الأربعاء 07/مايو/2025

كلمة القيادي ماهر صلاح في ملتقى رواد القدس الـ9 باسطنبول

كلمة القيادي ماهر صلاح في ملتقى رواد القدس الـ9 باسطنبول

في كلمة له في ملتقى رواد القدس التاسع في إسطنبول، الجمعة 20-10-2017، أكد ماهر صلاح، قائد حركة “حماس” في الخارج، على تمسك حركته والشعب الفلسطيني بالمقاومة، مشددًا على أنهم لن ينحازوا إلّا للحق والعدل.

وينشر “المركز الفلسطيني للإعلام”، نص كلمة صلاح، باعتبارها وثيقة مهمة، تشتمل على رؤية قدمها حول واقع ومستقبل القضية الفلسطينية.

وفيما يلي نص الكلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على تخام الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينعقد مؤتمركم التاسع في ظلال وارفة ومهمة زماناً ومكاناً.

أما زماناً:
أريد من الحضور أن يعودوا بخيالهم إلى شهر أكتوبر (تشرين أول) قبل 830 عاماً، حينما كانت جيوش الفاتح صلاح الدين تحرر القدس وتطهر المسجد الأقصى من دنس المحتل الصليبي في عام 1187 م (583 هجري) لتقام صلاة الجمعة فيه في 4 شعبان 583 هجري، بعد 80 عاماً من احتلال الفرنجة الصليبيين.

وإذا اقتربنا أكثر إلى عام 2015، نرى شاباً لا يزيد عمره عن 19 عاماً يهاجم المستوطنين في البلدة القديمة بالقدس، فيطلق شرارة انتفاضة القدس في شهر أكتوبر قبل عامين انتفاضة مباركة لا زالت مستمرة إلى يومنا هذا، إنه مهند الحلبي.

ثم نقترب أكثر فأكثر إلى شهر 7 يوليو من هذا العام وعلى مدى أسبوعين كاملين يحتضن المقدسيون والفلسطينيون من الضفة والداخل المسجد الأقصى بأجسادهم وقلوبهم ليلاً ونهاراً إلى أن يدخلوا فاتحين بالآلاف من باب الأسباط مهللين ومكبرين.

وأبشركم أن بعض من في هذه القاعة سيشهدون فتح القدس وتحرير الأقصى، وسوف يصلون في محرابه، جعلنا الله وإياكم منهم “إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً”

أما مكاناً:
فالمؤتمر ينعقد في عاصمة آخر خلافة إسلامية توفي سلطانها قبل قرابة 100 عام في شباط فبراير 1918، السلطان عبد الحميد الثاني مدافعاً عن فلسطين، ومتمسكاً بحق المسلمين فيها.
وهي اليوم حاضنةٌ للمظلومين، ناصرةٌ لأهل الحق والعدل من كثير من الدول العربية والإسلامية.

وهذا لن يتحقق إلا بأمة معطاءة متضامنة مع شعب صابر ومجاهد، والذي هو شعار المؤتمر: “شعب صامد وأمة معطاءة”.

أما الأمة، فهي التي كانت ولا زالت هي الحاضنة الحانية على فلسطين، وفي كل محطة كانت تقف مع شقيقها الشعب الفلسطيني في صموده وصبره ومقاومته.

فالتفت حول الأقصى وانتفضت في كل بقاع الأرض تضامناً مع أهل القدس وفلسطين، إذ أصروا أن يهزموا عنجهية نتنياهو وأجهزته القمعية، وأجبروهم أن ينزعوا البوابات الإلكترونية والكاميرات عن مداخل المسجد الأقصى.

وهي الأمة التي أنجبت أمثال المجاهد الشهيد عز الدين القسام وعبد الله عزام ومحمد الزواري، وأمثال النائب مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي الذي طرد الوفد الإسرائيلي من مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، والنائب سلاف قسنطيني رئيسة لجنة كسر الحصار في البرلمان التونسي، والنائب وفاء بني مصطفى في مجلس النواب الأردني التي تصدّت في كلمتها للاحتلال الصهيوني الذي يعتقل نواب الشعب الفلسطيني، وغيرهم كثير.

وهي ذات الأمة التي تسعى اليوم جاهدة لأن تداوي جراحها وتملك ناصية أمرها في بلادها؛ لتزحف بعد ذلك إلى فلسطين مهللة مكبرة فاتحة بإذن الله.

ومن وجوه دور الأمة:
– الشراكة من التفكير إلى التنفيذ.
– الدعم بالطاقات والكوادر والاختصاصيين.
– يكون كل منكم سفيراً لفلسطين والقدس.
– المشاركة في الأفكار والتخطيط والرأي.

والشعب الصابر الصامد ..
فنحن شعب نصبر على الجوع والعطش والحصار وقلة ذات اليد، ولكن لا نصبر على الضيم والظلم، أي نعم، نحن شعب صابر ولكننا شعب مقاوم ومجاهد أيضاً.

نحن شعب مظلوم يقع تحت الاحتلال، ولكننا شعب أبيّ عزيز النفس مجاهد وصابر، نشكر كل يد تمتد إلينا بالمساعدة كل على قدر طاقته “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها”، ولكننا لا ننحاز إلا إلى الحق والعدل، وبوصلتنا واضحة باتجاه القبلة الأولى .. ونعتقد أن قضية الأقصى والقدس وفلسطين هي القضية الموحِّدة للأمة الموحَّدة، وأن واجب التحرير هو واجبها، وأننا رأس الحربة في هذا المشروع الجهادي المبارك.

فما بالكم بشعب صابر اعتقل أكثر من ثلثه منذ عام 1967 م، على مدى خمسين عاماً، وقدّم مئات آلاف الأسرى، وآلاف الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى.

القدس:
– تهويد القدس وتقسيم الأقصى.
– طرد المقدسيين وإحلال المستوطنين.
– تغيير هوية المكان يستهدف الإنسان والمكان والهوية.
– الاستيلاء على الأملاك، الجدار العازل، محاربة الأرزاق، هدم المنازل، تهويد المناهج.

غزة:
بعد ما يقارب 11 عاماً من الحصار والحروب وحسب التقارير الصادرة عن الجهات الدولية:
– نسبة الفقر 60%، البطالة 43%.
– 80 % من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الخارجية لتوفير سبل العيش الكريم.
– 72 % حجم الأسر التي تعاني انعدام الأمن الغذائي.
– 98 % نسبة تلوث مصادر المياه.

الضفة الغربية:
– إلحاق الاقتصاد الفلسطيني باقتصاد الاحتلال، معدلات الفقر قرابة 20%.
– نواب الشعب الفلسطيني في المعتقلات الصهيونية.

لبنان:
– أقل من 14% من اللاجئين لديهم عقد عمل
– 36 % من الأسر تعتمد على القروض للعيش.
– وتقلص الأونروا من خدماتها!

سوريا:
– يعيش الفلسطينيون في سوريا المأساة بكل فصولها وتلاوينها من حصار وقتل وتجويع ونزوح داخل سوريا وخارجها.

لقد تطورت حماس سياسياً كما تطورت جهادياً وراكمت قدراتها وإمكاناتها في جميع المجالات، وواهم من يظن أن حماس أو الشعب الفلسطيني يمكن أن يتخلى عن مقاومته للاحتلال، فطالما وحيثما وجد الاحتلال فلا بد من المقاومة والجهاد حتى يتحقق النصر والتحرير والعودة إلى أرض الوطن.

أصدرت حماس وثيقتها السياسية في بداية هذا العام معبّرة عن تطور فكرها السياسي وآليات عملها، وموجهة لحراكها السياسي، في ضوء الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة.

ولذلك عندما حاول ترامب أن يجعل حماس إرهابية من قبل الوطن العربي تحركت حماس للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في مقاومة المحتل وتحرير الأرض والدفاع عن الإنسان والمقدسات. وعندما كادت الإجراءات العقابية من أبو مازن تخنق غزة تحركت حماس دفاعاً عن حق أهلنا في غزة بعيش كريم مثل باقي البشر في هذه الدنيا، وكذلك عندما استخدمت ذريعة محاربة الإرهاب لتدمير أحياء مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، وتهجير الناس منه، ومن باقي المخيمات، تحركت حماس دفاعاً عن شعبها وعن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وفي العيش الكريم لحين تحقيق وإنجاز حقهم بالعودة.

وهكذا أينما وُجد شعب فلسطيني ستجد حماس حاضنة له، متبنية لاحتياجاته، محاولة تخفيف آلامه، وتحقيق آماله.

على صعيد المصالحة وإنهاء الانقسام، بذلت الحركة جهوداً كبيرة ومتواصلة وقدمت مصلحة الشعب والقضية على أية مكاسب حزبية تخصها، وما سلسلة الاتفاقيات عنكم ببعيد من اتفاق مكة 2007 إلى القاهرة 2011 والدوحة 2012، ثم اتفاق الشاطئ في إبريل 2014 (تسليم أبو العبد إسماعيل هنية رئيس الحكومةالشرعي والمنتخب طوعاً إلى حكومة وفاق وطني) إلى اتفاق القاهرة الأخير قبل أسبوع بحلّ عمل اللجنة الإدارية للوصول إلى حكومة وحدة وطنية.

نحن عازمون على عدم العودة إلى الانقسام تمهيداً لحوارات فلسطينية شاملة وواسعة تخرج بنتائج عملية لرفع المعاناة والحصار عن شعبنا الصابر الصامد في غزة؛ لأنه يواجه خطراً معيشياً كبيراً يهدف إلى إضعاف عزيمته واحتضانه للمقاومة، ولتوحيد الجهود ضد الاستيطان والتهويد والجدار والاحتلال في الضفة، ولعل اجتماع الفصائل المزمع عقده بالقاهرة في الشهر القادم يضع على جدول أعماله قضايا اللاجئين الفلسطينيين في الخارج عموماً وفي سوريا ولبنان خصوصاً.

أما على صعيد أوضاع اللاجئين في لبنان، وما تتعرض له المخيمات من مخاطر أمنية وتهديدات وجودية، وحملات تهجير منظمة، بالإضافة إلى تشديد الإجراءات حول المخيمات وأبرزها الجدار المحيط بمخيم عين الحلوة، فإننا نؤكد على التمسك بحقوق اللاجئين وفي مقدمتها حق العودة إلى وطنهم، وحق العيش الكريم في أماكن لجوئهم. كما نحرص على استقرار وأمن لبنان (كما باقي الدول العربية والإسلامية) .. ونتابع مع الجهات الرسمية للوصول إلى حلول عاجلة ونهائية لحماية الوجود الفلسطيني في المخيمات وتجنيبها المخاطر الداهمة من إرهاب وتهجير إلى غير ذلك بالحكمة وأقل الأضرار.

ونؤكد أن شعبنا الفلسطيني يعمل جاهداً في كل مكان وبمساعدة ومشاركة من الأمة الإسلامية في الحفاظ على المقدسات في الأقصى والقدس وكل الأرض المباركة، ويبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك .. ونعتقد أن هذا هو واجب الجميع .. وقد استحدث وأنشأ شعبنا في الخارج المؤسسات المتخصصة في كل المجالات لدعم ومساندة أهلنا في فلسطين – كل فلسطين.

كما نعمل ليل نهار في مقاومة المشروع الصهيوني مقاومة شاملة واسعة في الداخل والخارج، فهذه المقاومة في غزة قد ضاعفت إمكاناتها في غزة منذ انتهاء حر ب 2014 أضعافاً كثيرة، وتستعد لأي جولة قد يقوم بها جيش الاحتلال، وسوف تلقنه درساً قاسياً.

وها هي الضفة الغربية تنهض من جديد وتقاوم المحتل بكل ما أوتيت من قوة، وبأقل الإمكانات، وتفاجؤه كل يوم بإبداعات مقاومة جديدة.

وها هو شعبنا الفلسطيني في الخارج يستعد ليوم كريهة .. كما قال عنترة بن شداد:

وإذا الجبان نهاك يوم كريهة
                   فاعْصِ مقالته ولا تحفلْ بها
واخْتَر لنفسك منزلاً تعلو به
خوفاً عليك من ازدحام الجحفل
واقْدِم إذا حق اللقا في الأول
               أو مُتْ كريماً تحت ظل القسطل

ونحن نلاحق عدونا الصهيوني في كل مكان على هذه الأرض، فنلاحق مجرميه ملاحقة قانونية، وندعم مقاطعته اقتصادياً وأكاديمياً، ونعمل على نزع الشرعية عنه، ونطارده في إفريقيا إذ ألغت توغو المؤتمر المزمع عقده هناك، وفي أوروبا وفي الشرق والغرب والجنوب والشمال.

ونتحرك مع كل المؤسسات الدولية، ومع الشعوب الأبية، نفضح الاحتلال وآلته المجرمة، واستيطانه واعتداءه على كل معانى الإنسانية .. ونبرز حقنا في بلادنا وأرضنا ومقدساتنا في كل المحافل الدولية .. ونحشد من حولنا أمتنا العربية والإسلامية بل وكل أحرار العالم ضد وعد بلفور في مئويته، ويستمر دعمنا لأهلنا في غزة والضفة، ونعمل على كسر الحصار وعلى رفع الظلم والقهر عن كل فلسطيني يعيش في هذه الأرض، ونبذل كل ما في وسعنا لتحرير أسرانا البواسل الأبطال بينما نكفل أسرهم من بعدهم ونخلفهم في أهلهم.

وبقدر ما نمتلؤ ثقة وإيماناً بوعد ربنا وحديث رسولنا صلى الله عليه وسلم عن الطائفة المنصورة.

بقدر ما يمتلؤ عدونا شكاً وقلقاً وخوفاً على مصير دولته المزعومة، فآخر ما نقل عن نتنياهو خلال نقاش ديني بمناسبة ما يسمى بعيد العرش خوفه وقلقه أن تلاقي (إسرائيل) مصير مملكة الحشمونائيم التي زالت عن أرض فلسطين بعد 80 عاماً، وأنه يجب العمل بجدّ لكي تحتفل إسرائيل بعيدها المئوي.

أقول لنتنياهو: لا تتعب نفسك، فدولتك إلى زوال، ومملكتكم إلى دمار، وأؤكد لكم أنكم لن تحتفلوا بعيدكم المئوي.

بل اسمع يا نتنياهو وعد ووعيد الملك الجبّار:
 “فإذا ج

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...