الأحد 04/مايو/2025

مئوية الوعد المشؤوم.. هل تجبر بريطانيا على الاعتذار؟

مئوية الوعد المشؤوم.. هل تجبر بريطانيا على الاعتذار؟

لا زالت بريطانيا في خطابها الرسمي تفتخر بأنها صاحبة الوعد الذي أسس للكيان الصهيوني دولة على الأراضي الفلسطينية، وقد برز ذلك في خطابات رئيسة وزراء بريطانيا “تريزا ماي” وسياسات حكومتها التي تدعم الكيان الصهيوني وتغازله دبلوماسيًّا، والتي دعت إلى احتفالية مئوية بصدور الوعد وتوجيه دعوة خاصة إلى نتنياهو رئيس وزراء الكيان وكبار المسؤولين الصهاينة.

وقد تجلت العنصرية الغربية في فقرات هذا الوعد المشؤوم الذي حرص على بناء وطن قومي لليهود الصهاينة على حساب شعب أعزل له حضارة وتاريخ وتراث على أرض فلسطين.. هذا التراث الذي يدحض افتراءات “ماكس نوردو” ذلك الزعيم الصهيوني الذي أطلق دعوته العنصرية: “أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”!.

عنصرية بريطانية

ويؤكد أستاذ الدراسات الفلسطينية في جامعة الخليل، الدكتور أسعد العويوي أن بريطانيا أرادت من إصدار وعد بلفور المساهمة الفاعلة في تأسيس الكيان الصهيوني على فلسطين، بل ومساعدة هذا الكيان حتى يقف على رجليه دون عرقلة.

وأضاف الدكتور العويوي في حديث خاص لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “وعد بلفور كان ينص في أحد بندوه على عدم الإضرار بحقوق الفلسطينيين الذين كانت نسبتهم داخل فلسطين التاريخية 92% من حجم السكان، وفق الإحصاءات البريطانية، لكن يبدو أن العنصرية البريطانية والحقد الأعمى دفعها لتنفذ حماية مبرمجة لبناء الوطن القومي لليهود، في ظل تراكم الاعتداءات على الشعب الفلسطيني وقتل أبنائه وتشريدهم واعتقالهم بدعم بريطاني ومساهمة منها، وهذا ما يخالف نص الوعد المشؤوم الذي يدعو إلى عدم الإضرار بحقوق الفلسطينيين وتخلي الدولة المنتدبة عن مهامها”.

وأشار الدكتور العويوي إلى أن “بريطانيا لن تعتذر للشعب الفلسطيني عما اقترفته لأنها تشكل حليفًا استراتيجيًّا للكيان الصهيوني، علمًا بأنها دولة منتدبة على فلسطين وفق قرار من عصبة الأمم وغطاء دولي حصلت عليه في 24 تموز 1922م، هذا الغطاء الذي يدعوها كقوة منتدبة لتساعد الشعب الفلسطيني في بناء مؤسساته السياسية..! لكن بريطانيا عملت عكس ذلك، فلاحقت أحرار الشعب الفلسطيني، وقدمت كل الدعم لدولة الكيان”.

ضغوط صهيونية

ويؤكد محمد التميمي، الرئيس الأسبق للمركز الثقافي البريطاني “بريتش كاونسل” في الأراضي الفلسطينية، أن بريطانيا تخضع لضغوطات اللوبي الصهيوني داخل المؤسسات السياسية البريطانية.

وأشار التميمي في حديث خاص لمراسلنا إلى أن هذا اللوبي له حضوره في مجلس العموم البريطاني والبرلمان ومجلس اللوردات والكثير من مفاصل السياسية البريطانية وخاصة الخارجية، لذلك نجده يؤثر إيجابًا على سياسات بريطانيا الخارجية تجاه “إسرائيل” وخاصة في مجلس الأمن.

صمت عربي

وانتقد الدكتور حسن خريشة، النائب الثاني في المجلس التشريعي الفلسطيني، السياسات العربية تجاه بريطانيا، والتي ساهمت في دعم الصلف البريطاني ضد مشاعر الشعب الفلسطيني وحقوقه السياسية المشروعة.

وقال في حديث خاص لمراسلنا: “إن مائة عام من العلاقات العربية البريطانية الحميمة كفيلة بأن تجعلهم محايدين عن القضية الفلسطينية، لا يربطهم بها أدنى صلة، فقد سمحوا بصمتهم وسكوتهم لحكومة التاج البريطاني أن تكون السند لدولة الكيان؛ وخاصة في مواقفها تجاه أخذ حق النقد الفيتو في أي قرار يخدم “إسرائيل”، في الوقت الذي أحجم فيه العرب عن معاقبة بريطانيا أو “إسرائيل” على الأقل دبلوماسيًّا”.

وأضاف خريشة: “السكوت العربي والإسلامي المطبق الذي لا زال قائمًا ساهم في رفع وتيرة الانحياز البريطاني الصهيوني، وأخشى ما أخشاه أن توجه بريطانيا دعوة لعدد من الزعماء العرب لحضور الاحتفال بمئوية وعد بلفور، ولا أستغرب أن يحضر بعضهم”!.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات