الخميس 27/يونيو/2024

آن أوان الحديث مع حماس

عمر عياصرة

غاب الأردن عن ترتيبات غزة الأخيرة (المصالحة الفلسطينية)، ويجب أن لا يغيب، فهناك طبخة تطبخ غربي النهر لا يستوي معها إلا أن نكون قريبين وجالسين مباشرة فوق الطاولة.

في السابق، استغربنا قطيعة الأردن مع حماس، لكنها عند البعض متفهمة، أما اليوم فاللعبة لا تحتمل استمرار العمل بالأدوات العتيقة، فالمنطقة مرنة، تتغير فيها التحالفات بسرعة، ولم يعد من المجدي أن لا يتحدث طرف مع آخر.

مصر بنظامها الحالي، تصنف الإخوان المسلمين كإرهابيين، وتزج الآلاف منهم في السجون، ورغم ذلك قررت بضغط مصالحها العليا وانسجاما مع رغبتها بلعب دور إقليمي، قررت الانفتاح على حماس بالشكل الذي راقبناه أخيرا في غزة.

مصر بنظامها الحالي، تصنف الإخوان المسلمين كإرهابيين، وتزج الآلاف منهم في السجون، ورغم ذلك قررت بضغط مصالحها العليا وانسجاما مع رغبتها بلعب دور إقليمي قررت الانفتاح على حماس، الأردن أولى من مصر بذلك، والتوقيت أكثر الحاحا كي نذهب بهذا الاتجاه

الأردن أولى من مصر بذلك، والتوقيت أكثر إلحاحا كي نذهب بهذا الاتجاه، فنحن معنيون بالاشتباك العملي الحيوي مع المشهد الفلسطيني، فعلينا أن نراقب ونتابع ما سيجري على طاولة الصفقات، حيث كلما غبنا أكثر كانت الحلول على حسابنا أكثر.

لم تعد السلطة (حركة فتح) هي اللاعب الرئيس في المشروع الوطني الفلسطيني، بل لم تعد هي الورقة الوحيدة الناضجة على طاولة التفاوض، كما أن العالم وأميركا و”إسرائيل” تعترف بفعالية كل أطراف المشهد الفلسطيني وتلقي لها بالا.

من هنا، وبعيدا عن حسابات الداخل الأردني المرتبطة بالعلاقة مع الحركة الإسلامية، والتي يشوبها التوتر والصراع، أرى أن الأردن مطالب وطنيا بالانفتاح على حركة حماس مباشرة وبدون وسيط، فذلك مفيد لنا في المشهد الفلسطيني، ويمكن له أن يجعلنا أكثر قدرة على المناورة والحركة والمعرفة بما يجري غربي النهر.

علينا تجاوز عقدة إدارة الظهر للإسلاميين، فحماس الآن لاعب لا يمكن تجاهله، وحلفاء الأردن الذين تمت مجاراتهم في النفور من الإسلاميين، نراهم يقيمون علاقة وتفاهمات مع حركة حماس، وقد آن أوان الاقتناع بأننا أولى منهم بكل ذلك.

المصدر: السبيل

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات