه من الفساد؟

دولة بلا حدود .. رؤية نتنياهو لفلسطين هل تنجيه من الفساد؟

أثارت تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو خلال محاضرة له في معهد دراسات ” شاتهام هاوس” في لندن والتي استمرت 80 دقيقة، حول مستقبل الدولة الفلسطينية، حفيظة عدد من المراقبين.

ويصف المحللون، في حديثهم لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، هذه التصريحات بالزوبعة المقصودة للتغطية على ما يدور في أروقة القضاء الصهيوني من جدية في إخضاع نتنياهو للتحقيق في قضايا فساد كثيرة.

الدولة الفلسطينية التي يرى نتنياهو أنها ممكن أن تكون حلا مقبولا خلال أي مفاوضات قادمة؛ دولة بلا حدود ولا سيادة ولا فضاء ولا معابر !! مع بقاء المستوطنات داخلها، هذا الطرح الذي كان واضحا أنه لا يقبل به أحد، وخاصة الفلسطينيين، مما أثار العديد من التساؤلات والتحفظات.

وعدّ أشرف بدر، المتخصص في الشأن الإسرائيلي ( والباحث في مركز رؤية للتنمية السياسية) أن ما يطرحه نتنياهو ليس غريبا؛ فهو يسير في خطة مبنية على خطة حزب “بينت”، وهي ضم المناطق الفلسطينية المصنفة “c”، وإعطاء ما يشبه الحكم الذاتي للفلسطينيين.

وأضاف بدر في حديثه لمراسلنا: لا أظن أن مثل هذه الخطة لمشروع الدولة الفلسطينية القادمة ستنجح، ولكي تنجح يجب أن تلقى قبولا فلسطينيا وإقليميا ودوليا، فعلى الصعيد الفلسطيني ستكون هذه الدولة مرفوضة، وكذلك عربيا، وسيكون دعمها صعب دوليا.

ويشير إلى أن واشنطن قد تتلقف هذه الرؤية للبناء عليها كما حدث مع خطة أرائيل شارون عندما انسحب من غزة للالتفاف على خطة خارطة الطريق، أما أوروبيا فلا أظن أنها ستنجح، وفي النهاية فإن الهدف من الخطة، حملة علاقات عامة وإشعار الغرب أن نتنياهو يملك برنامجا سياسيا.

واختتم بدر حديثه بالقول: خطة دولة فلسطينية بلا حدود ولا سيادة ومع عدم إزالة المستوطنات وبقاء المستوطنين تصب في استراتيجية اليمين الصهيوني .. أي حل بلا حل! وهذا الطرح لا أظن أنه سيقبل فلسطينيا، حتى على صعيد الإدارة الأمريكية يمكن يقبل شكلا لإرضاء نتنياهو وإسرائيل، لكن لا يعني بتاتا أنه سينجح .. وفي النهاية سيظهر بوضوح أن ما يطرحه نتنياهو هو مناورة سياسية لإشغال الرأي العام .

 من جانبه عدّ المحلل السياسي الفلسطيني هشام الشرباتي أن مشروع دولة فلسطينية بلا حدود سيكون مقدمة لإنهاء “إسرائيل”، مشيرا أن المستوى السياسي في دولة الكيان ليس من السهل أن يقبل بمثل هذا الطرح.

وقال الشرباتي لمراسلنا: لا أعتقد بأن المستوى السياسي الصهيوني بكامل ألوانه سيقبل بهذا الطرح، وقضية دولة بلا حدود قد تكون عند البعض مقدمة لإنهاء دولة “إسرائيل”، بل ويمكن أن تكون أخطر من دولة بحدود لأنها قد تدفع الفلسطيني المطالبة في المستقبل بحدود لا يقبلها العقل الجمعي “الإسرائيلي” بعد أن يأخذ دولة بلا حدود كمرحلة انتقالية.

وأشار الشرباتي: قد يجد الفلسطيني لنفسه أمام طرح نتنياهو مبررا كي لا يعترف أيضا بحدود “إسرائيل” طالما أنها لم تحدد حدود الدولة الفلسطينية.

لكن الشرباتي يميل أيضا أنه قد تكون نية نتنياهو بطرحه لفكرة دولة بلا حدود لإلهاء الساحة “الإسرائيلية” عن موضوع الفساد الذي يلاحقه وإشغالهم ببالونات اختبار، وفتح حراك سياسي جدلي.

من جانب آخر، يرى الشرباتي أنه قد يقصد نتنياهو من ذلك خلط الأوراق الإقليمية والدولية حول مفهوم الدولة الفلسطينية ومواصفاتها مما يفتح المجال لتمييع المطالبة بالدولة الفلسطينية مع علمه أنها لن تطبق على أرض الواقع.

وعدّ الشرباتي أن هذا الطرح قد يفتح لمجالات تفكير خارج الصندوق عند الفلسطيني طالما أن “الإسرائيلي” يطرح دولة بلا حدود باعتبارها طرحا مرحليا عند البعض، ولكن قد يرفضها الطرف الفلسطيني الرسمي خوفا من انجرارهم إلى خيارات لا طاقة لهم بمواجهتها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...