نخيل غزة يجود ذهبًا أحمرَ

مع بداية يوم صافٍ وأجواءٍ صباحيةٍ خلابة، في منطقة “مواصي” خانيونس جنوب قطاع غزة، المشهورة بزراعة أصناف البلح والجوافة؛ يتجهز المزارع “سالم” برفقة مجموعة من العمال لبدء موسم طال انتظاره.
فما إن تخرج الشمس من مخبئها، وتلقي بأشعتها على قطوف البلح المتدلية متجهزةً لقطفها؛ يقف الشاب سالم الأغا رفقة أبناء عمه (أحمد ومحمود)، بالقرب من جذوع النخل في أرضهم البالغة عشرة دونمات؛ استعدادا لجني ثمار البلح والرطب.
وكالفتاة التي تتجهز لموعد زفافها؛ تتجهز عناقيد البلح ذات اللون الأحمر لاستقبال جنْي سالم لها، من أجل تصديرها للأسواق المحلية والعالمية.
وعلى أنغام أمواج البحر الذي يطل على الرمال الصفراء، يتأهب الأغا، أمام مرأى مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، لصعود شجرة النخيل، بعد أن ارتدى ما يعرف بـ”المطلاع”، الذي يساعده على تسلق النخلة؛ وفي اليد الأخرى يمسك بالساطور و”المشنة” (وهي عبارة عن وعاء يضع به الرطب).
ويبدأ الأغا ذو الـ30 عاما بهز عناقيد البلح من الرطب وتفريغه في “المشنة”، وإنزاله عبر حبل مخصص ليستلمه العامل، الذي يرتدي كوفية ملونة على رأسه، ويضعه وسط مجموعة من العمال، (يبدؤون بفرزه ووضعه في وعاء خاص به).
وعلى حبل ممتد من الأعلى يمسك العامل علي بطرفه الآخر، لتبدأ عملية تنزيل البلح عبر وضعه على الحبل وتركه لصاحب الخبرة، الذي يوقفه بحرفية قبل وقوعه على الأرض.
وما أن ينتهي “سالم” من قطف ثمار البلح من الشجرة التي يركب على ظهرها، حتى يبدأ باستخدام “المطلاع” مرة أخرى ليساعده على النزول؛ في حين يبدأ العمال بنقل القطوف المقطوعة إلى الشاحنة التي تنتظرهم على بوابة الأرض، تجهيزا لنقله إلى مكان آخر.
ومع انتهاء قطف الثمار تتحرك الشاحنة إلى جمعية خانيونس الزراعية التعاونية للبدء في عمليات الفرز والتعبئة في صناديق خاصة، استعدادًا لتصديره للضفة الغربية، عبر معبر كرم أبو سالم التجاري.
وفي مكان أشبه بالدفيئة الزراعية، يقف مجموعة من العمال منتظرين وصول الشاحنة التي تقل البلح، ليوضَع على طاولة كبيرة، وتبدأ عملية الفرز يدويا باستخدام الأيدي، ومن ثم يعبَّأ في صناديق من الكرتون، ويوضع على “مشاطيح” خاصة؛ إيذاناً بتجهيزه للتصدير.
ويعدّ البلح الحياني، ذو اللون الأحمر من أكثر الأنواع شهرة؛ نظرا لقدرته على معايشة الظروف المناخية السائدة في قطاع غزة، وتحمله ملوحة المياه المتوفرة في الشريط الساحلي.
ويبدأ موسم البلح في قطاع غزة من منتصف أيلول، ويستمر حتى أواخر تشرين ثانٍ، ويمثل مصدر رزق للكثير من المزارعين.

null

null

null

null

null

null

null

null

null

null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

15 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....