عاجل

الأحد 04/مايو/2025

الرأس الأحمر .. هل تقتلع ألغام إسرائيل اقتصاد البادية؟

الرأس الأحمر .. هل تقتلع ألغام إسرائيل اقتصاد البادية؟

على الرغم من احتجازه عدة مرات من قوات الاحتلال، والاستيلاء على جراره الزراعي، وتغريمه مرات عديدة على ماشيته التي لا ذنب لها سوى الرعي في منطقة الرأس الأحمر، إلا أن مغادرة المنطقة ليست واردة في قاموس المواطن حسن بشارات الذي يصر على زراعة أرضه والبقاء فيها.

ولا يتناسب كم الأخبار التي تساق حول استهداف منطقة الرأس الأحمر شرق بلدة طمون في محافظة طوباس والأغوار الشمالية مع عدد سكانها الذي لا يتجاوز (22 ) عائلة تضم نحو 300 شخص نصفهم قاصرون، حيث يعدّ وجودهم الأساس في الحفاظ على الأرض من المصادرة.


null

وينحدر سكان الرأس الأحمر  -حسب بشارات – من عائلات بلدة طمون المجاورة من البشارات وبني عودة ممن قطنوها لرعي الماشية وزراعة أراضيهم، فهي تقع في سهل البقيعة الممتد مع سهل عاطوف في الأغوار الشمالية.

ثكنة عسكرية

وحولت قوات الاحتلال الرأس الأحمر كما سهل البقيعة إلى ثكنة عسكرية، فحفرت فيه الخنادق التي تحاصر الرأس الأحمر ويمنع الاقتراب منها، وزرعت حقول الألغام التي حصدت أرواحا وضحايا من رعاة الأغنام.

والرأس الأحمر لا يعدو كونه تجمعا رعويا صغيرا يقع شرقي طمون، ويتبع مجلس قروي عاطوف، وقد أقيمت بجانبه المستوطنتان الزراعيتان روعي وبقعوت، واللتان تشكلان مصدر توتر في المنطقة.


null

لماذا زادت الهجمة الشرسة؟

ويعزو المزارع ناصر عبد الرازق لمراسلنا زيادة وتيرة استهداف الرأس الأحمر في العامين الأخيرين إلى زيادة اهتمام سكان المنطقة بزراعة أراضيهم واستثمارها، ما أغاظ الاحتلال الذي يسعى بكل قوة إلى ضرب هذا التوجه.

وأضاف: “في السابق كانت الأراضي تزرع بالزراعات البعلية، كما لا يتواجد فيها سوى رعاة الأغنام من سكان الرأس الأحمر، ولكن اليوم هناك توجه من أصحاب الأراضي في المنطقة إلى استثمارها بشكل فعال من خلال الاستفادة من مواردها من المياه بالزراعات المروية”.

وأشار إلى أن هذا تطلب جلب أيدٍ عاملة تأتي صباح كل يوم من طمون وطوباس ومحيطها لتعمل في الزراعة، وهو مشهد لا يريد الاحتلال رؤيته في المنطقة، فيعمد كل صباح إلى نصب كمائن للمركبات التي تقل العمال، ويستولي عليها، ويطردهم ويلاحقهم في الحقول.


null

تنكيل متعمد

ويشير الباحث في قضايا الأغوار عارف دراغمة لمراسلنا إلى أن سلطات الاحتلال أخلت سكان الرأس الأحمر عشر مرات عام 2016 بذريعة التدريبات العسكرية، وهدمت جميع منازلهم عدة مرات، عدا عن أنها جميعا منذرة بالهدم.

وتحاول سلطات الاحتلال منع كل أوجه الحياة عن المنطقة، فمرة صادرت ماكينة لحام عادية من مزارع لأنه استخدمها في لحم ثقب ماسورة مياه، وكذلك يستولي على الجرارات الزراعية وصهاريج المياه بشكل مستمر، كما يمنع إقامة أي بنية تحتية للمنطقة.


null

وتقع منطقة الرأس الأحمر، وهي تلة مرتفعة في قلب سهل البقيعة الذي يمتد على ستين ألف دونم من الأراضي شديدة الخصوبة والذي قطعه الاحتلال بالمستوطنات والمعسكرات، نظرا لأهميته الاستراتيجية فهو يقع في صلب ما تسمى “منطقة العازل الشرقي” في نظر الاحتلال.

ويطل سهل البقيعة على الحدود الأردنية من جهة، ويتصل بالخط الأخضر من جهة أخرى، ما جعل الاحتلال يعدّه منطقة نفوذ أمني استراتيجي، عدا عن استغلال موارده الاقتصادية الكبيرة من المياه والأراضي الخصبة.

ويمتد العازل الشرقي الذي يحمي دولة الاحتلال من الحدود الشرقية من سهل البقيعة وحتى الحدود الجنوبية، ويوجد به 133 معسكرا، و32 مستوطنة، فيما يقطنه (44) تجمعا بدويا بمجموع سكان (58 ألف) فلسطيني يسعى الاحتلال لإنهاء وجودهم في تلك المنطقة بإجراءات مختلفة. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون

المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الإسرائيليين بجروح - اليوم الأحد- بعد سقوط صاروخ يمني على مطار بن غوريون وفشل منظومات الاحتلال في اعتراضه....