الأحد 11/مايو/2025

الفرايك .. كعك تراثي بأيد فلسطينية

الفرايك .. كعك تراثي بأيد فلسطينية

تجلس الحاجة أم محمود (50 عاماً)  في منزلها المتواضع بقرية فرخة في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية، تحضر كعك “فرايك” برفقة أبنائها وزوجاتهم كأهم الطقوس الصباحية التي اعتادت عليها منذ طفولتها نقلا عن والدتها وأجدادها.

وتعدّ أم محمود، وهي زوجة منسق الإغاثة الزراعية في محافظة سلفيت بكر  قمبز، صناعة كعك ” فرايك” محافظة على تراث أبائها الذي اعتادت عليه منذ سنوات طويلة، حيث تعد الكعك في كل صباح لتناوله على الفطور، كما أنها تصنعه للوفود القادمة إليهم.

كعك ” فرايك”،  تراث فلسطيني ما زال حياً يتداوله الناس في طعامهم، ونظراً لرواج هذا الكعك في قرية فرخة والقرى المجاورة باستخدام الأفران الخاصة، إلا أن بعض النساء، مازلن يتمسكن بصناعته في البيت، كما اعتادت أمهاتهن أو جدتاهن.


null

تصف أم محمود صناعة الكعك أثناء انشغالها برق العجين بكلتا يديها والذي يصنع من الدقيق، بإضافة السكر والشومر والمكسرات، ثم يتم عجنه حتى يصبح لينا ولزجا بما يكفي ليتم تقطيعه لكرات بحجم كفة اليد، ويرش عليها بعض الدقيق الجاف لمنعه من الالتصاق باليدين، ثم تستمر بفرده كالورقة، وتستمر أم محمود بتقليب العجينة بيديها حتى يأخذ شكلا ، فتضعه على الصفيح.

وتواظب أم محمود على صنع هذه الحلوى الشعبية، رغم توافر أصنافاً أخرى قد تعد أسهل في تجهيزها، لكن هذه الحلوى بالنسبة لها ولأولادها؛ تحمل رائحة التراث والأجداد، وتحرص دائما أن توجد على مأدبة الطعام، كنوع من التمسك بالعادات القديمة، التي تربت عليها، فكانت أمها تعد الحلوى لأبيها، وكانت تعلمها طريقة صنعه، حتى أصبحت تعده بشكل دائم وتعلم أحفادها أيضاً كيفية صنعه لضمان استمراره.

وتقول أم محمود إن صناعتها للكعك وتوزيعه يسعدها أكثر، ويجعلها تشعر براحة قلبية، وهذا ما تعلمته منذ صغرها من جداتها الذين حافظوا على الود والعلاقات الطيبة، على غير العادات الموجودة حالياً التي قليل من الناس يحافظ عليها.

وتفوح رائحة الكعك في أروقة منزل الحاجة أم محمود الذي اكتظ بأبنائها والزوار في مشهد يدلل على تعلق العائلة الريفية في تطبيق عاداته وتقاليده التي انتقلت عبر الأجداد من جيل لآخر.


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات