الأحد 30/يونيو/2024

4 أسباب تدفع باكستان لدعم القضية الفلسطينية

4 أسباب تدفع باكستان لدعم القضية الفلسطينية

تعد باكستان من كبريات الدول الإسلامية، وأقواها من الناحية العسكرية، إلا أن ما تقدمه للقضية الفلسطينية لا يتوازى مع حجمها وأهميتها، الأمر الذي قد يشهد تغيرًا في المرحلة المقبلة.

فمنذ استقلالها، عام 1947، واجهت البلاد العديد من التحديات والأزمات، ودخلت عدة حروب طاحنة مع الهند، وأخرى مع انفصاليين في إقليم بلوشستان (جنوب شرق)، ما شغلها عن الاهتمامات الخارجية، وملء الموقع الذي تستحقه بين دول العالم الإسلامي.

إلا أن اهتمام إسلام أباد بالقضية الفلسطينية بالذات قد يشهد تقدمًا في الفترة القادمة، لعدة أسباب، منها ما يتعلق بصراعها مع الهند على الساحة الدولية.


ففي الآونة الأخيرة، شهدت علاقات نيودلهي مع الكيان الصهيوني تطورًا كبيرًا، وذلك على جميع المستويات، السياسية والعسكرية والاقتصادية، توّجها رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بزيارته الكيان، في يوليو/تموز الماضي، ما وُصف بـ”الحدث التاريخي”؛ لكونها أول زيارة من نوعها لرئيس وزراء هندي.

يُشار إلى أن الهند لم تقم علاقات دبلوماسية مع الكيان حتى عام 1992، وعارضت تأسيسه منذ أول يوم، وفضلت الاحتفاظ بعلاقات قوية مع العالم العربي، إلا أن العلاقات تطورت من ذلك الحين، وبشكل أكثر تسارعًا منذ تولي “مودي” عام 2014، بالتوازي مع تعزيز العلاقات بين نيودلهي وواشنطن، على حساب علاقة الأخيرة “التاريخية والوثيقة” مع باكستان.

تجاوز الخطوط الحمراء
كما أن ذلك التراجع في العلاقات الأمريكية الباكستانية يعد سببًا آخر لتشجيع إسلام أباد على الخوض في قضايا لطالما أحاطتها واشنطن بالخطوط الحمراء، خصوصا مع إدارة دونالد ترمب، التي اتخذت موقفًا سلبيًّا تجاه إسلام أباد بخصوص ملف “الحرب على الإرهاب” في أفغانستان، وفضلت التقارب مع الهند اقتصاديًّا واستراتيجيًّا في المنطقة.

وبالتالي وجدت باكستان نفسها في حِل من سياسة مراعاة “الحليف الاستراتيجي” في رسم سياساتها الخارجية الخاصة.

محاور وتجاذبات
وقد دفع ذلك إسلام أباد بالفعل إلى التحرك لتعزيز علاقاتها مع دول داعمة للقضية الفلسطينية، مثل: إيران وتركيا، ما قد يشجعها على الانضمام لذلك المحور في وضع حد للكيان الصيهوني على الساحة الدولية، والوقوف إلى جانب الفلسطينيين في مقاومتهم لنيل حقوقهم.

أخيرًا، فإن دخول باكستان في جولة جديدة من التجاذبات السياسية الداخلية، بعد الإطاحة برئيس الوزراء نواز شريف، في يوليو/تموز الماضي، بتهم فساد، قد يشجع مختلف الأحزاب على تبني القضية الفلسطينية؛ سعيًا للحصول على تأييد الشارع الباكستاني، المعروف بعاطفته القوية لقضايا الأمة، خصوصًا في حال دَفَع أنصار القضية هناك بقوة نحو ذلك الاتجاه.

تجدر الإشارة إلى أن باكستان تعد ثاني أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان بعد إندونيسيا، ويبلغ تعدادهم أكثر من 199 مليونًا وفق إحصاء عام 2017، وتمتلك ثاني أقوى جيش بعد تركيا، والـ11 عالميًّا، بحسب تصنيف مجلة “بزنس إنسايدر” لعام 2016، كما أنها الوحيدة التي تمتلك سلاحًا نوويًّا في العالم الإسلامي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات