الأحد 23/يونيو/2024

مفاحم يعبد.. لقمة العيش من الشحبار

مفاحم يعبد.. لقمة العيش من الشحبار

تشتهر بلدة يعبد غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية منذ قرون طويلة بالذهب الأسود “الفحم”، حيث ترافق نبتة الدخان الزائر خلال تجواله في البلدة، إذ يزرعها الأهالي على الممرات المحاذية للبيوت، كما أنها تعدّ مصدر رزق أساسيا للسكان.

وبحسب عضو مجلس بلدي يعبد كامل أبو شملة، فإن قرابة الألف نسمة من سكان البلدة والقرى المحيطة يستفيدون من المفاحم؛ لكونها تساهم في تشغيل عدة جهات منها ورش تقطيع الحطب وسائقو الشاحنات وصهاريج المياه، حتى إن الموظفين وطلبة المدارس والجامعات لهم نصيب من الاستفادة من هذه المهنة.


null

 
معلم اقتصادي

ويشير أبو شملة أن صناعة الفحم إحدى معالم اقتصاد يعبد، منبهاً إلى أن المواطنين يعملون في أراضيهم المملوكة لهم، وهناك استهداف “إسرائيلي” للبلدة في جميع الحالات، مطالبا الجهات المسؤولة بحماية البلدة من اعتداءات الاحتلال المتكررة، وتعزيز صمود سكانها، سيما وأن وجود مستوطنة “دوتان” يشكل مصدر تهديد مستمر للبلدة.

ويؤكد أبو شملة أن هدف الاحتلال من المضايقات هو ضرب اقتصاد البلد ولجوء أهله إلى العمل في قطاعات أخرى أقل مردوداً، “حيث يعد فحم يعبد الأول في فلسطين، بل يكاد الأول عربياً من حيث الجودة وهذا ما لا تريده إسرائيل”.


null

ويشتكي أحد العاملين في مجال الفحم منصور أبو بكر من المضايقات التي يمارسها الاحتلال ضدهم، بطرد العاملين مرة وبالتهديد مرة أخرى وبمنع الحطب مرة ثالثة، منبهاً بأنه بسبب المضايقات المستمرة منهم رحل معظم أصحاب المنشآت إلى الجهة الغربية من البلدة، ولم يبقَ إلا القليل حيث بلغت في الوقت الحالي عدد المنشآت القريبة من الشارع الرئيس 17 ورشة فقط.

وأوضح أبو بكر أن سبب استهداف المفاحم في يعبد جاء بعد شكاوى قدمها مستوطنون قاطنون في مستوطنات جاثمة على أراضي يعبد وبرطعة الشرقية لحكومة الاحتلال، مفادها أنهم متضايقون من الدخان الناتج عن المفاحم، ولا يعيشون بسلام.


null

تهديدات الاحتلال

وتعدّ بلدة يعبد أولى بلدات الضفة المنتجة للفحم النباتي، لكن مضايقات الاحتلال المستمرة عملت على القضاء على هذه الصناعة، وتشريد العاملين وطردهم من أماكن عملهم ومصادرة الحطب والفحم المنتج، وتقديم تهديدات لمن يحاول العودة للعمل مرة أخرى، بحجة أن دخان المفاحم يؤثر على البيئة سلبا ويضر بصحة المستوطنين.

null

وتشغل مفاحم يعبد، كما تشير معطيات المجلس البلدي قرابة 500 إلى 600 عامل، مهددون حالياً بالبطالة، وكان عددها قبل 2014 يبلغ 150 مفحمة إلا أنها قلت إلى 40 مفحمة فقط جراء ملاحقة الاحتلال حاليا والسلطة سابقا.

ويؤكد أهالي البلدة أن هذه المنشآت كانت تحقق اكتفاءً ذاتيا في فلسطين من حيث الفحم إلى جانب التصدير إلى “إسرائيل” والأردن، أما بعد 2014 فأصبحت هناك حاجة لاستيراد الفحم من مصر والأردن.


null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات