الأحد 04/مايو/2025

كردستان سبقت جنوب السودان.. الانقسام قبل قيام الدولة

كردستان سبقت جنوب السودان.. الانقسام قبل قيام الدولة

قبيل توجه أكراد العراق إلى صناديق الاستفتاء على انفصال إقليمهم عن بغداد، في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، حذرت العديد من التقارير من مصير دولة جنوب السودان.

ففي عام 2011، انفصلت جوبا عن الخرطوم، وعمت الاحتفالات مدن الجنوب، إلا أن عامين لم يمرا حتى دخلت البلاد في حرب السلطة، علاوة على تردي الأوضاع الصحية وتفشي المجاعة، وفشل السلطات في استغلال ثراء البلاد بالنفط وغيره من الموارد، خصوصًا بسبب افتقارها لمخرج بحري أو وسيلة للتصدير إلى الأسواق العالمية، وكل ذلك دون اكتراث من الغرب الذي شجع الجنوبيين لعقود على الانفصال.

إلا أن التقارير التي سلطت الضوء على أوجه الشبه بين حالتي كردستان وجنوب السودان، ومنها تقرير لمجلة “غلوبال بوليسي” بعنوان “الصراع النفطي والاستقلال الكردي”، لم تكن تتصور أن الصراع بين الأطراف الكردية سيبدأ قبل قيام دولتهم.

ففي مطلع الأسبوع الجاري، وخلال ساعات قليلة، بسطت قوات الحكومة الاتحادية سيطرتها على مدينة كركوك، المتنازع عليها مع الإقليم، منهية سيطرة أربيل عليها منذ 3 سنوات، ما دفع صحيفة “الأبسرفتور” الفرنسية للتساؤل عن أسباب سرعة سقوط المدينة التي كانت توفر 40% من عائدات أربيل من النفط.

من جانبها، أجابت صحيفة القدس العربي على ذلك التساؤل بالإشارة إلى أنباء عن اتفاق جرى مع “بافيل” نجل الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني، زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ثاني أكبر حزب كردي بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يقوده رئيس الإقليم، مسعود بارزاني.

وبموجب ذلك الاتفاق، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر كردية، انسحبت جميع العناصر التابعة لطالباني من مواقعها في كركوك دون قتال، فيما اتهمت أوساط في الحزب الديمقراطي عائلة طالباني بتسليم المدينة مقابل وعود بنيل حصة من عائدات نفطها، وهو ما أكده بارزاني ضمنًا في تصريح قال فيه: إن “ما حدث بكركوك سببه قرارات فردية لأطراف كردية”.

من جانب آخر، فإن ما دفع حزب طالباني لتلك الخطوة، إن صحت تلك الأنباء، هو بالتأكيد اتهاماتها القديمة المستمرة لبارزاني بالاستئثار بالحكم، ورفض التخلي عن الكرسي وهو الذي انتهت مدة رئاسته الإقليم عام 2013، بالإضافة إلى استئثاره بعائدات النفط، وهو ما اتخذه حزب الاتحاد الوطني مبررًا للسيطرة على شركة نفط الشمال بكركوك بقوة السلاح، في مارس/آذار الماضي.

وفي استباق لانفلات الأوضاع داخل الإقليم، وعقب نشوب اشتباكات بين مقاتلين من الطرفين الكرديين، سارعت مختلف الأطراف الكردية، بما فيها الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، إلى التحذير من حرب أهلية، إلا أن الوضع قد ينفجر في أي لحظة، بالنظر إلى تاريخ صراعات الفريقين الطويل، على النفوذ والسلطة والقوة، وخصوصًا على النفط، وبدء تلاشي أمل الانفصال بعد أيام قليلة من الاستفتاء عليه.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات