الأربعاء 26/يونيو/2024

القسامي حسان.. والد الشهداء يرتقي بعدما تنسم الحرية

القسامي حسان.. والد الشهداء يرتقي بعدما تنسم الحرية

بعد رحلة جهادية كبيرة تخللها ربع قرن في سجون الاحتلال، ودّع الأسير المحرر محمد محمد شحدة حسّان (61 عامًا) الدنيا، بعد فترة علاجية لعدة أشهر جراء مرض السرطان.

وحسّان من محرري صفقة وفاء الأحرار التي أبرمتها المقاومة مع الاحتلال في أكتوبر 2011، والتي خرج بموجبها مئات الأسرى من أصحاب الأحكام المؤبّدة.

أصيب حسّان بمرض السرطان قبل ثمانية أشهر في الكبد، وحين بدأ رحلة علاج في مستشفيات غزة وصولاً إلى المستشفيات التركية كان المرض قد استشرى في جسده، فعاد إلى غزة، ولازم العلاج حتى توفي في المشفى الأوروبي.
 
والتحق حسان مطلع الثمانينات بجماعة الإخوان المسلمين، وأسس خليّة عسكرية للمقاومة نفذت عدة مهمات هاجمت فيها جنود الاحتلال وعملاءه حتى اعتقل عام (1987) وحكم بالسجن المؤبد.

الأب الروحي

كل الذين عايشوا حسّان في السجن يجمعون على روحانيته واقتراب دموعه حين يتأثر بمواقف إنسانية أو عدوان متجدد للاحتلال على فلسطين المحتلة وأطفالها.

وأنجب حسّان (5) أبناء استشهد منهم اثنان هما (نضال وعمّار)، وتزوجت بناته الثلاثة من أقاربه وأصدقائه، ورزق بعدد كبير من الأحفاد.
 
أقرب الناس إليه هو الأسير المحرر (أبو عمران الغول) الذي أسس معه أول خليّة للمقاومة (1981-1982) برفقة الشهيد عدنان الغول، والمناضل ناهض الوحيدي. 

يقول الغول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أخذنا يومها الموافقة من الشهيد إبراهيم المقادمة، ونفذنا عدة عمليات حتى اعتقلنا أنا وهو عام 1987، وتعرض عدنان أخي للمطاردة، وسافر، وحكمه الاحتلال 330 عاما، ومكثنا في السجون حتى خرجنا في الصفقة 18-10-2011” .

تجمع عائلة الغول وحسّان علاقة وثيقة حتى أن أبناء الأسيرين (أبو عمران وأبو نضال) تصادقا في طريق المقاومة، واستشهدا على سنوات متفرقة، وهي علاقة بدأت من الأجداد، ويتمنى (أبو عمران) ألا تنتهي برحيل أبو نضال.

أما أحمد الفليت الأسير المحرر الذي أمضى عشرين سنة في السجون، فقد عرف الراحل حسّان عام (1992) وأمضى معه قرابة عقدين من الزمان معظمها في سجن نفحة.
 
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “عايشت رجلاً هو الأطيب وابتسامته لا تفارقه أبداً، حياته كلها مواقف، كان دوماً يسخر من سجانه، وهو دائم التعلّق بأخبار الإفراجات، يطلب مني ترجمة الأخبار العبرية دوماً”.
 
ورغم محاولات الأسرى إعفاء حسّان من مهمات تنظيف الحجرات وإعداد الطعام؛ إلا إنه كان يصرّ على مشاركتهم، ولعل أكثر ما كان يسعده كما يذكر المحرر الفليت، أن يخصّه زملاؤه بالفلفل الأخضر الذي يحبه، لكنه يتوفر بشكل نادر في السجون.

والد الشهداء

ويجمع كل من عاش مع حسّان أنه لازم القرآن، فقرأ منه وحفظ الكثير، ودوام على ورد يومي لم يقل يوماً عن ثلاثة أجزاء، وهو ما عزز الجانب الروحاني في شخصيته.

عام (2003) احتار الأسرى في سجن نفحة كيف سيخبرونه باستشهاد نجله (عمّار) الذي قضى في حادثة اغتيال، لكنه بعد سماع النبأ، أبدى رباطة جأش وزاد على مواساتهم بأنه كان يتوقع نبأ استشهاده في أي لحظة.
 
كانت قوات الاحتلال قد اغتالت ابنه البكر نضال الملقب بـأبي رياض مسئول فرقة القسام في قرية المغراقة جنوب مدينة غزة  في آخر ساعة من حرب حجارة السجيل عام (2012).

ومن أبرز كلمات حسّان في السجون ( لم يبق في العمر مثل الذي مضى، أخشى أن أستشهد داخل السجن، أتمنى أن أتنسم الحرية ولو ليوم واحد)، وهي كلمات كررها على سمع الكثيرين، ولا زال يذكرها جيّدا المحرر الفليت.
 
ويلخّص الأسير المحرر جلال صقر الذي دخل سجون الاحتلال مطلع التسعينات وتعرّف على الراحل حسّان أنه وجد فيه إنسانا صاحب عطاء وحنان، جسّد مرجعيةً لكل الأسرى.
 
ويتابع لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “عشت معه مواقف رجولية تحدّي فيها المخابرات ومصلحة السجون، وبادر لمساعدة الأسرى دوماً، وكان عامل تجميع لأبناء حماس في السجن، يلجئون إليه”.
 
وكان الراحل حسّان قد أوصى أن يدفن بجوار قبر صديق عمره في المقاومة الشهيد عدنان الغول، وأن يوزع ميراثه حسب الأصول الشرعية دون أن يظلم أحد من ذريته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 21 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...