السبت 29/يونيو/2024

بعد زيارة الملك سلمان التاريخية لموسكو.. هل تبتعد الرياض عن واشنطن؟

بعد زيارة الملك سلمان التاريخية لموسكو.. هل تبتعد الرياض عن واشنطن؟

أحدثت زيارة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى روسيا مؤخرًا، ضجة كبيرة في الإعلام العربي والعالمي، وهي بالفعل تستحق ذلك الزخم، فهي الأولى من نوعها لملك سعودي.

فلطالما وقفت السعودية على الطرف النقيض لروسيا، أي إلى جانب الولايات المتحدة، خصوصًا في مرحلة الحرب الباردة، حيث أولت واشنطن منطقة الخليج أهمية كبرى في اعتباراتها الاستراتيجية، في وقت كانت تمثل فيه موسكو عاصمة الشيوعية في العالم، فيما تحولت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي إلى منافس للرياض في السيطرة على أسواق النفط، ليستمر بذلك التنافر بينهما.

كما أن الزيارة تأتي في مرحلة تشهد فصولًا جديدة للخلاف بين الجانبين، أبرزها الملف الإيراني والأزمة السورية، وبعد أقل من عام على تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة، وإظهار الرياض اهتمامًا كبيرًا بتوثيق علاقتها بإدارته، الأمر الذي ظهر جليًا في الحفاوة التي حظي بها في الرياض، قبل أشهر، في أولى جولاته الخارجية.

وقد أرجعت عدة تقارير إقدام العاهل السعودي على الزيارة، بالرغم من جميع الاعتبارات السابقة، إلى حاجة الطرفين للتنسيق في ملف النفط، والسيطرة على نزيف أسعاره، فيما أضاف تقرير لوكالة “إن بي سي” الأمريكية، في 6 أكتوبر/تشرين ثاني الجاري، دافعًا آخر، وهو اهتمام الرياض بإنهاء الدور الإيراني في الملف السوري، وإشراكها في إدارة عملية إنهاء الأزمة.

بالتأكيد حلت تلك الملفات على أجندة الزيارة، إلا أن الدافع الأهم، بحسب تقرير نشره موقع إذاعة “صوت أمريكا” الحكومية، أمس الأول السبت، هو إرسال رسائل إلى الحليف التقليدي، واشنطن.

فقد عقد العديد من حلفاء واشنطن التقليديين الكثير من الآمال على رحيل باراك أوباما، الذي شهدت سنوات رئاسته الولايات المتحدة الثمانية تحولات جذرية في توجهات واشنطن، بدءًا بعقد الاتفاق النووي مع إيران، مرورًا بالانسحاب من العراق وأفغانستان، ونقل مركز الاهتمام الاستراتيجي من الشرق الأوسط إلى جنوب شرق آسيا، وليس انتهاءً بغض الطرف عن التدخل العسكري الروسي في سوريا.

إلا أنه سرعان ما تبين أن الأمر لم يكن مرتبطًا بأوباما وإدارته إلى ذلك الحد، بل إن الكثير من الحسابات تغيرت، ومنها تراجع أهمية النفط مع اكتشاف أمريكا مصادر أخرى له لديها، ما أدى إلى انخفاض أسعاره وتراجع أهمية الدول المصدرة له من الناحية الاستراتيجية، وتعاظم أهمية تحجيم الصين على الساحة الدولية، وغيرها من الحسابات التي انعكست سلبًا على أهمية الشرق الأوسط، وخصوصًا السعودية، لدى البيت الأبيض.

وبالتالي فإن الرياض معنية بكل ما من شأنه إعادة التحالف معها إلى أهميته المعهودة بالنسبة لأمريكا، وإن استخدمت في سبيل تحقيق ذلك وسائل متنوعه، كما أنها معنية، في الوقت نفسه، من خلق علاقات استراتيجية، تعوض بها الدور الأمريكي، في حال عجزت عن استرجاعه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات