مشعل: شيخوخة منظمة التحرير خطر على القضية الفلسطينية

 حذّر خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية”حماس”، من خطورة شيخوخة وعجز منظمة التحرير الفلسطينية على القضية الفلسطينية،مبيناً أنّ هذه الخطورة تتحملها القيادة الفلسطينية.

واستنكرمشعل، خلال كلمة له في مؤتمر “الأمن القومي الفلسطيني” الذي تنظمه أكاديميةالإدارة والسياسة بغزة، الخميس، تراجع دور الشعب الفلسطيني في الخارج، وقال:”التراجع في دور ومشاركة الشتات الفلسطيني تتحمل مسؤوليته القيادة الفلسطينية،حين اختزلت القضية الفلسطينية في الضفة والقطاع”.

وتابع:”حالة العجز والترهل التي أصابت المؤسسات الوطنية عامة؛ وخاصة منظمة التحرير، منالعلّات التي أصابت المشروع الوطني”، مؤكّداً أنّ المشروع الوطني يريد قيادة ومرجعيةوتفعيل الكل الفلسطيني.

وعبّرالقيادي الفلسطيني، عن أسفه من تراجع القضية الفلسطينية عند الأمة وعند الإقليم، وعندالمجتمع الدولي، خاصة الدول الكبرى، مبيناً أنّ ذلك أضعف المشروع الوطني الفلسطيني وزادأمامه التحديات.

الإقليمودوره

واستنكرمشعل، هرولة بعض الأطراف في المنطقة ودول وصفها بـ”المهمة” نحو “إسرائيل”،”تطلب ودها وتتعامل معها كجزء من الحل وليس جزءًا من المشكلة، وكصديق وحليف للأمة،حتى أصبحت إسرائيل هي المنقذ في نظر هذه الأطراف” كما قال.

وأشارإلى أنّ البعض استعمل ذلك كمفتاح لواشنطن طمعاً، أو دفعاً لضرر أو كسند لها في حروبهاالداخلية والخارجية.

ومضىمشعل يقول: “وصل الأمر للضغط من أجل تغيير المبادرة العربية، مع أن هناك تبايناتحولها، ومع ذلك منذ وقت ليس بالقصير، هناك ضغط من أجل تعديل المبادرة للبدء بالتطبيعالشامل”، مشيداً بموقف رئيس السلطة الفلسطينية الذي رفض الضغوط من أجل الاستجابةلذلك.

وفيحديثه عن “صفقة القرن”، عدّ مشعل أنّ ذلك يأتي في سياق شرعنة التطبيع، وأضاف:”هذه كلها مشاريع وهمية تختزل القضية وتسعى إلى تصفيتها”.

وشددبقوله: “شعبنا الفلسطيني ورغم وثوقه الشديد بأمته وبأحرار العالم، فإنّه لن ينتظرأحد وسيكنس هذا الاحتلال”.

مستقبلالمشروع الوطني

ودعامشعل في كلمته، إلى تبني رؤية وطنية تحدد مسار المشروع الوطني، وردد ثلاثاً قائلاً:”الرؤية أولاً”، وأضاف: “لنعرف ماذا نريد؟ إلى أين نذهب؟ ما هو هدفناالوطني، فظروفنا معقدة وصعبة”.

وتابع:”لابد أن نمتلك الرؤية وأن نتوافق عليها، ولا ينفرد أحد بوضعها، ولا يدعي أحد أنهيمتلك الحقيقة المطلقة، فالرؤية حق الجميع وواجب على الجميع، ويكون لدينا رؤية موضحةحول القدس والأسرى والمقاومة والنضال ومشاريع التسوية، وكيف نتعامل مع محيطنا الإقليميوالدولي”.

وطالبمشعل، بضرورة توحيد الصف والمؤسسات الوطنية الفلسطينية، متسائلاً: “كيف نستطيعأن نتحرك إن كنا منقسمين؟”، مضيفاً: “نحن من اليوم الأول، كان قرار حركةحماس بالمصالحة جادًّا لأنّ الانقسام لم يكن خيارنا”.

ومضىيقول: “نحن نضع كل طاقتنا من أجل تحقيق المصالحة، وينبغي ألا نضيع هذه الفرصةبإنهاء حصار غزة، فنحن اليوم أمام مفصل تاريخي، فثبت لدينا جميعاً أنه لا أحد يستطيعأن يمضي وحده، فكل ما نملكه من رصيد وقدرات فهو لنا جميعاً”.

وعبّرعن أمله من الجميع للسعي لإنجاز المصالحة، عادًّا إياها خطوة أساسية لتحقيق الوحدة الكاملةفي المؤسسات الوطنية والرسمية كافة.

كماطالب مشعل بأن يكون إدارة مشتركة موحدة لخوض المعركة مع الاحتلال، وقال: “يلزممن أجل ذلك أن نمتلك كل أوراق القوة المتاحة”، مؤكّداً أنّه لا ورقة تغني عن أخرى،”فكل الأوراق نحتاجها وألا نعطي شرعية للتطبيع وهو من أوراق القوة، وأن نلغي التنسيقالأمني وهو ورقة من أوراق القوة”.

وأكّدالقيادي في “حماس”، على استعداد حركته لأن تعمل بمشروع مقاومة شعبية جادةحقيقية على الأرض من أجل كنس الاحتلال، داعياً إلى إعطاء هذا المشروع حقه وأدواته والاستعدادلتحمل تبعاته ولو استشهدنا قيادات وأفراد، وقال: “لا انتصار على الاحتلال دونتضحيات ودون امتلاك أوراق القوة”.

وطالبمشعل، بأن يكون هناك إدارة موحدة ومشتركة للقرار السياسي، وأضاف: “نتفق على كلشيء، على الاستراتيجية والتكتيك وحتى المناورة، والحراك السياسي إقليمياً ودولياً،الموقف من المبادرات والمشروع والتسوية، والخطوط الحمراء”.

ودعاالقيادي الفلسطيني، إلى استيعاب الكل الفلسطيني في الداخل والخارج في المشروع الوطني، وأن يكون له دوره في الميدان والسياسة وكل ميادين النضال، “مشاركة الجميع في الموقعوالدور، وأن نتعامل مع التنوع والاختلاف الفلسطيني تعاملاً مسئولاً جاداً نحوله لطاقةخلاقة للإبداع بعيداً عن الإقصاء والتفرد” كما قال.

وشددمشعل على ضرورة أن يكون هناك برنامج مكثف عاجل لمعالجة الأزمات وتحقيق النجاحات، لاستعادةالثقة وزمام المبادرة لإنهاء الأزمات التي يعيشها الشعب في القدس والضفة وغزة وفي الشتات.