السبت 10/مايو/2025

هل يلتقي النازيون والصهاينة أخيرا.. وما هي القاعدة المشتركة؟

هل يلتقي النازيون والصهاينة أخيرا.. وما هي القاعدة المشتركة؟

بعيدًا عن الجدل حول صدقية قصة المحرقة النازية بحق اليهود من عدمها، فإن الأكيد أن بقايا أتباع النازية والمتأثرين بها في الغرب لطالما عبّروا عن كراهيتهم لليهود، أو “عدائهم للسامية” كما يفضل الصهاينة التعبير عنها، إلا أن الظهور الجديد لذلك اليمين العنصري المتطرف على الساحة السياسية والاجتماعية في الغرب يحمل معه ملامح لتوجه مختلف.

وقد رأى كثير من المتابعين في توجهات الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، ذو النزعة العنصرية المتطرفة، الموالية للكيان الصهيوني، تتويجًا لذلك التوجه الجديد للنازيين والمتطرفين الغربيين.

فلطالما عدّ اليمينيون المتطرفون في الولايات المتحدة أنهم يخضعون لـ”احتلال صهيوني-يهودي”، من خلال اللوبيات والشركات العابرة للقارات والبنوك، وهو ما أفصح عنه بوضوح الزعيم النازي الأمريكي “غريغ جونسون”، في مقال له عام 2014، على موقعه “كاونتر كارنت” (ضد التيار)، حيث عبر عن تعاطفه مع الفلسطينيين، معللًا: “لأنني أيضًا أعيش تحت احتلال صهيوني”.

إلا أن الزعيم النازي الأمريكي الأكثر إثارة للجدل مؤخرًا، ريتشرد سبنسر، ظهر قبل أيام في جامعة فلوريدا، حيث ألقى محاضرة لعدد من مناصريه، تحدث فيها عن أهمية تبني الدول توجهات عرقية من أجل تحقيق إنجازات “ثورية”، قبل أن يضرب الكيان الصهيوني مثالًا لتلك الدول؛ بالرغم من “عدم اتفاقه مع عدد من سياساتها الخارجية”، بحسب ما نقلت صحيفة “فوروورد” اليهودية الأمريكية.

“سبنسر”، الذي صاح أمام عدد من أنصاره بتحية “هتلر” عقب فوز ترامب بالرئاسة، لم يمنعه ذلك من الظهور على القناة “الإسرائيلية” الثانية، في أغسطس/آب الماضي، للحديث عن احترامه للإحساس الصهيوني بـ”الهوية”؛ “خصوصًا من شخص مثلي، لديه مشاعر مماثلة تجاه الهوية البيضاء”.

بل إن المبشر النازي ذهب إلى وصف الكيان نموذجًا للعنصرية البيضاء، بل إنه اصطلح عليها “الصهيونية البيضاء”، وهو محق في ذلك بالنظر إلى ممارسات الكيان العنصرية تجاه الفلسطينيين، وحتى تجاه اليهود ذوي البشرة السمراء، علاوة على بدء إدراك الكثيرين في العالم الفرق بين يهود اليوم و”الساميين”، وربما هو ما يفسر سر ذلك التحول لدى النازيين الجدد.

ولا تتوقف هذه الظاهرة عند النازيين في الولايات المتحدة، ففي النمسا، عبّر الزعيم اليميني المتطرف، هاينز كريستيان ستراتش، الذي حقق حزبه “الحرية”، نتائج كبيرة في الانتخابات العامة الأسبوع الماضي، عن دعمه للاستيطان الإسرائيلي، بل إنه أدى زيارة للكيان نهاية العام الماضي بدعوة من أعضاء في الكينيست، بحسب “هآرتس” العبرية، وهو الذي كان في شبابه من أنشط “المعادين للسامية” في بلاده.

وينسحب ذلك التوجه في أوروبا على ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها، بل إن أغلب الأعضاء المؤسسين لمجموعة “أصدقاء يهودا والسامرة” المناصر للكيان في برلمان الاتحاد الأوروبي هم يمينيون متطرفون، كما أشارت صحيفة “جيروزاليم بوست”.

يشار أن زعيمة حزب “الجبهة الوطنية” الفرنسي المتطرف، مارين لوبان، سعت منذ انقلابها على والدها، قبل عامين، في قيادة الحزب، إلى تحقيق الانقلاب كذلك على إرثه في معاداة “إسرائيل” وإنكار “المحرقة”، وذهبت إلى حد الارتباط بعلاقة مع “لويس أليوت”، ذو الأصول اليهودية الجزائرية.

وتزعم “هآرتس” أن التوجه اليميني الغربي الجديد ما هو إلا مناورة تهدف من خلالها أحزابه الحصول على دعم اللوبيات الصهيونية، أو على الأقل عدم التصادم معها، وهو ما توافقت معه، إلى حد ما، صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، في الحالة النمساوية، في تقرير نشرته قبل أيام.

وسواءٌ كانت تلك مناورة أم تحولًا حقيقيًا في نظرة العنصريين الغربيين تجاه الكيان، فإن الظاهر على الساحة السياسية والاجتماعية في الغرب توجهها نحو استقطاب حاد بين اليمين واليسار، وفي الوقت الذي بدأ فيه الطرف الأخير تبني مواقف أكثر دعمًا للفلسطينيين، فإن مصير مصالح الصهاينة والنازيين الجدد الالتقاء على قاعدة مبادئهم المشتركة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات