السبت 02/نوفمبر/2024

أبو مرعي.. مزارع أجهزت مصانع الاحتلال على أرضه

أبو مرعي.. مزارع أجهزت مصانع الاحتلال على أرضه

بحسرة وألم ينظر عبد الله مرعي “أبو مرعي”، من قرية فرخة، إلى أرضه في منطقة “كرم عاشور”، والتي كانت عبارة عن غراس زيتون بدأت تعطي ثمارها، ليأتي مستوطنون ويجرفوها ويقيموا فوقها مصانع ضخمة.

يقول أبو مرعي (51 عاما): “زرعنا غراس الزيتون فوق 25 دونما في منطقة “كرم عاشور” غرب سلفيت، وفرحنا بها، وغمرتنا السعادة، حيث أخذت تعطي ثمار الزيتون، نوع نبالي، وإذا بمستوطنة “اريئيل” تمتد لأرضنا في المنطقة الصناعية التي تتبع لها، وتسلبنا أرضنا حتى دون إخطار مصادرة كما جرت العادة”.

سرقة الأراضي

ويضيف: “أقاموا مصنعا لمواد التجميل، وآخر للحلويات، ومصنعا ضخم للحديد، وما تزال جرافات الاحتلال تجهز على ما تبقى من تلك المنطقة من أراضٍ سواء لنا أو لغيرنا، وذهبت أرضنا وسرقوها جهارا نهارا”.

وعن الاحتجاج والاعتراض، يقول: “جرت مسيرات سابقا قمعها الاحتلال بالقوة، وبعض المزارعين اعترضوا في “بيت ايل” لكن دون نتيجة، فالاحتلال تارة يزعم أنها أراضي دولة، وأنها أراضٍ أميرية، وتارة يصادرها بحجج أمنية، وتارة بأنها أراضٍ منطقة “ج” وهكذا”.

ويتابع أبومرعي: “كنت ووالدي أذهب كل صباح وقبل أن تشرق الشمس إلى أرضنا لنتفقد غراس الزيتون لنعتني بها، وكانت تغمرنا السعادة عندما نراها تنمو وتكبر، وكنا ننام في عزة أبو بصل القريبة، حتى نواصل العناية بها، إلى أن جاء المستوطنون وقتلوا الحلم فينا”.

وعن التجريف يقول: “حتى اليوم يوجد هناك جرافات تابعة للمستوطنين تجرف، وتنهب الأراضي، سواء كانت زراعية أو رعوية، في منطقة بطن الحمام أو منطقة عاشور، شرق بلدة بروقين وغرب سلفيت، حيث تسبب الاستيطان أيضا بتقليص مناطق الرعي وقلة أعداد المواشي نتيجة سرقة الأرض، كما جرى تجريف برك صغيرة منحوتة في الصخر في تلك المنطقة، خاصة التي تقع قرب قرية “قرقش الأثرية، فوق منطقة المطوي غرب سلفيت”.

أربع مناطق صناعية

بدوره أكد الباحث خالد معالي أن المنطقة الصناعية التابعة لمستوطنة “اريئيل” تزحف وتتوسع على مدار الساعة، هي وثلاث مناطق صناعية في محافظة سلفيت على حساب أراضي المزارعين وحقول الزيتون والأراضي الرعوية، وأن سلطات الاحتلال تعدّ تلك المناطق مناطق “ج”، وأن خسائر المزارعين جسيمة وكبيرة جدا في أراضيهم.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أعلنت نيتها بناء المزيد من المصانع في المناطق الأربع، وأن “نتنياهو” صرح أن منطقة أصبع “اريئيل” التي فيها المناطق الصناعية الأربع، هي امتداد لـ”تل أبيب” وعبارة عن شرفه لها، وهو ما يشير إلى أن مخططات الاحتلال تنوي نهب المزيد من الأراضي وترك المزارعين في سلفيت وبقية الوطن بلا أراضٍ نتيجة الزحف الاستيطاني المتواصل.

ولفت معالي إلى أن عدد المستوطنين كان عام 1993 مع بداية “أوسلو” 111 ألف مستوطن، وأصبح في عام 2017 أكثر من 750 ألف مستوطن، وهو ما يعني المزيد من نهب الأراضي مع كل زيادة عددية للمستوطنين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات