مؤتمرون يناقشون مئوية بلفور في نابلس

عقدت جامعة النجاح بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، اليوم الأربعاء، مؤتمر “يوم القدس” الثالث عشر، والذي حمل عنوان‏ ‏ “القدس في المشهد الفلسطيني”،‏ بمناسبة مرور مائة عام على وعد بلفور.

وشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في مدرجات ظافر المصري بالحرم القديم، مفتي الديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ومحافظ القدس المهندس عدنان الحسيني، والقائم بأعمال رئيس الجامعة الدكتور ماهر النتشة، وممثل منظمة التعاون الإسلامي في فلسطين المحامي أحمد الرويضي، وجمع غفير من الباحثين والشخصيات الاعتبارية والدينية.

وافتتحت فعاليات المؤتمر بوقفة تضامنية مع القدس وأهلها، نظمها المشاركون أمام قاعة المؤتمر.

وقال المفتي الشيخ حسين: إن المؤامرة على القدس وفلسطين بدأت قبل سنوات من وعد بلفور، والذي جاء نقطة سوداء في تاريخ هذه الأرض.

ووصف الوعد بالخطيئة والجريمة التي ارتكبتها بريطانيا بحق الشعب الفلسطيني، والتي تصر عليها برفضها الاعتذار عن الوعد؛ بل واحتفالها بدورها في إقامة الكيان الصهيوني، ما يدل على تواطؤ بريطانيا واستمرارها بمساعيها لتثبيت هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين، وعلى حساب الشعب الفلسطيني.

وقال د. النتشة أن وعد بلفور وصمة عار في جبين الإنسانية ونموذج للانحراف الأخلاقي، منبّها إلى أن فلسطين تعاني حتى اليوم من هذا الوعد الذي جعل الفلسطيني مهاجرا ومحاصرا وملاحقا وغريبا في وطنه.

وأضاف أن القدس أصبحت في حصار داخل حصار، ولم تعد كما كانت، وأصبحت تحت احتلال يحيطها بسور عنصري يعزلها عن محيطها العربي والإسلامي.

المحامي الرويضي قال: إن منظمة التعاون الإسلامي ستأخذ بتوصيات هذا المؤتمر خاصة تلك المتعلقة بانتهاكات الاحتلال في القدس، وفي النواحي التاريخية والتعليمية، لإبرازها من خلال الأمانة العامة للمنظمة في جميع الدول الإسلامية.

وتحدث الرويضي عما تعانيه القدس من انتهاكات الاحتلال، ومنها إبعاد أهالي البلدة القديمة والمرابطين، واستهداف العقارات، واستهداف المقدسات والمؤسسات، ومحاولات فرض المناهج الإسرائيلية، ومخططات ضم مستوطنات جديدة للقدس الكبرى والتخلي عن أحياء فلسطينية.

واستعرض الحسيني مراحل احتلال فلسطين والقدس منذ وعد بلفور الذي عده أكبر مؤامرة في التاريخ، حيث حول حياة الشعب الفلسطيني إلى جحيم، وأصبح 60% من الشعب مشردا ولاجئا في دول العالم، ومن تبقى فهو يعيش غريبا في وطنه.

وقال: إن بريطانيا تتحمل المسؤولية التاريخية والقانونية والأخلاقية والمادية والمعنوية عن هذا الوعد، وإن هذه الجريمة لن تسقط من ذاكرة ووعي الشعب الفلسطيني والأمة العربية، مؤكدا استمرار المساعي لإثارة مسؤولية بريطانيا عن هذا الوعد.

وتضمن المؤتمر ثلاث جلسات، تخللها تقديم 21 ورقة علمية وبحثية، تناولت مواضيع مختلفة ذات صلة بمدينة القدس ووعد بلفور، قدمها باحثون ومختصون من فلسطين والدول العربية.