الأحد 23/يونيو/2024

تباشير المطر.. سعادة واستبشار بموسم زراعي وفير

تباشير المطر.. سعادة واستبشار بموسم زراعي وفير

بقدر ما مرت به فلسطين من حر الصيف، كانت الفرحة بنزول أولى قطرات المطر كبيرة، وكان الأمل والاستبشار ظاهرين على وجوه الناس وفي أحاديثهم.

الثمانيني يوسف ياسين من عصيرة الشمالية، شمال مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، لم يمنعه تقدمه في السن من الخروج إلى العراء صباح اليوم الاثنين، ولم يتمالك نفسه من الضحك وقد بللت مياه الأمطار ملابسه.

وبالنسبة لياسين الذي يمتلك عدة دونمات مزروعة بأشجار الزيتون، فإن نزول المطر في هذا الوقت يحمل في طياته البشرى بموسم مليء بالخيرات.

وقال ياسين لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “عشنا أياما قاسية هذا الصيف، وكنا نخشى أن يستمر الجفاف حتى وقت متأخر كما حصل في السنوات الأخيرة الماضية”.

وأعادت قطرات المطر ياسين عقودا إلى الوراء حينما كان فتى يافعا، حيث يذكر كيف كان الناس يخرجون من بيوتهم في مثل هذه الأجواء، ليستقبلوا بالأهازيج هذا الزائر الذي غاب عنهم طوال أشهر الصيف.

فوائد جمّة
ويترك نزول المطر في هذا التوقيت فوائد بالغة على الزراعة في فلسطين، وفي مقدمتها قطاع الزيتون، ولهذا فإن غالبية المزارعين يؤخرون قطاف زيتونهم إلى ما بعد أول نزول للمطر.

ويبين مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة المهندس رامز عبيد أن نزول المطر بكميات كافية يساعد في غسل أشجار وثمار الزيتون، ويزيل الشوائب التي علقت بها خلال الصيف، ما يسهل على المزارعين عملية القطاف.

وأوضح لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن كميات الأمطار التي هطلت في هذا اليوم كانت جيدة، حيث تراوحت ما بين 20-30 ملم، وهذا مناسب جدا لشجرة الزيتون في هذا التوقيت، ومن شأنه أن ينعكس إيجابا على حجم الثمرة وكمية الزيت المستخرج منها.

وأضاف أن أشجار الزيتون تحتاج إلى مدة لا تزيد عن ساعتين لترتوي بهذه الأمطار، فتنتعش وتتهيأ للموسم القادم، وهو ما يبشر بحمل جيد لها في السنة القادمة.

وأشار إلى أن قطاع الزيتون في فلسطين يعتمد كليا على الأمطار، وبسبب طول فترة الجفاف التي امتدت هذا العام من شهر شباط/ فبراير حتى أواسط تشرين الأول/ أكتوبر، فقد تضرر هذا القطاع كثيرا، حيث أثر الحر الشديد على نضج ثمار الزيتون، والتي بدا عليها مظاهر نضج كاذب.

وقال: إن هذه الأمطار تفيد كذلك جميع المزروعات البعلية التي تعتمد على مياه الأمطار، وتعيد الحياة للتربة من خلال نمو بعض الأعشاب والبكتيريا والفطريات المفيدة، وتسهل حركة الديدان والحشرات النافعة.

سيدة الأطباق
ويرتبط بنزول المطر والأجواء الباردة، مجموعة من الأطعمة والأكلات الشعبية التي تشتهر في فلسطين، وتتربع شوربة العدس على قائمة تلك الأكلات.

وتقول “أم ثائر” من مدينة نابلس لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: إن أول ما تبادر إلى ذهنها مع سماعها لصوت قطرات المطر وهي تتساقط على نافذة المنزل، تجهيز قدر كبير من شوربة العدس قبل عودة أبنائها من المدرسة.

وتصف شوربة العدس بسيدة الأطباق في هذه الأجواء، وبأنها وجبة غداء معتبَرة، لكنها لا تكتمل إلا وبجانبها بعض الخضراوات من خيرات هذه الأرض، مثل الفجل والفلفل الأخضر والبصل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات