السبت 02/نوفمبر/2024

العونة.. صورة فلسطينية تعمق الانتماء وتمنع الاعتداء

العونة.. صورة فلسطينية تعمق الانتماء وتمنع الاعتداء

تحت مسمى “العونة” تقوم مجموعات من المواطنين المتطوعين وبلا أجر، بقطف ثمار الزيتون خلال الموسم الحالي في ريف الضفة الغربية، في لوحة تراثية جميلة، تتحدى الاستيطان وتعمق روح الانتماء، وفي مختلف القرى والبلدات، وهو ما يغيظ جنود الاحتلال والمستوطنين.

روح التعاون

الناشط والمتطوع خالد منصور من مخيم الفارعة يتحدث عن العونة بقوله: “العونة تبرز في الريف، وهي تشكل صورًا تراثية عديدة جميلة ومدهشة.. تعمق الانتماء للأرض ولشجرة الزيتون، وتعمق روح التعاون والعمل الجماعي والانتماء لشجرة الزيتون”.

ويعرف منصور العونة بأنها: “عادة وتقليد قديم، وهي من أفضل الأساليب التي تزرع قيم التعاون والتكاتف وروح العمل الجماعي المشترك في الوقت الحالي، وتعد من الأعمال التي تشاهد بكثرة في مواسم القطاف”.

ويقول بكر حماد من قرية فرخة، جنوب سلفيت، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن العونة تتجلى أكثر خلال موسم الزيتون؛ حيث هناك الجار يهب لمساعدة جاره، وابن الحارة والقرية والأصدقاء والأقرباء كلهم يساعدون بعضهم، ومن ينتهي من قطف ثمار حقله، يذهب لمساعدة جاره، كما أن هناك متطوعين أجانب يكونون في العونة”.

خير وبركة

ويقول المزارع عبد الله  بركات، من بلدة بورين جنوب نابلس: “العونة ظاهرة حضارية مشرقة تتجسد بشكل خلاق في الريف الفلسطيني مع كل موسم الزيتون مجددة دماءها، وهي عادة محببة كثيرًا لأنها توطد أواصر المحبة والخير والأخوة والمساعدة وتحدي الاستيطان والمستوطنين، في ظل اعتداءات المستوطنين التي تتكرر عند كل موسم”.

ويضيف: “العونة باتت عادة وتقليدًا تقاوم مظاهر الحداثة وتخلي الناس عن بعض العادات والتقاليد القديمة والجيدة، ويتجلى فيها العمل الجماعي بروح خلاقة وتعاون لا مثيل له، وهو ما يؤكد أواصر المحبة بين الناس والتعاضد خاصة في ظل هجمات المستوطنين المتزايدة في الضفة”.

قيم راقية

ويسارع نشطاء لنشر صور العونة والمتطوعين الأجانب فيها؛ حيث نشر الناشط خليل عودة صورًا عديدة قائلاً: “أحب نشر الصور للعونة؛ حيث تعيد وتجدد أواصر المحبة بين الأقارب والأصدقاء والمزارعين، فما إن ينتهي مزارع من قطف حقله حتى يذهب مسرعًا لمعاونة جاره في قطف محصوله، في أسمى وأرقى قيم مشتركة مشرقة بين مزارعي الريف في الضفة الغربية، والمتطوعون يزيدون العونة جمالاً”.

العونة تتحدى الاستيطان

ويؤكد الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي أن العونة تتجلى بعدة صور في حقول الزيتون خلف الجدار أو قرب المستوطنات لصد اعتداءات المستوطنين بشكل جماعي؛ وهي تأخذ أشكالاً متعددة ابتداءً من الأعراف التقليدية للمساعدة الذاتية، إلى التجاوب الاجتماعي في أوقات الشدة وتخفيف آثار الفقر، كما تشكل أيضًا أساسًا لكثير من النشاطات الممتعة والمفيدة التي فقدت بعض الشيء في الوقت الحالي”.

وأضاف: “ظاهرة العونه تساوي بين الرجل والمرأة بأبهى صورها، وتخفف من الفقر، وتصل إلى جميع شرائح المجتمع؛ حيث يذوب الجميع في بوتقة العمل المفيد والبناء، ما يعزز الإنتاج ويقلل كلفة جمع المحصول للمزارع الفلسطيني”، مشيرًا  إلى أن العونة لا تحتاج إلى دعوات وطلبات بل تقوم على المبادرة الفردية الخيرة من الشخص نفسه الذي يبادر لإبداء روح التعاون.

ولفت معالي إلى أن المستوطنين لا يجرؤون على الاعتداء خلال رؤيتهم لعدد كبير من المزارعين مع بعضهم البعض يقطفون الزيتون، وهذا أحد إيجابيات العونة التي لا غنى عنها كل موسم زيتون.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات