الأربعاء 26/يونيو/2024

بين روايتين.. هل أصابت دفاعات الأسد مقاتلة إسرائيلية؟

بين روايتين.. هل أصابت دفاعات الأسد مقاتلة إسرائيلية؟

قبل أيام، أجرى وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، زيارة إلى الكيان الصهيوني، وسط توتر بين الجانبين على خلفية الملف السوري.

وفي اليوم الذي وصل فيه شويغو إلى الكيان، الاثنين، نقلت مجلة “ساوث فرونت”، المختصة بتحليل المعلومات الاستخبارية، عن جيش الاحتلال أنه تمكن من تدمير بطارية دفاع جوي سورية، من طراز S-200، قرب العاصمة دمشق، بعد أن استهدفت مقاتلة إسرائيلية كانت تحلق في أجواء الجنوب اللبناني.

وأضاف الجيش أن الصاروخ السوري لم يصب هدفه، فيما ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن البطارية التي تم تدميرها هي ذاتها التي حاولت استهداف مقاتلات إسرائيلية في مارس/آذار الماضي.

من جانبها، أكدت دمشق الهجوم الإسرائيلي، ووقوع خسائر مادية، كما أكدت أنها استهدفت طائرة حربية إسرائيلية اخترقت الأجواء السورية على الحدود مع لبنان في منطقة بعلبك، وذلك في تمام الساعة 8:51 من صباح الاثنين بالتوقيت المحلي.

ونقل تقرير لمجلة “غلوبل ريسيرتش”، أمس الأول الأربعاء، عن محللين سياسيين إسرائيليين، أن حكومة الاحتلال ربما تكون تعمدت استفزاز النظام السوري، لتستعرض قدراتها في تجنب دفاعاته، بل وتدميرها، بحضور وزير الدفاع الروسي.

قد يكون الاحتلال بالفعل قام بذلك الاستفزاز متعمدًا، فهو نفذ الكثير من عمليات الاختراق والاستهداف مؤخرًا، كما أن روايته بشأن فشل الدفاعات السورية في إسقاط مقاتلته قد تكون صحيحة كذلك، بالنظر إلى قدم منظومة S-200، التي يعود تطويرها إلى الاتحاد السوفييتي.

ولكن ساعات لم تمر على الحادثة حتى تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن مقاتلة من طراز F-35 أصبحت خارج الخدمة، نتيجة حادث تصادم مع “طيور” أثناء رحلة تدريب، وذلك قبل أسبوعين، إلا أن البلاغ عنه لم يصدر إلا في ذلك اليوم، دون أن يقدم أي مصدر صورًا لتلك المقاتلة، أو الأضرار التي خلفها حادث “الطيور”.

ولفت تقرير “غلوبل ريسيرتش” أن تلك الرواية لابد أنها كاذبة، فقد أثبتت تقارير اختبار تلك المقاتلة الصادرة عن الشركة المصنعة لها، “لوكهيد مارتن”، عام 2009، نجاحها في اختبار حوادث التصادم مع الطيور، وذلك بفارق كبير مقارنة بأغلب المقاتلات الأخرى حول العالم.

كما أن F-35 هي المقاتلة الأعلى ثمنًا في العالم، وبلغت تكلفة تطويرها حتى الآن 406.5 مليار دولار، ويبلغ معدل سعر الطائرة الواحدة أكثر من 100 مليون، ويعد الكيان أهم زبائنها، وتمتلك حاليًّا 7 منها، على أن تتسلم 50 أخرى، دفعت تكلفتها بالفعل، بحلول عام 2027، بحسب تقرير نشرته مجلة “فلايت غلوبال” منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.

وسواءٌ أصابت الدفاعات السورية الطائرة، أو ارتطمت بالطيور، فإن الحادث محرج في الحالتين للكيان، بحضور “شويغو”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات