رفض بلفور.. حراك يمتد من الميدان إلى منصات التواصل

لبست شبكات التواصل الاجتماعي في البيئة الفلسطينية في الأيام الأخيرة، ثوب الرفض لوعد بلفور مع اقتراب موعد مائة عام على إطلاقه، ما جعلها مناسبة للتعبير عن رفضه والتنديد به، من خلال مساهمات وتغريدات النشطاء والكوادر الفلسطينية.
وما زاد من استفزاز الفلسطينيين إعلان بريطانيا نيتها الاحتفال بالذكرى الـ 100 للوعد، الذي أطلقه رئيس الوزراء البريطاني بلفور في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 1917.
فالبرغم من مطالبة الفلسطينيين باعتذار بريطانيا عن جريمتها بحق الشعب الفلسطيني، والاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس، إلا أن رئيسة وزراء بريطانيا دعت كبار المسئولين الصهاينة للاحتفال بالذكرى المئوية لصدور وعد بلفور.
غضب فلسطيني
كما ارتأى غالبية النشطاء نشر صور ذات طابع احتجاجي واستهجاني وغاضب، تشير إلى ضرورة تراجع بريطانيا عن القرار والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
من جهته، كتب الناطق الإعلامي باسم اللجنة الوطنية لدعم الأسرى عماد اشتيوي على صفحته في الفيسبوك: “لن ننسى الوعد المشؤوم”، و”100عام على وعد بلفور”، و”يجب التأكيد على أن وعد بلفور جريمة ارتكبتها بريطانيا، من خلال منح الصهاينة وطنًا قوميًّا على أرض فلسطينية”.
وتابع: “يجب على بريطانيا أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذا الوعد، والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، ودعوتها إلى تصحيح الخطيئة التاريخية التي تسببت للشعب الفلسطيني في التهجير والتدمير”.
وطالب اشتيوي المجتمع الدولي والعربي، والمؤسسات الحقوقية كافة، “بتحمل مسؤولياتها” تجاه الشعب الفلسطيني، لتمكينه من العيش “بسلام وتحرر من الاحتلال الإسرائيلي”.
أما الناشط خالد منصور فكتب يقول: “نقد تاريخي واجب، رغم وعد بلفور اللعين.. واصلت قياداتنا في ذلك الزمن الرهان على دور بريطانيا إلى أن حصلت النكبة وضاعت فلسطين”.
null
فيما كتب محمود عطا الله: “برأيي أن التحضير للاحتجاج على وعد بلفور هو الحل الذي كان يجب أن يعد له منذ سنين طويلة لمعاقبة بريطانيا على المأساة التي خلفتها للشعب الفلسطيني مقابل هذا الوعد… فلتكن الاحتجاجات كبيرة حتى نعاقب المسئول عن مأساتنا على الأقل معنويًّا”.
حلقة من سلسلة كوارث
وغرد الناشط سهيل القاضي عبر صفحته قائلاً: “عمر وعد بلفور 100 عام، بس عمر الشعب الفلسطيني ملايين الأعوام.. شعبنا باق بقاء الحياة على الأرض”.
فيما عبر الناشط فاتح عساف بقوله: “وعد بلفور 100 عام، وما هو إلاّ حلقة من حلقات الكوارث التي مرّت على الأمّتين العربية والإسلامية، فمنذ هولاكو الّذي قضى على الدولة العربيّة وانتهى بذلك عصر زاهر للعرب، وبعده بزمان ظهر هولاكو جديد من الغرب ليكمل ما لم ينجح به الأوّل يحمل اسمًا برأسين هما سايكس البريطاني وبيكو الفرنسي، وزرعا معًا على الورق دولة جديدة لليهود في قلب الأمة العربيّة، ومع انتهاء الحرب العالميّة الأولى تعهّد البريطانيّون هذه البذرة الفاسدة التي نمت وترعرعت كالطفل الصّغير في أحضان بريطانيا ومن والاها من الدول الغربيّة، حتّى بلغ هذا الطّفل أشّده، وكانت النتيجة أن هذا الطفل قد أصبح وحشًا كاسرًا وربض على صدر الأمة العربية ليزهق أنفاسها، وهو يقف بيننا مزهوًّا بما أنجز وتحيط به البحار من ثلاث جهات”.
وتابع: “إن ضياع فلسطين لا يجب أن نعدّه خسارة للفلسطينيين فقط بل هو انتهاك لحرمة الأمّة العربيّة كاملة، وما يدور هو ليس صراعا بين الفلسطينيين واليهود بل هو بين اليهود والعرب جميعًا”.
وأضاف: “إحياء ذكرى وعد بلفور يجب أن يكون لنا كمن يفتح بيت عزاء ليتقبّل المواساة من الأقربين، ونحن نعدّ بيت العزاء هذا مفتوحًا منذ لحظة قيام الدولة المزعومة في فلسطين، ولا يجوز إغلاق بيت العزاء إلا بعد عودة الحق لأصحابه”.
null
حراك على منصات التواصل
وترى رئيسة لجنة الحملة الشعبية “بلفور.. مئوية مشروع استعماري”، روان الضامن، في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن حراكًا رقميًّا غير مسبوق، بلغ ذروته الرقمية ليلة 1 نوفمبر، يستخدم الهاشتاج #Balfour100 وهو نفس الهاشتاج الذي يستخدمه الصهاينة في احتفالاتهم بتصريح بلفور، وهذا يحدث فلسطينيًّا لأول مرة بالإعلان مبكرًا عن هاشتاج موحد، وتبنيه من جميع الفصائل والمجموعات، والدخول في حلبة صراع في العالم الرقمي، لوضع صوتنا على أجندة العالم.
يذكر أن “وعد بلفور”هو الاسم الشائع المُطلق على الرسالة التي أرسلها وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور بتاريخ الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، وقال فيها إن “الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وأنها ستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية”.
null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...

صدمات نفسية تحول دون التحاق الاحتياط بجيش الاحتلال
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت دراسة إسرائيلية، أن نحو 12 بالمئة من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، الذين شاركوا بحرب الإبادة في...

الحوثي: أولويتنا إسناد غزة والعدو فشل باستهداف قدراتنا
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أكد قائد جماعة "أنصار الله" اليمنية عبد الملك الحوثي، يوم الخميس، أن أمريكا و"إسرائيل" فشلتا في مواجهة القدرات...

حماس تهنّئ البابا ليو الرابع عشر لانتخابه رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية
المركز الفلسطيني للإعلام تقدّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأصدق التهاني والتبريكات إلى البابا ليو الرابع عشر، بمناسبة انتخابه رئيسًا للكنيسة...

الحصاد المر لـ 580 يومًا من الإبادة الجماعية في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي ينشر تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية...

رامي عبده: خطة المساعدات الأميركية الإسرائيلية أداة قهر تمهد لاقتلاع السكان من أرضهم
المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن الخطة الأميركية‑الإسرائيلية التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات محدودة...

قتلى وجرحى بتفجير القسام مبنى بقوة من لواء غولاني في رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...