هل ينقذ الإنجاب الثاني الصين من شبح الشيخوخة؟

أفادت الحكومة الصينية أن سياسة إنجاب الطفل الثاني، التي بدأ العمل بها مطلع العام الماضي، بهدف مواجهة خطر شيخوخة المجتمع ونقص العمالة، قد بدأت تحقق “نتائج ملموسة”، إلا أن البعض يرى أنها غير كافية لإنقاذ مستقبل البلاد.

وفي كلمة له بمنتدىً “ديموغرافي” عقد في بكين مطلع الأسبوع الجاري، قال نائب رئيس اللجنة الوطنية للصحة وتنظيم الأسرة في الصين، وانغ بي آن: إن أكثر من نصف المواليد الجدد خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري يمثلون الطفل الثاني لآبائهم، بحسب وكالة أنباء “شينخوا” الرسمية.

وأضاف “وانغ” إن حوالي 52% من 11.6 مليون طفل، ولدوا خلال الفترة من يناير/كانون ثان إلى أغسطس/آب من هذا العام، لديهم أخ أو أخت.

وتابع أن 18.5 مليون طفل ولدوا في المستشفيات في عام 2016، وهو العدد الأكبر منذ عام 2000، بزيادة 1.3 مليون طفل عن عام 2015، كما أن حوالي 45% كانوا المولود الثاني لأسرهم.

وسمحت بكين لمواطنيها بإنجاب مولودٍ ثانٍ، أواخر عام 2015، بعد 4 عقود من تحديد النسل عند مولود واحد لمواجهة الازدياد الكبير في عدد السكان، وللتركيز على التنمية الاقتصادية ومواجهة الفقر.

ومع تطبيق سياسة الإنجاب الثاني، تشير توقعات أن يصل عدد سكان البلاد إلى نحو 1.45، بحلول بحلول عام 2030، مقارنة بـ 1.375 مليار حاليًّا، وفق تقارير حكومية صدرت مطلع العام الجاري.

وتسببت سياسية الإنجاب الواحد بالعديد من الآثار السلبية على تركيبة المجتمع الصيني، فقد ازدادت نسبة كبار السن، ونسبة الذكور نتيجة إقبال العديد من الأسر إلى إجهاض الإناث، وخصوصًا في الأرياف، حيث تحتاج الأسر إلى الذكور للمساعدة في الحياة اليومية، وهو ما دفع بكين إلى السماح لسكان الأرياف بإنجاب مولود ثانٍ في حال كان الأول أنثى، إلا أن المشكلة لم تنتهِ تمامًا.

وفي خطوة لتشجيع سكان الصين ممن لديهم طفل واحد، على إنجاب ثانٍ، أعلنت الحكومة الصينية في مارس/آذار الماضي، أنها تدرس تخفيض الضرائب على الأسر التي تنجب طفلين، بحسب “شينخوا”.

إلا أن مساعي معالجة المشاكل الديموغرافية التي تسببت بها سياسة الإنجاب الواحد، من خلال السماح والتشجيع على الإنجاب الثاني، مع الاستمرار في تحديد النسل، دفع أوساطًا علميةً للتشكيك في نجاعتها.

وفي أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، أظهرت دراسة نشرتها مجلة “لانسيت” الطبية البريطانية أن تخفيف قيود تحديد النسل، لن تسهم بشكل كافٍ في معالجة نقص العمالة ومشاكل الشيخوخة، وأن الزيادة التي سيحققها الإنجاب الثاني ليست كافية.

ونقلت المجلة عن باحثين بريطانيين وصينيين، أن آثار السياسة الجديدة لن تظهر في أقل من عقدين، ولمواجهة استمرار تلك المشاكل، أوصى الباحثون أن تقدم الحكومة على رفع سن التقاعد الإلزامي، ورفع سقف المعاشات التقاعدية، وغيرها من الإجراءات.

وتشير تقارير الأمم المتحدة لعام 2010 أن عدد الصينيين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا سيبلغ نحو ربع مليار نسمة بحلول عام 2020.