الإثنين 12/مايو/2025

من درعا إلى غزة.. تعرف على القصة المؤلمة لخلود

من درعا إلى غزة.. تعرف على القصة المؤلمة لخلود

كل ما كانت تتمناه المواطنة السورية خلود أن تصل مع زوجها وأبنائها بسلام بعد أن هربت من أتون الحرب الطاحنة في مدينة (درعا) السورية حتى وصلت غزة وعاشت حصارها ومعاناتها.
 
مضت سنوات على أسرة المواطن عامر فورة (41 عاماً)، نصف مستقرة بعد أن حصل على فرصة عمل مؤقتة من الحكومة بغزة، وبعد حرب عام 2014 بدأت حياته فصلاً جديداً مع مرض زوجته العضال.
 
وتعاني السيدة خلود الحمود (40 عاماً) من مرض في الأعصاب حسب تشخيص آخر الأطباء، أدى لشلل في أطرافها كافة، وصعوبة في التنفس ما ألزمها الإقامة في مستشفى الوفاء بشكل دائم، وهي بحاجة عاجلة لعلاج من المرجح أن يحسن حالتها الصحية.
 
 الإقامة في المستشفى
يتغلب صوت جهاز التنفس الاصطناعي على كلام زوجها السيّد عامر فورة في حجرة المستشفى التي أضحت محل إقامتها الدائم مع زوجها وأبنائها الخمسة.

يقول فورة لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“: “عدت لغزة قبل 5 سنوات بعد أن ولدت وعشت في درعا كلاجئ فلسطيني، وهربت من الحرب إلى مصر ثم دخلت غزة بعد أن رفضت ركوب البحر والمخاطرة بحياة أسرتي مهاجراً لأوروبا”.
 
عاش فورة في غزة وبعد حرب 2014 بثلاثة أشهر بدأت زوجته تشعر بآلام في يدها دفعته لزيارة كثير من الأطباء دون معرفة سبب فقدانها الحركة فيها، حتى تطورت الحالة، وأصيبت بشلل في أطرافها الأربعة.
 
ويتابع: “شخصها طبيب أعصاب بعد فترة أنها مصابة بمرض أعصاب، وناشدت كل المسئولين لتتعالج لكنها بعد شهور تدهورت ووصلت الموت السريري خمسة أيام، حتى سافرنا بمشقة لمستشفى في الداخل المحتل وبدأت تتحسن قليلاً”.
 
صنع الأطباء ثقباً في رقبتها لتتمكن من التنفس عبر جهاز تنفس خاص يعمل على الطاقة الكهربية ولا يفارقها مطلقاً، وقرروا حاجتها لغسيل دم بشكل متكرر في حين عادت تتكلم وتأكل الطعام بصعوبة.
 
عاد فورة بزوجته إلى غزة، وكانت أحواله المادية قد ساءت للغاية وهو عاطل عن العمل، فاضطر للمكوث في مستشفى الوفاء بمدينة الزهراء، وتعاطفاً مع حالته خصص المستشفى له حجرة يعيش فيها مع زوجته وأبنائه.

خطر الموت
تضم حجرة عائلة فورة ثلاثة أسرّة تلازم أحدها زوجته التي يرعاها عامر طوال اليوم للحفاظ على جهاز التنفس الاصطناعي يعمل، في حين تتبعثر في المكان كتب وقرطاسية لأبنائه في المرحلتين الثانوية والابتدائية.
 
ويتابع: “نعيش هنا، وإذا انقطعت الكهرباء دقائق ممكن تموت زوجتي، وأخبرني الأطباء أنها مصابة بفيروس في الدم، وهي بحاجة لغسيل دم بلازما فريزز موجود في فلسطين المحتلة وغير موجود بغزة”.
 
وعلم مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” بعد تواصله مع أطباء ومختصين تابعوا حالتها ونسقوا لدخولها للمستشفيات الإسرائيلية، أنها لازالت مدرجة على تحويلة علاج لمستشفى (ايخلوف) قسم الأعصاب ولم يقرر الاحتلال موعد دخولها حتى الآن.
 
معاناة متجددة
يصف عامر حياة أسرته بالمأساوية؛ فأطفاله عاشوا سنين من عمرهم في المستشفى وحرموا من حياة طبيعية، ما جعل كل شيء في تفاصيل اليوم قاسيا.
 
ويضيف: “رمضان صعب والعيد صعب.. كل شيء صعب.. رغم أن إدارة وممرضين المستشفى يراعوننا ويتعاملون معنا بشكل ممتاز لكني أصبحت أجد شرب الماء صعب من مرارة المعاناة”.
 
اضطر ابنه البكر أحمد للعمل حتى يعيل أسرته، في حين يلازم عامر زوجته ويتولى رعايتها منذ ثلاث سنوات، وهو دائم التواصل مع أهله وأهلها في درعا.
 
يصل ضرغام (17 عاماً) من المدرسة الثانوية خلال المقابلة الصحفية، يضع حقيبته جانباً، ويلازم سرير أمه، رافضاً الإفصاح عن مشاعره التي اختنقت في حلقه.
 
يتولى ضرغام في الثانوية العامة رعاية وتعليم أشقائه الأصغر سنًّا؛ خاصةً سعد في الصف الرابع وهو لا يجد فائدة من تكرار المناشدات بمساعدة أمه في العلاج، ما أدى لرفض خلود نفسها تكرار المناشدة محبطةً من الواقع.

ويجدد عامر مطالبته للمسئولين كافة في أجواء المصالحة بضرورة الإسراع في علاج زوجته لأنها حالتها بدأت تتدهور، وقد أخبره الأطباء أن مستشفيات الداخل المحتل من المرجح أن تنقذ حياتها التي أصبحت مهددة بالموت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....