الأحد 30/يونيو/2024

لماذا تحتاج أوروبا إلى تركيا أكثر من أي وقت مضى؟

لماذا تحتاج أوروبا إلى تركيا أكثر من أي وقت مضى؟

شهدت العلاقات التركية الأوروبية توترًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، على خلفية المماطلة في ضم أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي (منذ ثلاثين عامًا)، وهو ما تصاعد بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، مع دخول ملفات أخرى إلى مربع الخلاف.

آخر محطات ذلك التوتر تمثل في الاتهامات المتبادلة بين أنقرة وعواصم في القارة باستخدام ورقة العداء للآخر في حشد الأصوات، سواءً في الاستفتاء الذي أجرته تركيا على إصلاحات دستورية في أبريل/نيسان الماضي، أو في الانتخابات التي أجريت في عدة دول أوروبية، كان آخرها في ألمانيا، مطلع هذا الأسبوع.

وبالرغم من ذلك، فإن عدة تقارير كشفت عن حاجة أوروبا الملحة إلى حليف تركي، على جبهات متعددة، الأمر الذي ربما يعني أن ما يجري حاليًا إنما هو محاولة من كلا الطرفين الحصول على أكبر عدد ممكن من المكاسب من تلك الشراكة بأقل التكاليف.

وأشارت عدة تقارير، منها الصادر عن شبكة “إن بي آر” الأمريكية، في مارس/آذار 2016، أن أوروبا بحاجة إلى أنقرة في معالجة أزمات الشرق الأوسط، التي تؤثر على دول القارة من حيث تدفق اللاجئين، والتي منحت روسيا موطئ قدم في محيط البحر الأبيض المتوسط.

إلا أن التلكؤ الأوروبي في تقديم دعم حقيقي لأنقرة للتعامل مع تلك الملفات، دفع الأخيرة إلى التشكيك في نوايا القارة، بل وإلى اتخاذ خطوات في الاتجاه الآخر، حيث خطت خطوات مهمة نحو التقارب مع موسكو بخصوص أزمة سوريا، كان أبرزها التدشين المشترك لمسار تسوية سياسية بين مختلف أطراف الأزمة، في يناير/كانون ثاني الماضي، أجريت أحدث جولاته منتصف سبتمبر/أيلول الجاري، في العاصمة الكازاخية أستانة.

من جانب آخر، فإن تعزيز روسيا وجودها في منطقة البحر الأسود، من خلال ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، وتوسيع أسطولها في مياهه، يحتم على أوروبا اتخاذ خطوات سريعة لدعم الدول الأوروبية الأخرى المطلة عليه، وخصوصًا رومانيا وبلغاريا، قبل أن تفقدها لصالح المعسكر الروسي.

ويزعم تقرير لـ”مركز دراسات أوروآسيوية”، نشر في مارس/آذار الماضي، أن تركيا تمتلك مفاتيح تحقيق توازن في المنطقة، فهي تمتلك أطول ساحل على البحر الأسود، وبوابته الوحيدة، مضيق البسفور، علاوة على امتلاكها أقوى أسطول حربي في البحر الأسود، الأمر الذي قد يتراجع مع عمل موسكو الدؤوب، مؤخرًا، على تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، ما لم يقدم حلف الناتو والاتحاد الأوروبي دعمًا حقيقيًا لدول المنطقة، وخصوصًا تركيا.

من جانب آخر، لفت تقرير نشره موقع منتدى الاقتصاد العالمي، مطلع الشهر الجاري، إلى أهمية موقع تركيا بالنسبة لأوروبا في ملف الطاقة، حيث عبرها يمكن لدول القارة تنويع مصادر النفط والغاز الطبيعي، والتقليل من الاعتمادية الكبيرة على روسيا، وذلك من خلال مد أنابيب من وسط آسيا وأذربيجان وإيران والعراق عبر تركيا إلى أوروبا.

أخيرًا، فإن تركيا تعد سوقًا كبيرة ومهمة للدول الأوروبية، ويعد الاتحاد أكبر شريك تجاري لأنقرة، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 180 مليار دولار سنويًا، بفائض لصالح الجانب الأوروبي بنحو 15 مليارًا، بحسب البيانات الرسمية التركية لعام 2015، الأمر الذي يمكن أن يشهد مزيدًا من الازدهار مع تقدم نمو الاقتصاد التركي وتزايد عدد السكان، وبالطبع في حال حافظت أوروبا على تحالفها مع أنقرة، في وقت تضيق فيه الأسواق العالمية، وتنتشر الأزمات المالية والاقتصادية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات