اليمين المتطرف يخترق جيوشًا أوروبية

في أيار الماضي، ضجت وسائل الإعلام الألماني بأنباء عن اعتقال ضابط في الجيش انتحل صفة لاجئ سوري، وتخطيطه لتنفيذ عمل إرهابي، قبل أن تتكشف ميول الضابط اليمينية المتطرفة، ما أثار بلبلة في المؤسسة العسكرية الألمانية، قبل أن تنتقل العدوى إلى دول أخرى، أهمها بريطانيا.

وقررت السلطات الألمانية، إثر الحادثة، إدراج اليمين المتطرف على قائمة المنع من دخول الجيش، إلى جانب اليسار المتطرف ومن تطلق عليهم “الإسلامويين”، وذلك بعد مطالبات من برلمانيين بتحييدهم عن الوصول إلى السلاح.

وحتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وصل عدد من حقق معهم بشأن صلتهم باليمين المتطرف نحو 400 من رجال الجيش، بحسب ما نقلت موقع قناة “دوتشه فيللي” الألمانية.

وأضاف الموقع أن جهاز المخابرات العسكرية يتحقق منذ شهر يوليو/تموز الماضي من جميع طلبات التوظيف الواردة إليه، للتأكد من عدم وجود ارتباط لمقدم الطلب بأي من تلك التيارات المتطرفة، وخصوصًا اليمينينة.

ومطلع سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت بريطانيا اعتقال 4 عناصر في الجيش لارتباطهم بالنازيين الجدد، بحسب وكالة “أسوشييتد برس”، وذلك يموجب قانون مكافحة الإرهاب.

وبحسب مجلة “بزنس إنسايدر” فإن الخطوة البريطانية تأتي استجابة لتصاعد المخاوف من جرائم اليمين المتطرف، أوروبيًا ومحليًا، وخصوصًا بعد مقتل النائب عن حزب العمال، جو كوكس، طعنًا، على يد يميني عنصري متطرف، يدعى توماس ماير، منتصف العام الماضي.

ولفتت المجلة إلى وجود جهود في مختلف الدول الأوروبية، وفي الولايات المتحدة أيضًا، لتسريح عناصر الجيش الذين يحملون تلك الأفكار، مع صعوبة تلك المهمة نظرًا لصعوبة تمييز هؤلاء الأشخاص.

بل إن نشطاء ضد التطرف في بريطانيا اتهموا عضوًا في المؤسسة الرسمية المعنية بمكافحة النازيين الجدد، بمساعدة 10 متطرفين للدخول إلى الجيش، بسب ما نقلت صحيفة “ذي تايمز” اللندنية، في 10 سبتمبر الماضي، ما أثار موجة سخرية، وقلق كذلك، في البلاد.

وفي الولايات المتحدة، أشارت مجلة “ستارز أند سترايبس” العسكرية، عن مسؤولين في الجيش، تلقيهم تعليمات بالتحقق من متعلقات المتقدمين للتجنيد، وخصوصًا من الوشوم على أجسادهم، التي قد تشير إلى تبنيهم أفكارًا متطرفة، إلا أن نقادًا يرون في ذلك “مضيعة للوقت”، خصوصًا لسماح قوانين البلاد بحمل السلاح، وعدم حاجة المتطرفين الدخول إلى الجيش للوصول إليه.