مشروع صيني مائي ضخم.. بنكهة سياسية

كشفت بكين مؤخرًا عن مشروع هو الأكبر من نوعه في العالم، يهدف إلى تحويل صحراء إقليم “شينجيانغ” (تركستان الشرقية) إلى نسخة صينية لولاية “كاليفورنيا” الأمريكية.
المشروع هو عبارة عن نفق ضخم يمتد مسافة ألف كيلومتر، لضخ مياه نهر “يارلونغ تسانغبو”، من منابعه في منطقة التبت، جنوب غربي الصين، إلى صحراء “تكلامكان”، غربي البلاد، التي تبلغ مساحتها نحو 270 ألف كيلومتر مربع، ويعد 90% منها غير صالح للحياة البشرية، بحسب ما ذكرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”، نهاية أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وإضافة إلى طوله الهائل، الذي سيفوق بكثير نفق نيويورك الأطول في العالم حاليًا، والذي يمتد لمسافة 137 كيلومترًا، فإن قطره سيكون أيضًا كبيرًا جدًا بحيث يمكن أن يمر خلاله قطاران سريعان.
ويتوقع أن تكون للمشروع الضخم انعكاسات كبيرة على تدفق مياه النهر إلى بنغلاديش والهند المجاورتين، حيث يطلق عليه اسم “براهمابوترا”، ويحظى بأهمية كبيرة خصوصًا لدى الأخيرة، حيث يشكل المورد الأساسي للمياه العذبة في مناطق شمال شرقي الهند.
كما يعد النفق استكمالًا لعدة مشاريع أطلقتها بكين على مدار السنوات الماضية، شملت إنشاء أربعة سدود ضخمة في هضبة التبت، وفق ما ذكر تقرير لموقع قناة “إن دي تي في” الهندية، قبل أيام.
وبالرغم من أن المشروع ما يزال في مراحله الأولى، ولم يتضح بعد موعد الانتهاء منه، إلا أن بكين يبدو أنها عازمة على إنشائه بالرغم من تكلفته الهائلة، فالمشروع تحلم به الصين منذ القرن التاسع عشر، في إطار مساعي تعزيز الوجود البشري والتنمية الاقتصادية في المناطق الغربية الشاسعة، وتحقيق توازن في توزيع السكان، علمًا أن أغلب سكان البلاد يتركزون على السواحل الشرقية والجنوبية الشرقية، فيما يشكل المسلمون الأويغور أغلبية سكان إقليم تركستان الشرقية.
ويتوقع أن تبلغ تكلفة المشروع نحو مليار يوان (أكثر من 150 مليون دولار) لكل كيلومتر واحد، أي بمجموع أكثر من 150 مليار دولار، بحسب تقرير لموقع شبكة “إس إم بي سي” الاقتصادية الأمريكية، على أن يضخ سنويًا 10 إلى 15 مليار طن من مياه النهر، أي ما يوازي ربع التدفق السنوي للنهر الأصفر، ثاني أطول نهر في البلاد، ومهد حضارتها.
وإلى جانب كونه مشروعًا يسعى لتغيير الخريطة الديموغرافية والتنموية للبلاد، وتحديًا للتفوق الأمريكي في هذا المجال، فإنه يتوقع أن يشكل محورًا للصراع الصيني الهندي، الذي شهد تصعيدًا غير مسبوق، في يوليو/تموز الماضي، على خلفية مشاريع صينية مشابهة على تخوم الحدود مع الهند، كما تواجه تلك المشاريع رفضًا واسعًا من القادة التبتيين المطالبين بتحقيق استقلال إقليمهم عن بكين.
يشار أن الهند والصين خاضا بالفعل حربًا، عام 1962، في إطار نزاع على عدد من البؤر والمساحات الحدودية المتنازع عليها، ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة، والموارد الطبيعية الهائلة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

استشهاد الصحفي نور الدين عبده بقصف إسرائيلي على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الصحفي نور الدين مطر عبده، صباح اليوم الأربعاء، جراء قصف إسرائيلي خلال تغطيته المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في...
مصر وقطر تؤكدان استمرار جهودهما في الوساطة بشأن غزة للوصول إلى التهدئة الشاملة
المركز الفلسطيني للإعلام أكدت جمهورية مصر العربية ودولة قطر، في بيان مشترك اليوم الأربعاء، استمرار وتنسيق جهودهما في ملف الوساطة من أجل التوصل إلى...

الهيئات الإسلامية في القدس: حفريات الاحتلال قرب الأقصى انتهاك صارخ وخطير
المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت الهيئات الإسلامية في مدينة القدس في بيان أعمال الحفر والتوسعة التي أجرتها طواقم بلدية الاحتلال الإسرائيلي في "حوش...

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان
المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني، صباح اليوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية، مركبة في مدنية صيدا جنوب لبنان. وأفادت الوكالة...

تفجير حقل ألغام .. القسام يوقع قوة صهيونية بين قتيل وجريح شرقي خانيونس
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الأربعاء، تفجير حقل ألغام في قوة صهيونية شرقي خانيونس، وإيقاعها...

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...