كنعان تنقل الزراعة الفلسطينية للعالمية..تعرف على عملها؟

يحيون يوم “الجاروعة” (مهرجان نهاية موسم الزيتون) سنويا، في مهرجان كبير لإعادة إحياء تقليد تراثي في فلسطين، بحضور ممثلين عن قناصل الدول ومؤسسات ومزارعين، تاركين بصمة في تطوير وتسويق الزراعات التقليدية الفلسطينية.

لم تتوقف خطوات مركز “كنعان” في جنين، عند إحياء التقاليد التراثية، بل برع بتنظيم وتجديد الزراعات العضوية في فلسطين ونقلها إلى الأسواق العالمية، كنموذج ريادي فريد، ضمن ما يعرف بمفهوم “التجارة العادلة”، الذي نشط في العقد الأخير، وعملت به العديد من  الشركات والمؤسسات الفلسطينية في مختلف المنتجات،( الزيت، والزيتون، والتمور، والبقوليات)، وغيرها.

وتدير “كنعان” مصنعا في بلدة برقين غرب مدينة جنين، يرفده نحو ألفين من المزارعين في المحافظة، في تعاون بين مزارعي، الزيتون واللوز والفريكة وغيرها، إذ تصنع وتعبأ وفق أعلى المواصفات وتصدر لأمريكا وأوروبا.

ويشير المزارع برهان ياسين، لمراسلنا، إلى أن نمط “التجارة العادلة” كان مشجعا للمزارعين لتسويق منتجاتهم بأسعار منصفة ثابتة تضمن لهم الربح، “كما أنها أدخلتهم في دائرة الزراعة العلمية العضوية التي تجعلهم يخرجون منتجهم بجودة عالية وفق مواصفات عالمية”، فزيت الزيتون العضوي يتطلب عناية من المزارع طوال الموسم، دون استخدام أي نوع من المواد الكيماوية، لكي ينجح في فحص التصدير بنسبة الحموضة المقبولة دوليا.

جانب من منتجات كنعان
ويستعرض الدكتور ناصر أبو فرحة، مدير شركة كنعان للتجارة العادلة، نجاحات مؤسسته، التي وصل إنتاجها إلى (17) دولة عبر العالم، وتضم نحو (1700) مزارع يوردون منتجاتهم إليها.

ويشير، لمراسلنا، إلى أن “التجارة العادلة” حركة دولية تضم ملايين الناس عبر العالم، بهدف تعزيز صمود ودعم صغار الفلاحين في الدول النامية، “بشراء منتجاتهم بأسعار تفضيلية”.

ويضيف: “شركات التجارة العادلة تتعامل مباشرة مع المزارعين، وتسعى إلى تطوير مواصفات منتجاتهم الزراعية، حتى تصبح وفق مواصفات التصدير العالمية، وتوصلها بعد ذلك للأسواق العالمية”.

وحول منتجات “كنعان”، يشير “أبو فرحة”، إلى أنها تشمل الزيت والزيتون بمشتقاته، واللوز والفريكة والعسل وصابون زيت الزيتون، وتنتشر في (37) تجمعا سكنيا غالبيتها في محافظة جنين.

وحصدت “كنعان ” خلال مسيرة عملها جوائز محلية وعالمية، كان آخرها جائزة المصدر الفلسطيني الأول للقطاع الزراعي لعام 2016، وجائزة العالم الموحد للزراعة العضوية، وسلمت مؤخرا في حفل أقيم في مقاطعة بافاريا في ألمانيا.

تطوير مستمر 
وتضم كنعان مصنعا يعد الأحدث في الشرق الأوسط، لتقشير وتعبئة اللوز الفلسطيني، وإعداده بشكل يؤهله للتصدير والمنافسة عالميا، في مسعى لإعادة تأهيل قطاع اللوز، “الآخذ بالتناقص في فلسطين”.

المزارع رفيق حسين، أحد هؤلاء المزارعين الذين دخلوا معترك زراعة اللوز، بالتعاون مع “كنعان”، يصف تجربته، “إن زراعة اللوز لم تكن ضمن أولوياتي، فهو غير مجد اقتصاديا، استنادا إلى الطريقة التي يزرع بها، ويباع لدينا محليا، ولكن منذ بداية تجربتي الأخيرة مع كنعان زرعت أرضي باللوز قبل عدة أعوام، وبدأت بتصدير منتجي منه بنجاح”.

وعملت ” كنعان” على تشجيع زراعة اللوز من صنف “حسن الأسعد”، (صنف ذو إنتاج كبير ومطلوب عالميا)، وتضم شبكة كنعان لزراعة اللوز (200) مزارع يملكون نحو خمسة آلاف دونم، والعدد والمحصول في تطور مستمر.

وأمام تجربة ” كنعان ” وتجارب القطاعين الخاص والأهلي والتعاوني في تطوير الزراعات الفلسطينية وإيصالها إلى الأسواق العالمية، يبقى دور وزارة الزراعة ضعيفا يراوح مكانه بحاجة إلى تطوير، ففلسطين كدولة زراعية، لا تتعدى ميزانيته “الأخيرة” فيها 1%، ما يظهر غياب أولوية دعم القطاع الزراعي بفلسطين.