عاجل

السبت 28/سبتمبر/2024

سبيل السلطان سليمان.. صنبور يروي ظمأ أهل القدس

سبيل السلطان سليمان.. صنبور يروي ظمأ أهل القدس

 ما أن تغادر مدينة القدس باتجاه بيت لحم وتحديدا في الجهة الجنوبية الغربية من باب الخليل (أحد أبواب القدس)، يقع نظرك، على سبيل السلطان سليمان إلى الجنوب من بركة السلطان المملوكي علاء الدين جقمق والتي تعدّ من أهم البرك في القدس، وكانت تتجمع فيها المياه ليرتوي منها أهلها.

وسبيل السلطان سليمان، أقيم على الطريق القديمة الواصلة ما بين القدس وبيت لحم، والتي جاءت كحلقة وصل ما بين مشروع الماء والطريق المعبدة التي أقامها الرومان ما بين المدينتين، بحسب ما يقول الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية.

 ويعود إنشاء أسبلة الأقصى إلى العصرين الأيوبي والمملوكي، وجدد كثير منها أو استحدث في العصر العثماني بأمر من السلطان سليمان القانوني (926-974هـ/1520-1566م) الذي تميَّز عهده ببناء الأسبلة.

و”السبيل” هو عين ماء وما يلحق بها من متعلقات، وقد زودت بصنابير للمياه وثلاجات لدى تجديدها في العصر الحديث.

ويشير أبو شمسية إلى أن السبيل هو واحد من الأسبلة التسعة التي أقامها السلطان سليمان القانوني، ضمن مشروع جلبت بواسطته المياه إلى مدينة القدس من جنوب بيت لحم، وتحديدا من برك السلطان سليمان أو برك أرطاس.

والسبيل يوفر الماء عبر 9 أسبلة دمر منها 3 وبقي منها ستة، واحد في داخل المسجد الأقصى المبارك إلى الجنوب من باب الملك فيصل، وأربعة تحيط  بالأقصى من الجهة الشمالية والغربية، أحدها عند باب السلسلة يسمى سبيل الواد، والآخر سبيل باب المجلس، والثالث سبيل باب الأسباط بالقرب من حمام العين.

ويوضح الباحث أبو شمسية لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن السبيل الحالي الموجود خارج أسوار مدينة القدس من الفترة العثمانية هو سبيل السلطان سليمان.

وهو من الأسبلة الستة التي تميزت بفخامة البناء؛ حيث يعلوها قوس مزخرف ومزركش، وكانت في وسطه لوحة أزيلت فيما سبق، وهو يعدّ آخر الأسبلة التي بناها السلطان سليمان القانوني حيث يعود تاريخ بنائه لعام 1538م.

ويشرح أنه “في أسفل السبيل جزء من حوض يعود إلى ما قبل الفترة البيزنطية، وفي أسفله أيضا ثقب يعمل على تسريب المياه لتصل إلى منطقة سلوان أو واد الربابة كما أدرج اسمها لاحقا”.

وهذا السبيل الوحيد الذي أهمل في فترة الانتداب البريطاني، بيد أن سلطات الاحتلال، وبإيعاز من بلديتها في القدس المحتلة، عملت على ترميمه في الفترة الأخيرة.

ويقول أبو شمسية إن السبيل يقع عند أخفض منطقة جنوب البركة المحفورة من زمن سلطنة العائلة الشركسية المملوكية، والتي يعود عمليا بناؤها تقريبا إلى عام 1438م، أما السبيل فبني بعدها بالفترة العثمانية.

وأوضح أن السبيل هو واحد من الأسبلة التي كانت تزود المقيمين في المدينة وخارجها، أو الرحالة أو القادمين إلى القدس خارج أبواب وسور القدس.

وخلف السبيل توجد بركة السلطان علاء الدين جقمق المملوكي، والتي حوّلت من بركة عربية إسلامية إلى جزء يستخدم منها اليوم مسرحًا يقام فيه حفلات صاخبة.

أما الجزء الثاني فحول إلى حديقة باسم حديقة “تيدي كولك” وهو رئيس سابق لبلدية الاحتلال في القدس، كان يشتهر بمشاريعه التهويدية للمدينة؛ ليخفي الآثار المملوكية في تلك المنطقة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات