الجمعة 04/أكتوبر/2024

تهويد الجغرافيا الفلسطينية.. هل تستبدل الأرض لغتها؟

تهويد الجغرافيا الفلسطينية.. هل تستبدل الأرض لغتها؟

لم تكتفِ سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” ببسط سيطرتها على الأراضي الفلسطينية ونهبها؛ بل تسعى جاهدة إلى تغيير ملامحها الجغرافية؛ في محاولة منها لتزوير وتزييف الحقائق التاريخية لهوية الأرض وفلسطينيتها؛ فبعد احتلالها لما تبقى من الأراضي الفلسطينية عام 1967م، استمرت في سياسة التهويد للأراضي الفلسطينية. 

وفي هذا الإطار، جاءت الحملة الصهيونية المحمومة لتهويد أسماء المعالم الجغرافية الفلسطينية، بطريقة لم يسجل لها التاريخ مثيلاً؛ فعمدت إلى محاولات طمس كل أثر يدل على الهوية العربية الفلسطينية للبلاد، وعلى ارتباط الشعب الفلسطيني بها.

وسارعت إلى تغيير أسماء المئات من المواقع الدينية والأثرية والشوارع والأحياء والبنايات التاريخية، إضافة إلى أسماء الأراضي والتلال والجبال لا سيما في مدينة القدس؛ بأسماء عبرية وتوراتية، أو بأسماء لزعماء “إسرائيليين” لا علاقة لهم بهذه الأماكن؛ وأغرقت الأراضي الفلسطينية بالمستوطنات والطرق الالتفافية، التي أصبحت، بمسمياتها العبرية، تحاصر التجمعات السكانية الفلسطينية وأسمائها العربية؛ ليشكل هذا الأمر تحديًّا بالغ الخطورة، ليس فقط للوجود العربي الفلسطيني في البلاد، وإنما أيضاً لطبيعتها الحضارية وذاكرتها التاريخية.

قسم الدراسات في “المركز الفلسطيني للإعلام” يرصد أبرز المستوطنات “الإسرائيلية” في محافظات الضفة الغربية:
– محافظة جنين:
تبلغ مساحة محافظة جنين 583 كلم2، ويبغ عدد سكانها 303565 نسمة، كما يبلغ عدد التجمعات الفلسطينية في المحافظة 94 تجمع، بمساحة إجمالية تساوي تقريباً 56 كلم، ويوجد في محافظة جنين 15 موقعا استيطانيا “إسرائيليا” بمساحة كلية 4.4 كم موزعة على 7 مستوطنات، و6 قواعد عسكرية، وبؤرة استيطانية واحدة ومنطقة خدمات ومنطقة صناعة إسرائيلية.

– محافظة طوباس:
تبلغ مساحة محافظة طوباس 402 كلم، ويبلغ عدد سكانها 62627 نسمة، ويبلغ عدد التجمعات الفلسطينية في المحافظة 24 تجمعا بمساحة إجمالية 9.2 كلم، ويحيط بها 20 موقعا استيطانيا “إسرائيليا”، بمساحة كلية 4.2 كلم، منها 8 مستوطنات و 11 قاعدة عسكرية وبؤرة استيطانية واحدة.

– محافظة نابلس:
تبلغ مساحة المحافظة 605 كلم، وعدد سكانها حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 2014 حوالي 372621 نسمة، ويبلغ عدد التجمعات الفلسطينية في المحافظة 72 بمساحة إجمالية 49.2 كلم2.

يوجد في محافظة نابلس 47 موقعا استيطانيا، بمساحة كلية 10 كلم2 منها 11 مستوطنة و2 منطقة صناعية و6 قواعد عسكرية، و25 بؤرة استيطانية و3 مواقع للخدمات.

– محافظة طولكرم:

تبلغ مساحة المحافظة 246 كلم2، ويبلغ عدد سكانها حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 2014 حوالي 178774، ويبلغ عدد التجمعات الفلسطينية في المحافظة 40 تجمعا بمساحة إجمالية تبلغ 39كلم2.

يوجد في محافظة طولكرم 6 مواقع “إسرائيلية”، بمساحة كلية تبلغ 2.3 كلم2، منها 3 مستوطنات في المحافظة وبؤرتين استيطانيتين وقاعدة عسكرية.

– محافظة سلفيت:
تبلغ مساحة المحافظة 204 كلم2، عدد سكان المحافظة حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2014م ما نسبته 69179 نسمة، ويبلغ عدد التجمعات الفلسطينية في المحافظة 22 تجمعا بمساحة إجمالية 16.8 كلم2.

يوجد في محافظة سلفيت 28 موقعا إسرائيليا بمساحة كلية 15.9 كلم2 منها 15 مستوطنة في المحافظة و3 مناطق صناعية و3 قواعد عسكرية 6 بؤر استيطانية ومنطقة خدمات.

– محافظة قلقيلية:
تبلغ مساحة المحافظة 166 كلم2، ويقدر عدد سكانها حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 2014، 108049 نسمة، ويبلغ عدد التجمعات الفلسطينية في المحافظة 36 بمساحة إجمالية 17.4 كلم2.

في محافظة قلقيلية 19 موقعا “إسرائيليا”، بمساحة كلية 9.4 كلم2، منها 8 مستوطنات و3 مناطق صناعية إسرائيلية و3 قواعد عسكرية و4 بؤر استيطانية ومنطقة خدمات واحدة.

– محافظة رام الله والبيرة:
تبلغ مساحة المحافظة 855 كلم2، ويبلغ عدد سكانها حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 2014 حوالي 338383 نسمة، ويبلغ عدد التجمعات الفلسطينية في المحافظة 79 بمساحة إجمالية 86.6كلم2.

يوجد في محافظة رام الله والبيرة 65 موقعا استيطاني “إسرائيلي”، بمساحة كلية 30.0 كلم2 منها 29 مستوطنة إسرائيلية في المحافظة و10 قواعد عسكرية و25 بؤرة استيطانية وموقع سياحي إسرائيلي.

– محافظة أريحا:
 تبلغ مساحة المحافظة 593 كلم2، وعدد سكانها 2014 حوالي 50762 نسمة، ويبلغ عدد التجمعات الفلسطينية في المحافظة 16 تجمعاً بمساحة إجمالية 15.7 كلم2.

يوجد في محافظة أريحا 54 موقعا استيطانيا “إسرائيليا”، بمساحة إجمالية 13.4كلم2، منها 15 مستوطنة و27 قاعدة عسكرية و6 بؤر استيطانية و4 مواقع خدمات إسرائيلية وموقع سياحي.

– محافظة القدس: 
تبلغ مساحة المحافظة 345 كلم2، ويبلغ عدد سكانها، حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، للعام 2014 حوالي 411640 نسمة، كما يبلغ عدد التجمعات الفلسطينية فيها 51 تجمعاً بمساحة إجمالية 38.7 كلم2، ويوجد 66 موقعا “إسرائيلي” في محافظة القدس بمساحة إجمالية 41.6كلم 2، منها 26 مستوطنة إسرائيلية و13 قاعدة عسكرية و16 بؤرة استيطانية و3 مناطق صناعية إسرائيلية وموقع واحد سياحي و7 مناطق خدمات إسرائيلية.

– محافظة بيت لحم:
تبلغ مساحة المحافظة 659 كلم2، وعدد سكانها حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 2014 حوالي 210484 نسمة، ويبلغ عدد التجمعات الفلسطينية في المحافظة 72 تجمعاً بمساحة إجمالية 49.2، ويوجد فيها 34 موقعا “إسرائيلي”، بمساحة كلية 13.3 كلم2، منها 15 مستوطنة و3 قواعد عسكرية و15 بؤرة استيطانية وموقع مصنف سياحي.

– محافظة الخليل:
تبلغ مساحة المحافظة 997 كلم2، وعدد سكانها، حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، للعام 2014 حوالي 684247 نسمة، ويبلغ عدد التجمعات الفلسطينية فيها 154 بمساحة إجمالية 152.1 كلم2، يوجد في محافظة الخليل 52 موقعا “إسرائيليا”، بمساحة كلية 10.5 كلم2، منها 21 مستوطنة 3 مناطق صناعية و8 قواعد عسكرية “إسرائيلية” و17 بؤرة استيطانية و3 مناطق خدمات “إسرائيلية”.

– تهويد أسماء المعالم الفلسطينية
لقد أوجدت الصهيونية وكيانها في فلسطين المحتلة، خارطة للبلاد انطوت على بنى ومسميات مغايرة لهويتها القومية، وتحولت عبرها العلاقة بين المكان ومحيطه العربي من وضعية التوافق والتآلف إلى حالة التضاد والتنافر، وشكل هذا الأمر تحديًّا بالغ الخطورة، ليس فقط للوجود العربي الفلسطيني في البلاد، وإنما أيضاً لطبيعتها الحضارية وذاكرتها التاريخية.

– آلية تهويد الأسماء
لقد تنبه الصهاينة إلى موضوع أسماء المعالم الفلسطينية منذ وقت مبكر، وتوصلوا إلى أن هذا الموضوع يرتبط بهوية الدولة وطبيعتها، لهذا سعوا إلى معالجة المسألة كحالة تطبيقية في عملية تهويد البلاد، وتم التشديد على هذا الربط بين الدولة ككيان سياسي منظم وبين ما يسمى ” القومية العبرانية التوراتية”، حسب تحديدات بن غوريون (أول رئيس حكومة لإسرائيل)، الذي كان يركز على أن هناك ضرورة لبلورة طابع عبري وأسلوب عبري لم يكونا قائمين في السابق، ولم يكن بالإمكان إقامتهما في المنفى.

اعتمدت المؤسسة الحاكمة في الكيان الصهيوني ـ في حملتها التهويدية تلك ـ عملية متشعبة الأداء ومتعددة الميادين، داخلياً وخارجيا،  تخضع إلى منظومة إيديولوجية سياسية ذات طبيعة دعائية موظّفة في خدمة تهويد فلسطين والمشروع الصهيوني برمّته، وقد مرّت عملية تهويد الأسماء بالمحطات الرئيسة التالية:.

• تم تشكيل لجنة خاصة عام 1948 باسم “اللجنة الحكومية للأسماء” من شخصيات رسمية وأكاديمية (ضمت متخصصين في الموضوعات التاريخية والدينية والجغرافية)، فضلاً عن مسؤولين في ميادين التخطيط والتنظيم، وكان بعض أعضائها مستشرقين أو مهتمين بالشؤون العربية، مهمتها دراسة أسماء الأماكن والمعالم والمواقع الجغرافية، ووضع بدائل للأسماء العربية. 

• أوردت الحكومة الصهيونية في الكتب والمقررات الدراسية الأسماء العبرية للمعالم الفلسطينية، وطالبت التلاميذ والمعلمين، حتى الفلسطينيين منهم، بعدم استخدام الأسماء العربية لتلك المعالم، وأصرت على تقديم العهد “الإسرائيلي” الراهن بكل وقائعه ومفرزاته ومزاعمه دون اكتراث بالهوية العربية للمكان.

• تقدمت الحكومة الصهيونية إلى “المؤتمر الدولي لتوحيد المصطلحات الجغرافية” ـ المنعقد في جنيف (4-22/9/1967)ـ بمذكرة تضمنت محاولاتها لإحلال أسماء عبرية محل الأسماء العربية الأصلية للمواقع العربية في فلسطين، وتعاونت “إسرائيل” مع الهيئات الدولية ودور نشر الأطالس والكتب الجغرافية في العديد من المؤسسات المنتشرة في دول العالم لتكريس ذلك الإحلال.

• أولت المؤسسة الصهيونية الحاكمة اهتماماً كبيراً للتعامل العام مع مسألة التسميات، وعدّت عملية تهويد الأسماء “مهمة قومية”، لا فرق في ذلك بين أسماء المعالم وأسماء الأشخاص الذين وجهت الدعوة إليهم لاستبدال أسمائهم، وفي بعض الحالات اشترط “بن غوريون” للتطوع في الجيش وفي الترقية تغيير الاسم.

• ركز المسؤولون في وسائل الدعاية الصهيونية المقروءة والمسموعة والمرئية على استخدام الأسماء العبرية الجديدة للمواقع والأماكن في البلاد وفي الضفة والقطاع وعدم استخدام الأسماء العربية.

• زعم الصهاينة أن العديد من الأسماء العربية هي تحريف للأسماء العبرية القديمة، وأن ما قاموا به خلال عملية تهويد الأسماء، هو إعادة الأسماء الأصلية إلى المواقع. 

المراجع:
• “نجاح إسرائيلي واضح نحو التهويد جغرافياً وسكانياً”، الجزيرة نت.
• كتاب “تهويد الأرض وأسماء المعالم الفلسطينية”، ابراهيم عبد الكريم.
• “تهويد الجغرافيا الفلسطينية”، مركز المعلومات الوطني الفلسطيني “وفا”.
• “تهويد أسماء المعالم الفلسطينية”، مركز بيت المقدس للدارسات التوثيقية.
• “التهويد الثقافي لفلسطين التاريخية.. أشكال مختلفة ومنطلقات وأهداف واحدة”، مركز نماء للبحوث.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

13 عملا مقاوما في الضفة الغربية خلال 24 ساعة

13 عملا مقاوما في الضفة الغربية خلال 24 ساعة

الضفة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصلت عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية خلال الـ24 ساعة الماضية، وتضمنت عمليات...